عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-09-2003, 08:01 AM
الاشعث النتي الاشعث النتي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 38
إفتراضي السلام عليكم و رحمة الله


**
*
بسم الله الرحمن الرحيم
لي فترة و أنا أزور الخيمة الإسلامية و أرى ما ينشر هنا و هناك وأقدم رجلا و أؤخر إخرى للتفاعل معكم و ها قررت التدخل بعد الكثير من التردد بسبب ما أراه من إقامة المتاريس و عدم الرغبة في الوصول إلى نقاط التقاء و الإبتعاد عن نقاط التقارب.
و قبل أن أبدأ أرجو من الجميع أن يعي أننا في قارب يوشك أن يغرق بسلفييه و شيعته و متصوفته و أهل كتابه و أننا في زمن يلزمنا فيه التعاون للدفاع عن بيضة الإسلام كمسلمين و التعاون مع أخواننا من أهل الكتاب الذين اشتركوا معنا في السراء و الضراء على هذه الأرض قبل و بعد الفتوحات و أن نتذكر روح العهدة العمرية مع إسقاط مفاهيمها العظيمة على متلطبات العصر الحديث و نشوء مفاهيم الدولة القطرية و المواطنة و ما يترتب على ذلك من التزمات و حقوق على الطرفين (الدولة و المواطن).
ثم علينا بعد ذلك أن نسلم بحقيقة الإختلاف الذي أراده الله لدفع الناس بعضهم بعض و أن نجعل هذا الإختلاف نقطة قوة لا نقطة ضعف و تناحر و أن نذكر أن هذا الإختلاف هو بمثابة فرق الجهد الكهربائي الذي يدفع بالبشرية إلى الإبتكار – بهدف المغالبة – و يصب ذلك في النهاية في قدرة أعظم على إعمار الكون.
و لقد شاءت المقادير أن أبدأ المشاركة من هنا و أود أن اشير باختصار إلى بعض النقاط فيما يخص هذا الموضوع هنا:
أولا: الجهاد فريضة جماعية هدفه تحقيق مصلحة الإسلام أو المسلمين أو كليهما و هو بذلك تقوم أسس تقويمه على ما ذكرت من جلب المصالح أو درء المفاسد فإذا كانت المجاهدة تترتب عليها خسارة أكبر من عدمها لزم النظر إلى البدائل. و معلوم أن كل التكاليف الشرعية منوطة بالقدرة و الإستطاعة.
ثانيا: بما أن الجهاد فريضة جماعية فقرارها جماعي بيد من بيده قرار الجماعة. و بذلك فليس الجهاد مبادرة فردية فوضوية يقوم بها كل على هواه.
ثالثا: المجاهد يطلب أحدى الحسنيين هما النصر أو الشهادة بهذا الترتيب. المؤمن الحق يسعى إلى النصر و يدفع البعض ثمن النصر استشهادا في سبيل الله. و هذا يعني أن ما نسمعه من قول بعضهم " أريد الشهادة " هو عكس للأولويات و الأحرى أن يقول " أريد النصر أو الشهادة". أن هذا الدين دين رحمة و نصرة و فوز للعالمين و ليس فرقة إنتحارية تنظر إلى إزهاق النفس التي حرم الله بسهولة و دم بارد.
رابعا: إن مفهموم " علي و على أعدائي " فلسفة شمشون الجبار و ليست فلسفة إسلامية و كذك الإنتقام ليس من أخلاق الإسلام. محمد صلى الله عليه و سلم لم ينتقم من قريش في فتح مكة بل قال قولته المشهورة: " إذهبوا فأنتم الطلقاء" و هم مشركون محاربون شديدو العداء لله و رسوله و ليسوا حتى أهل كتاب.
خامسا: الإسراف في القلتل و سفك الدماء ليس من أخلاق الإسلام و لكنه من أخلاق من يعتبر القتل مشروعا في حق "الأغيار". و الدين الإسلامي لا يقر مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة المكيافيللي" و لكن لابد من مشروعية الغايات و الوسائل. و المعاملة بالمثل ليست مشروعة على إطلاقها و لكن ضمن معاير الإسلام و قيمه.
سادسا: مؤاخذة فرد بجريرة آخر ليس من أخلاق الإسلام " و لا تزور وازة وزر أخرى" و لكنه جزء من الإرث القبلي الجاهلي حيث يؤخذ أي فرد من قبيلة بجريرة أي فرد آخر من تلك القبيلة. فكان إذا قتل أي فرد من قبيلة فردا من قبيلة أخرى أخذت قبيلة القتيل ثارها من أي فرد من قبيلة الجاني. و لذلك أعتبر هجوم 11 سبتمبر و ما شاكله منطلقا من الموروث القبلي الذي تم إسقاطه جورا على مفاهيم الإسلام.
سابعا: الإسلام دين و دولة يكون القرار الديني فيه بيد رجال الدين و قرار الدولة فيه بيد رجال الدولة و من البديهي تعاون الطرفين في نسق جماعي مشروع. و من المعلوم أن حبر هذه الامة عبد الله بن عباس رضي الله عنه لم يتول قيادة أو إمراة ذات بال بينما قاد أسامة جيشا و هو لم يبلغ الثامنة عشر. القيادة تحتاج إلى قدرات خاصة موروثة و لا تكتسب بحجم المعارف المكتسبة.
ثامنا: ترك الأمور السياسية بيد المختصين بالعلوم الشرعية يماثل ترك الأمور الشرعية بيد المتخرجين من كليات العلوم السياسية. و تنصيب قاض قائدا للجيش يماثل تعيين ضابط متخرج من الكلية العسكرية قاض للقضاة.
تاسعا: لا نشك في إخلاص الكثير من الإنتححاريين تجاه مبادئهم و الخلاف هو على تلك المباديء التي لا تتعلق بالعقيدة و إنما تتعلق بكيفية تحقيق المصالح أو درء المفاسد و السؤال هو:
" هل اكتسب شاب في العشرين من العمر أو حول ذلك من المعارف ما يؤهله للإجتها في أمور تتعلق بمصالح الناس؟".
عاشرا: لا بد أن نفرق بين الهجمات الإنتحارية في فلسطين- و غيرها فجهاد المدافعة يختلف عن جهاد المطالبة و على اية حال فإن موضوع الهجمات الإنتحارية موضوع فيه إختلاف و وجهات نظر مختلفة و أخشى ما أخشاه أن نستمر في إلباس الدين ثوب رغابتنا و موروثاتنا القبلية و أحقادنا و رغبات ثاراتنا.
حادي عشر: الإختلاف بينا و بين بعض الفرق الإسلامية موروث قديم مضت عليه قرون و أساسه إختلاف على أسس الحكم إنطلاقا من سقيفة بني ساعدة و هم داخلون في الملة بالشهادة و تصديق النبوية و حسابنا و حسابهم على الله و كفى بالله وكيلا.
و ختاما
لست مختصا بالشرع و علومه و لكنني مسلم أعرف من الشرع ما يلزمني و أتأمل خلق الله و كونه. و ما كتبت هذا لكم إلا دعوة غير مباشرة لترك الفرقة و البغضاء و الإجتماع على كلمة سواء للدفاع عن النفس و المال و الأهل و الأرض و العرض و قد أوشكت أن تتخطفنا الأمم.
إني أرى القارب يوشك أن يغرق بسلفييه و شيعته و متصوفيه و أهل كتابه " فهل من مدّكرْ"؟
مجرد نقاط من هنا و هناك و عفى الله عنكم و عني.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

**
*