إن ما ذهبت إليه بعض طوائف المشبهة من إنكار إطلاق لفظ الجسم لم يغنهم من الوقوع في مخالفة القرآن الكريم لأنهم قالوا بـ
مستلزمات الجسمية فكأنهم ما أنكروا
والأشاعرة لا ينفون الاستواء ((استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر)) ولكن ينفون ان يكون استواء الله عزوجل جلوسا أو قعودا كما توهمت المشبهة
وتأولوه لأنه من اللفظ المتشابه أي مما يحتمل أكثر من معنى بحسب اللغة العربية واختاروا معنى يليق بالله تبارك وتعالى وهو القهر والاستيلاء
كذلك فإن السلف الصالح رضوان الله عليهم لما فوَّضوا المعنى الى الله فقالوا: استوى كما اخبر لا كما يخطر للبشر، فهم بهذا لم يأخذوا بظاهر اللفظ ولم يقولوا استوى على الظاهر والحقيقة
ابدا
بل فوضوا المعنى الى الله عزوجل
وبهذا يكون السلف والخلف من الامة على ان الاستواء لا يؤخذ على الظاهر والحقيقة ولولا ذلك لما قالوا استوى كما اخبر لا كما يخطر للبشر ولا كانوا قالوا آمنا بما جاء في كتاب الله على مراد الله ولكانوا قالوا على الظاهر والحقيقة لكن احدا منهم لم يقل