عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 02-05-2002, 07:28 PM
إبن العربي إبن العربي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 73
إفتراضي

البدعة في العبادات فقط

السؤال : متى يوصف العمل بأنه بدعة في الشرع المطهر، وهل إطلاق البدعة يكون في أبواب العبادات فقط أم يشمل العبادات والمعاملات ؟.

الجواب : البدعة في الشرع المطهر هي كل عبادة أحدثها الناس ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة لقول النبي (ص) : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) (1) وقوله (ص) : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) . (2)

وتطلق البدعة في اللغة العربية على كل محدث على غير مثال سابق، لكن لا يتعلق بها حكم المنع إذا لم تكن من البدع في الدين، أما في المعاملات فما وافق الشرع منها فهو عقد شرعي، وما خالفه فهو عقد باطل، ولا يســـــمى بدعة في الشرع لأنه لـــيس من العبادة . (3)

البدعـــــــــة

السؤال : ما هي البدع ؟

الجواب : البدعة: قال فيها رسول الله (ص) : (( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )) . (4) وإذا كان كذلك فإن البدع سواء كانت ابتدائية أم استمرارية يأثم من تلبس بها لأنها كما قال الرسول (ص): (( في النار )) أعني أن الضلالة هذه تكون سبباً للتعذيب في النار ، وإذا كان الرسول (ص) حذر أمته من البدع فمقتضى ذلك أنها مفسدة محضة لأن الرسول (ص) عمم ولم يخصص قال : (( كل بدعة ضلالة )) .

ثم إن البدع في الحقيقة هي انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية لأن معناها أو مقتضاها أن الشريعة لم تتم، وأن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم.

فعليه نقول : كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والواجب الحذر من البدع كلها، وألا يتعبد الإنسان إلا بما شرعه الله ورسوله (ص)، ليكون إمامه حقيقة ؛ لأن من سلك سبيل بدعة فقد جعل المبتدع إمامـاً له في هذه البدعة دون رسـول الله (ص) . والله ولي التوفيق . (5)

ضوابط البدعة

السؤال : ما معنى البدعة وما ضابطها ؟ وهل هناك بدعة حسنة ؟ وما معنى قول النبي (ص): (( من سن في الإسلام سنة حسنة )) (6) وجزاكم الله خيراً .

الجواب : البدعة شرعاً ضابطها التعبد لله بما لم يشرعه الله، وإن شئت فقل : التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي (ص)، ولا خلفاؤه الراشدون فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى :[ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ] ( سورة الشورى، الآية: 21)، والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي (ص) : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ))(7) فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله أو بشيء لم يكن عليه النبي، (ص)، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع ؛ سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعرف فهذه لا تسمى بدعة في الدين وإن كانت تسمى بدعة في اللغة،ولكن ليست بدعة في الدين، وليست هي التي حذر منها رسول الله (ص)، وليس في الدين بدعة حسنة أبداً، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع، وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يتّبعْها بعد تركها أو يفعل شيئاً يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء :

الأول : إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وهذا سبب الحديث، فإن النبي (ص)، حث على التصدق على القوم الذين قدموا عليه (ص)، وهم في حال صعبة جداً، فحث على التصدق، فجاء رجل من الأنصار بصرّة من فضة قد أثقلت يده، فوضعها في حجر النبي (ص)، فقال النبي (ص) : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها )) (8) فهذا الرجل سن سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

الثاني : السنة التي تركت ثم فعلها إنسان فأحياها، فهذا يقال عنه : سنها بمعنى أحياها، وإن كان لم يشرعها من عنده.

الثالث : أن يفعل شيئاً وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب، فهذا لا يتعبد لله بذاته، ولكن لأنه وسيلة لغيره . فكل هذا داخل في قول النبي (ص) : (( من سن في الإســــلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها )) (9) وهذا مـــــبسوط في غـــير هذا الموضع. (10)

http://www.islamiyatonline.com/books/book8/p451-457.stm
__________________
نحن قوم لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر