[عمرو ابو فؤاد]

نَظَـرَتْ ونَظْـْرَاتُ العيـون تريـدنـي ... أنِّــــي مضيتُ إلى الصبابةِ مـقـبــلا
هــذي الــتي ترَنو تَقوُل أ إنَّنِي ... لـكَ فابتَسِـمْ أنـتَ الـذي مـلـكَ العُلا
ولَكَـْم رسمـتُ علـى شفاهـي بسمـةً ... لكَ بِالـتَـَدلُّـلِ والتـَغَـُنـجِ والــحَــلا
ولـسـوفَ أُعطـيـكَ الــذي أوعَـدْتُـه ... كـلَّ الملـوكِ، لك السعادةُ مَوئِلا
ولسـوفَ أغـدو فـي فـؤادكَ نَبْضُهُ ... حتـى تصـيـرَ مــن الصبـابـة مُبـتـلى
ولـسـوف أغـــدو جـنــةً فبأعـيـنـي ... سحرُ العيونِ مـن النضـارة فُصِّلا
والأمنياتُ تكونُ فـي رَوضـي فَلـنْ ... تمضي فحسـنـي للجمـيـع قــد انجلى
سأريكَ معنى العشق ِعِنـدي والهـوى ... و أُعَـوِّضُ الأحـزانَ عشـقـًا مثـمـلا
فَسَرَحْتُ في ليلي وطِرتُ بِخاطِري ... ألـفاً فقـلـبـي بالـصـبـابـة عُطِّلا
ورأيـتها مـقطـوعةً مـلعـونــةً ... وربيعنا من ظُلمهـا قد جُـندِلا
ومضيتُ أرسمُ قِصَتي وقَصيدتي ... وأقولُ ما كان الكلامُ مُفَضَّلا
حتى وإن كان الهـوى فـي خاطـري ... لستُ الـذي ألقـي عَلـى نفسـي البـلا
كـلا ولـسـت مــن الـذيـن يسـاوَمُـوا ... حـتـى أبــاعَ كـمــا العـبـيـدِ مـذلــلا
كــلا ولا المُـلْـكُ الـــذي أَوْعَـدْتِـنِـي ... يا دُنيَتِي عـنـدي يـكــون الـمـنـزلا
كـلا ومـا كـان الجفـا فـي أضلـعـي ... كــلا فقـلـبـي بـالـغـرام قـــد اصطلى
لكنني واللهِ لستُ بفــــــــــــــارسٍ ... غِرٍّ فَتَسقِيهِ الصَــــــــــبابةُ مَقْتَلا
وكعنـتـر العَبْـسـِيِّ إنِّي قِصـــــــتي ... لي عزتي ويحَ الفؤاد إذا سـلا
لَيَصِيـرُ دَمعـي فَـوقَ خَــدي هـامـراً ... ويصيـرُ حزنـي بالضلـوع مزلـزِلا
أو حينـمـا يـمضي الـزمـانُ أراهُـمـا ... يـتـبـخـران إذا الـصــبــاحُ تــدلـــلا
أنا لسـتُ مِـن أسـراكِ يا دنيا اسمَعي ... مِنِّي الكلامَ مَضى هُناكَ مُجَلْـجِـلا
أنـي بـذلـتُ وســوفُ أغــدو بــاذلاً ... كــل الــذي فـــي قـدرتــي مـتـأمـلا
فامـضـي عَرفتكِ سلـعـةً قــد بعتـهـا ... ورأيتُـنِـي نـحـوَ المـَنُـونِ مُـهــروِلا
وتركت روضكِ كي أعـود إلــى التي ... أهوى وإني أرتجي أن أبذلا
روحي هنالك في ربوعِ حبيبتي ... مهري دمائي إن غدوتُ مجندلا
هــذي الستـائـر قــد رأيــت أوانـهـا ... كيـمـا تغـطـي قبحكي أن تُسدَلا