[على رسلك]

هديتي للغالية صمت الكلام

رؤية ... لغة الصمت


الكلام مقرون باللغة، غير أن اللغة ليست مقرونة بالكلام، فاللغة بالمعنى الواسع للكلمة تعني كل أشكال التعبير، وليس الكلام إلا شكلا واحدا من أشكال التعبير المتعددة، فالإنسان لا يعبر فقط بالقول، ولكن أيضا بالاشارة والصوت الموسيقي والايماء والحركة، بل إنه يعبر بلغة العيون ليقول بالصمت أبلغ مما يقول بالكلام ولهذا كان المثل “إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”.

ليست الاشارة كالعبارة، فالعبارة محدودة والإشارة واسعة، ومن اتسعت رؤيته ضاقت عبارته، ومن لا يدرك الاشارة لا يفهم العبارة، ومن يقف على القول يتشتّت فيه، ومن يلازم الصمت يرى ما لم يكن يراه وهو صائت “صارخ بالكلام”، فالقوّالون الثرثارون المتكثّرون يدورون في أفلاك لا صلة لها بالمعاني الكبيرة. يقول محمد بن عبدالجبار النفري: وقال لي “ان لم تقف على ما لا ينقال، تشتتّت فيما ينقال”، وقال ايضا: وقال لي “قع في الظلمة، فوقعت في الظلمة، فأبصرت نفسي!!”.

من مفضلتي ..