عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-02-2001, 08:36 PM
صالح زيادنة صالح زيادنة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 128
Post لغة عربية - حول كلمة هديل

الهديل في لغتنا المعاصرة هو صوت الحمام ، وهذا هو الإستعمال الدارج للكلمة ؛ جاء في اللسان :
1) - الهَدِيل صوتُ الحمام ، وخصَّ بعضهم به وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها ، هَدَل القُمْرِيُّ ، وفي المحكم : هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً قال ذو الرمة :
إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها ………… رَواحُ اليَماني ، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ
وأَنشد ابن بري :
ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ ………… تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما
وقال : بشار بن بُرد
وقد زادني شوقاً هديلُ حمامةٍ …….. على إلفِها تبكي لهُ وتُطَرِّبُ

2) - وقيل : الهَدِيل ذكَرُ الحمام ، وقيل : هو فَرْخها ؛ قال جِرانُ العَوْد :
كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها ………… من البَغْي ، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ
وقال بعضهم : تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ على عهد نوح عليه السلام ، فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي تبكي عليه ؛ قال نُصيب وقيل هو لأَبي وجزة :
فقلت : أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ ………… هَدِيلاً ، وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ ؟
ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من جَوارِح الطير ؛ وأَنشد الكميت الأَسدي :
وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ ………… بأَسْرَعَ ، جابةً لكِ ، من هَدِيلِ
ويقول جرير :
أما الفؤادُ فليسَ ينسى ذِكْرَكُم ………… ما دامَ يهتِفُ في الأراكِ هديلُ
وأنشد طرفة بن العبد :
فلا أَعْرِفَنّي إن نشدتُكَ ذِمّتي ………… كداعي هديلٍ لا يُجابُ ولا يَمَل
أما عمر بن أبي ربيعة فيقول :
إنَّ في النفسِ حاجَةً ما تقضّى ………. ما دعا في الغصونِ داعي هديل
ويقول البحتري :
وهيّجَ شوقي ساقُ حُرٍّ أجابَهُ …………. هديلٌ على غُصنٍ من البانِ أفرعا
ويقول عبيد بن الأبرص :
فدعا هديلاً ساقُ حرٍّ ضحوةً ………… فدنا الهديلُ له يَصُبُّ ويَصعَدُ
والساقُ حرّ هو الذَّكَر من القمرية .
ونلاحظ هنا أن الهديل هو صوت الوحشيّ من الحمام أي البريّ منها وهو ما يسمى باليمام ، وهي المطوقّة ، والقمرية أيضاً ، ونلاحظ أيضاً أن الشعر الذي يتطرق إلى القمريّ أو الهديل ينطوي على الحزن والأسى فها هو أبو فراس الحمداني يقول : أقول وقد (ناحت) بقربي حمامةٌ .
وشوقي يقول :
بي مثل ما بك يا قمرية الوادي ( وهو يقصد الحزن والأسى ) .
وفي الحكايات الشعبية : إن اليمامة وهي تهدل على الشجرة فهي تبكي أخاها الذي قتل صغيراً ، وكانت غائبة وعندما عادت وجدته مقتولاً فرمت نفسها عليه وتمرغت في دمه المسفوك فأصبحت ساقاها حمراوين وكان أخوها يدعى " قيساً " فهي ما تزال تناديه وتنوح عليه وتندبه بقولها : يا قيس قُم ، يا قيس قُم ، صلّي وقُمْ صَلّي وقُمْ .
الرد مع إقتباس