ويأتوني ليحرجوني يقولون : الشيخ عبد العزيز يفتي بغير ما تفتي ,
واللهِ الشيخُ عبد العزيز على الرأس , وأحبه أكثر من أمي وأبي ومن نفسي ,
لكن لو علم الشيخ عبد العزيز ما أعلم , لأفتى بما أفتينا به .
ملاحظة :
ما سبق كان قبل عرض كتاب " الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان " على
الشيخين عبد العزيز بن باز , ومحمد بن عثيمين - رحمهما الله - . لأنهما - كما قال
الشيخ عبد الله عزام رحمه الله في مقدمة كتابه " الدفاع .. " - وافقاه على ما فيها
بعد عرضها عليهما .
وهذه القصة التي رواها الشيخ عبد الله - رحمه الله - تثبت هذا :
قال الشيخ عبد الله رحمه الله :
ذهبت إلى القصيم ، والقصيم تعرفونها , فهي منعزلة بعيدة ، ليست مثل جدة والمدينة
ومكة والرياض ، بعيدة عن الاتصال بالعالَم وأخبار الجهاد ليست واضحة تماماً ،
زرت الشيخ ابن عثيمين , قلنا له : وإذا بالوقت الذي وصلت فيه إلى ابن عثيمين ,
اثنان من الشباب قادمان من المنطقة الشرقية حتى يستفتيا ابن عثيمين في حكم الجهاد ،
وكان هنا واحد منهم يشوش على الجهاد ، والتقيت معهم هناك ،
قال ابن عثيمين له : تكلم ، قص قصتك يا فلان , ماذا عندهم ؟ قال : كذا وكذا ، فأنا
تكلمت قليلاً ووضَّحت الصورة .
ابن عثيمين قال للذي يشوش لا تتكلم بهذا أبداً لأنك تأثم ، لأنك تصد الناس عن
الجهاد ،
قال له : سمعت هذا عادل العتيبي نجم الدين ، جاء مع واحد من المنطقة الشرقية هذا
الذي يشوش .
ألقيت محاضرة في عنيزة بعد العشاء ،
وقال لي الشيخ : غداً بعد صلاة الجمعة تتكلم ،
عزَّ على بعض الناس الذين يشوشون أن الناس يأخذون صورة طيبة عن الجهاد الافغاني قبل
صلاة الجمعة ،
في اليوم الثاني وإذا بهم يعطون ابن عثيمين ورقة مختومة أختام
لا أدري أنزل الله بها من سلطان ، أم لَم ينزل ؛
على أن هؤلاء الذين يسمون بالأفغان - ترجموها بالعربي - علـى أنهـم يعتبرون ابن باز
وابن عثيمين وهابيين كفـار ، لا يجوز الصلاة وراءهم ، وتوقيع الأحزاب السبعة عبد رب
الرسول سياف , الإتحاد , وما إلى ذلك ،
قال لي : خذ , أنظر هذه الورقة يا شيخ عبد الله , نظرت إليها ,
قلت له : واللهِ إنه كذب ،
وخطبة الشيخ ابن عثيمين كانت عن الجهاد .
ثم تكلمتُ , والناس بقوا بعد الصلاة ، الناس يريدون أن يذهبوا إلى الغداء ،
ظل المسجد أكثر من نصفه , لا يريدون أن يخرجوا , وطال الكلام ،
ثم ذهبنا بعد أن تكلمت حوالي ساعة ونصف ,
تغدينا عند الشيخ ابن عثيمين ,
فقلنا له : ما رأيك في هذا الجهاد أنت ؟
قال : واجب يعني فرض ، الواجب والفرض نفس الشيء ،
قلت له : استئذان الوالدين ؟
قال : إن كان برهما يتوقف على استئذانهما , لابدَّ أن يستأذنا ،
قلت له : فصِّل ،
قال : يعنى ؛ إن كان وحيدَ والديه ، وهما بحاجة إليه , فليستأذنهم , وإلا فلا إذن
لهم .
وقال أيضاً - رحمه الله - :
أيها الناس :
إن الجهادَ الأفغاني فرضُ عين على المسلمين باتفاق السلف والخلف ,
وباتفاق المحدثين والفقهاء والأصوليين والمفسرين , وهذه نصوصهم ،
وكتبنا بذلك فتوى سميناها ( الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان ) ,
وقد أخذت هذا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أن ( دفع العدو الصائل الذي يفسد
الدينَ والدنيا , ليس أوجب بعد الإيمان من دفعه ) .
أولاً : لا إله إلا الله محمد رسول الله ،
ثم بعد ذلك دفع العدو الصائل ،
وعرضت الفتوى على كبار العلماء ،
وأول من عرضتها عليه فضيلة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز , ووافق عليها ،
إلا أنها كانت أكبر من هذا الحجم ،
قال : إنها طيبة , فاختصرها حتى نجعل لها مقدمة ، ثم ننشرها ,
واختصرتها ، ثم ضاق الوقت ,
وانشغل الشيخ بمناسك الحج وعدت ، ولَم أعرضها على الشيخ بعد أن اختصرتها ،
إلا أنني قرأتها على كثير من العلماء , وأخذت توقيعهم على موافقتهم عليها
ــــــــــــــــــــــ
يتبع
باذن الله