عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-02-2007, 03:06 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة هبةالله
قرأت هذه المقاله في احدى الصحف الاردنية الحبيبة . . لكاتبة رائعة جداً ... واحببت ان انقلها لكم واتمنى ان تنال اعجابكم كما اعجبتني ..... والمقاله بعنوان الورطة!


كان واقفاً قرب النافذة حين دخلت بسرعة، فقالت وهي تخلع معطفها: ''الشتاء جميل لكنّه مربك، تصوّر، حادث بسيط أوقف السير لما يقارب الساعة''، ثم التفتت نحوه وهمست: ''هل سأل عنّي أحدهم ؟ '' فضحك وهو يقول: ''صباح النّور أوّلاً... ماذا تقصدين بأحدهم؟'' فأجابت وهي تزيل بقعة من الطين عن حذائها: ''قصدي المدير العام مثلاً... أنت تعلم بأن العمل لا يسير بالسويّة المطلوبة دون وجودي...'' وأكملت ضحكتها لتسأل فجأة: ''أين القهوة يا رجل ؟ أو ليكن شاياً اليوم، الصباحات الباردة يناسبها الشاي...'' فركت يديها بسرعة وخرجت لتنادي المراسل.

وألقى نفسه على مقعده وهو يشعر بالصداع إيّاه الذي بات يلازمه في الأيّام الأخيرة ثمّ أطرق على المكتب وهو يمسك رأسه بيديه كأنّما يمنعه من الانفجار، بعد دقائق، سمع وقع أقدامها تقترب... فرفع رأسه بسرعة وتظاهر بالانشغال ببعض الأوراق.

دخلت والمراسل وراءها، فتناولت كوب الشاي ووضعته على المكتب أمامه وهي تقول: ''لقد أشرفت بنفسي على إعداده... شاي خاص وليس المعتّق الذي يوزّع على الغلابى كلّ صباح! '' لتضيف بسرعة ''تبدو شاحباً... ما بك ؟ '' ثمّ هرعت نحو أحد الادراج وهي تقول: ''بقي بعض الكعك منذ الأمس، هيّا، كُلْ .'' فوجدها تضع أمامه بعض القطع .

وبقيت تتحدّث، ليقطع حديثها رنين الهاتف أحياناً، أو أحد الزملاء أو المراجعون، ولم يكن يعي ما تقول بل ظلّ يراقب ملامحها... كيف لم ينتبه لكل تلك الجاذبيّة التي تشعّ من نظرتها في السابق، وكيف لم تستجب كتلته العصبيّة لرنّة صوتها المشحون بالدافئ والموسيقى؟ ولماذا تنطّح، في لحظةٍ بلهاء، لرفع شعار الأخوّةِ أمامها ذات صباح حين نُقلت للعمل معه في مكتبٍ واحد... كم كان غبيّاً! كان هدفه إشعارها بالراحة والأمان، فتحقّق لها ما أراد ليفقد هو هذه الأياّم أيّ شعورٍ بالراحة أو الأمان... فإحساسه تجاهها مؤخّراً صار يفزعه، كيف يقول لها إنّه مشغولٌ بها طوال الوقت ؟ وكيف يتحوّل في نظرها إلى رجلٍ عادي... رجلٍ مألوف... رجلٍ متوقّع! ''لا يمكن، لا يجوز، مستحيل!''، قال لنفسه: ''لا بد من تحكيم العقل''، فعاد ووقف أمام النّافذة، ونظر الى السّماء كأنّما يدعو الله الدّعم والمساندة... أخذ نفساً عميقاً، وعاد إلى مكتبه ، وظلّت تتحدّث دون أن ينظر نحوها، كان يخشى أن تفضحه نظراته... ثمّ سارع إلى طلب إجازة! ومضى على ذلك اليوم وقتٌ طويل، وهي تتساءل هذه الأيّام عن سبب تحوّله، فهي محتارة، أبدر منها ما أزعجه ؟ ولماذا هذه الإجازات المتتالية ؟ ولماذا صار يتحاشى النظر إليها ؟ لقد قرّرت أخيراً أن تستحلفه بأن يصارحها بما حدث... وأن يكون صادقاً أميناً باسم الأخوّة التي تجمعهما!


جميل جداً أختي الفاضلة ...
لكن أين البقية ؟؟؟!!! وهل هناك حلقات أو مفاجآت أخرى؟؟؟!!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________