[شوكت]

أخي المحترم فارس نجد
أنا أكثر من يؤيد الحوار في مجتمعنا بل لا بد منه لتحقيق إجماع نواجه به القوى الخارجية التي تريد تحطيمنا ولا تريد أن تبقي فينا حجراً على حجر.
ولكن كيف يكون الحوار البناء حقاً؟
شرطه الأساسي أن يقوم على احترام المتحاورين لبعضهم وتسليمهم كل واحد للآخر بحق الوجود.
هذه هي النقطة الفاصلة.
ما هو هنا في الخيمة ليس حواراً بل هو تهجم عدائي حاقد لا يمكن أن يقود إلا إلى إيمان الآخر باستحالة العيش المشترك.
نحن لدينا حقيقة قائمة منذ ثلاثة عشر قرناً ويزيد تقول إن هذه الأمة انقسمت إلى فرق سنية وشيعية.
السؤال الآن :كيف نتعامل مع هذه الحقيقة؟
هل بالشتم والسب والتكفير وجعل حياة الأقلية لا تطاق؟
أم بالإقرار لها بحق الوجود والمواطنة وترك الحوار في العقائد إلى ساحة العلماء البعيدة عن التهييج لأن العامة لا يدخلون هذا المجال إلا أخذوه على أنه تحريض؟
إذا ظللنا نتهجم على الشيعة علناً ونسبهم ونشتمهم ونؤكد أنهم أولاد زنا ونفتي بقتلهم فالنتيجة المنطقية التي لا ريب فيها بالنسبة للشيعي أن يحس أن هذا الوطن ليس وطنه وأن الحل الوحيد له هو الانفصال.
هذا شيء بديهي لا ينتطح فيه عنزان كما يقال.
وهذا الشيء البديهي الذي أحاول منذ سنتين أن أدخله إلى بعض العقول في هذه الخيمة دون جدوى.