عرض مشاركة مفردة
  #86  
قديم 11-02-2006, 11:28 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي ما فعله مبارك فى الإسلام أشد على النفس مما فعله الكاريكاتير

إن فشل حكام العرب والمسلمين فى بناء قوة عسكرية واقتصادية وعلمية للمسلمين حرم الأمة الإسلامية من تبوء مكانها اللائق بين الأمم ، وجعلنا نفشل فى إقامة علاقات دولية متميزة تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين قوى العالم المختلفة .

فشل حكامنا العرب فى كل شئ جعل الغرب يستهتر بنا وبمقدساتنا دون حسابات أو خوف من العواقب ، وأصبحت سخريته لنا واضحة فى كل محفل وميدان وتجمع .. تلك السخرية التى كثيرًا ما تشعر بها الشعوب وقليلا ما يشعر بها الحكام من كثرة ما تبدلت أحاسيسهم وجلودهم .

لقد استفاد متطرفو اليهود والنصارى من حالة التخلف التى يعيشها العالم الإسلامى وقاموا بملئ الفراغ الوجدانى لدول الغرب وصوروا الإسلام فى صور بشعة وكريهة وظالمة ... صوروه على غير حقيقة دعوته وفضائل دستوره وألصقوا به من الأمور الزائفة ما جعله منبوذا ومكروهًا على المستوى الدولى ، ولأنه لم يكن على الساحة غيرهم فقد تحركوا دون منافس فى شتى مجالات الحياة إلى أن استطاعوا ـ عن جدارة ـ إفساد العلاقة ما بين الشرق والغرب وبين كل ما هو مسلم وغير مسلم بعد أن خلد حكامنا للراحة فى القصور وتفرغوا لحياة اللهو والفجور والنوم على صدور الغوانى وظهور الغلمان إلى أن وقعت الواقعة وحدث ما حدث من اساءات خطيرة لمقام رسولنا الكريم .

الغرب يشعر فى قرارة نفسه بأننا أمة لا تستحق الحياة ، وبالتالى ليس لنا الحق فى الكرامة أو مطالبته بالإعتذار ، وقد وقفت الدول الغربية قاطبة خلف الدنمارك صفـًا واحدًا وعلى رأسهم بوش المجرم وجعلوا أمر الإعتذار للمسلمين أمرًا مستحيلاً وغير واردًا ولم يبالوا بحركة أكثر من مليار مسلم فى كل أرجاء الدنيا ولم يعبأوا بعمليات الحرق والتدمير التى أصابت بعض سفاراتهم التى تدنس أراضى الإسلام ..

رئيس الوزراء الدنماركى يكرر فى كل مناسبة بأنه لن يعتذر ، ويسانده فى ذلك بوش ويطالب الحكومات العربية والإسلامية بضبط حركة شعوبهم مدعيًا بأنه يتفهم موقف الدنمارك من الأزمة ، وجريدة هولنديه تصف احتجاجات المسلمين فى العالم بأنها "مسألة خسيسة" وأخرى تصف المسلمين بالكلاب ، وشعوب تهدد بحرق المصحف وتدنيس القرآن ، والمنظمة الدولية وعلى رأسها المجرم كوفى عنان لا تستنكر ما حدث وتقول يجب ألا تكون للحرية حدود !!

إنها حملة منظمة على الإسلام تستهدف مقدساته وتعاليمه ، والدليل فى ذلك واضح تمام الوضوح .. فلو كان الأمر عفويًا ودون تخطيط لاستنكره الجميع دون التمسح فى حرية الصحافة والإبداع ، لكن الغرب كله يقف الآن فى خندق واحد مع الدنمارك بل وتعيد صحافتهم كل يوم الرسومات التى تسئ للإسلام ومقام رسولنا الكريم .

ومثلما انكشف زيف السلام مع إسرائيل واستحالة حدوثه انكشفت لعبة حوار الديانات التى صدعوا بها رؤوسنا وأنفقوا عليها الكثير من الوقت والجهد والمال والتى روج لها كثير من علماء المسلمون وعلى رأسهم شيخ الأزهر ورفاقه .

إن مقولة حوار الحضارات والأديان مقولات خاطئة ومغلوطة وتقوم على غير أساس من الصدق أو الواقعية ، فأين هى تلك الأديان التى يمكن أن نتحاور معها ؟!!

لقد تم تشويه كل الديانات السابقة لدعوة الإسلام عن عمد ولم يعد على ظهر الأرض غير دين الإسلام الذى تكفل الله بحفظه ، فأى حوار هذا الذى يقوم على أسس خاطئة ومفاهيم مغلوطة ؟!!

لقد تعامل الغرب معنا وفق الحجم الذى رآه فى حكامنا ، ولولا بعض المصالح التى تربط الغرب بنا وحاجته المتواصلة إلى نهب خيراتنا وثرواتنا ما التفت إلينا مسئول واحد من الغرب وما صدرت كلمة رثاء أو تهدئة من هنا أو هناك ، ولذلك فإن الغضبة الشعبية والصحوة الإسلامية التى أعقبت الإساءة لرسولنا الكريم كانت ضرورية وهامة ليشاهد العالم كله تلك القوة الإسلامية الكامنة التى يستهين بها الغرب معتمدًا فى تصريف أموره على حفنة من الوكلاء والعملاء دون اعتبار للشعوب التى تنتهك حرماتها صباح مساء ، وعلى الغرب الملحد أن يعيد حساباته الخاطئة ليس قياسًا على حجم الحكام والحكومات وإنما قياسًا على حجم الشعوب وقوتها ، فالمقاطعة لم ينادى بها الحكام وإنما نادت بها الشعوب وفرضتها على أجندة العمل العام ، وثورة الغضب التى تعم العالم الإسلامى لم يحركها ملك أو أمير وإنما حركتها الشعوب فى مشارق الأرض ومغاربها .

إن المسلم وعلى الرغم من وقوفه على أرضية إسلامية صلبة ـ غير واهية أو قلقة ـ لم يتطاول يومًا على أى من أصحاب الديانات الأخرى التى ذهبت واندثرت وأصبحت أثر بعد عين .

لقد احترمنا المسيحية واليهودية لكونهما من رسالات السماء وليس لكونها معتقدات جيل فاسد من البشر نراه اليوم بأعيننا وقد أفسد كل شئ فى الحياة .. احترامنا لما نزل على موسى وعيسى يرجع لكونهما رسل الله وليس لكونهما دستور يتمسح فيه الأجارم أمثال بوش وبلير وشارون ...

والمسلم يعلم جيدًا أنه لا يسب الله ورسوله إلا جاهل أو كافر ، ولا يتطاول على الأديان غير إنسان وضيع لا وزن له ولا قيمة ، ولو طلبنا من الصحفى الذى رسم الكاريكاتير المسئ لرسول الله أو من الجريدة التى نشرته كتابة سطر واحد عن حياة محمد أو عن الإسلام ما عرفوا وما استطاعوا ... إذاً فمن أى منطلق يبدعون ويُعبرون ؟!!

ما هى حجتهم وما هى ثقافتهم وما هو نوع العلم الذى ارتكنوا إليه ؟!!

هؤلاء القوم لا يعرفون عن الإسلام شئ فكيف يهاجمونه ؟!!

ولقد عجبت عندما سمعت أنهم سخروا من المسيح من قبل أن يسخروا من محمد وقلت فى نفسى إن الذى لا خير فيه لديانته فلا يمكن أن يكون فيه أدنى خير لديانة أخرى لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، ولينظر كل منا ماذا فعل هؤلاء القوم مع رسالة عيسى عليه السلام .. لقد حرفوها وامتهنوها وحذفوا منها وأضافوا إليها ، والقرآن خير شاهد على ذلك .. لم يتركوا فى المسيحية شئ إلا وعبثوا به وغيروه ، وياليتهم التزموا بما أبقوه ولم يفرطوا فى القليل الباقى .. إنهم وضعوه على أرفف الفاتيكان وعلقوا على الصدور الفارغة والعارية الصلبان وهم يمارسون الجنس ، وساروا على عكس ما أمر به الإنجيل حتى ليخيل للمرء أنهم قد درسوا المسيحية لا ليعبدوا الله بها وإنما ليفعلوا عكس ما جاء بها ، والأمر لا يحتاج لتدقيق أو استفاضة فى البحث فكل شئ واضح وفاضح ، فهل المسيح عيسى بن مريم أمرهم بزواج المثل ؟!!

هل أمرهم بارتكاب الزنا واقتراف الفواحش وشرب الخمر وتعرية النساء وقتل المرضى ممن لا أمل فى شفاءهم واغتصاب الأطفال وأكل أموال الناس بالباطل ؟!!

أليس هذا هو نهجهم اليوم وتلك هى ثقافتهم ؟!!

__________________