عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 26-01-2007, 01:10 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

هذه صرخة من جد حزت في خاطري وعلت حلقي غصة مرة ، أسأل الله
أن تصل هذه الكلمات إلى المسؤولين ..



تقول المعلمة / أمل بنت محمد العودة

نجح نجح ..رفع رفع .. رقع رقع

هل هي من سياسة التعليم في دولتنا الفتية ؟؟
أجيبوني !!


( الجزء الأول )



عندما درست المواد التربوية
علمـــــــوني ..


أن العدل من صفات المعلمة المثالية
وليتهم ما علموني ..

في أروقة اللقاءات التربوية
أطربوني ..
بكلمات رنانة عن الإخلاص والمصداقية
وليتهم ما أطربوني

عن سمو الرسالة التربوية
حدثوني ..
ثم مزقوني ..
بتناقضاتهم بين المرونة تارة والجمود والآلية
وليتهم تركوني ..
حاولوا إيهامي بتقصيري ..
إن حصلت إحدى تلميذاتي على درجة غير مرضية
وأغروني ..
بإعادة الاختبارات الدورية ..
وبعد رفضي ..
هددوني ..
بأساليب تخلو من الإنسانية ..
صفقوا لي طوال العام على جدي واجتهادي ..
ثم صفقوني ..
عند صدور النتائج الفصلية ..
لأن درجات تلميذاتي لم ترق لمزاج المرشدة الطلابية ..
وليتهم ما صفقوا لي ..
بعد أن
حدثوني عن الدقة في تصحيح الاختبارات التحصيلية ..
أدهشوني ..
بعد أن
عقدوا وعقدوا العديد من اللقاءات والحلقات التنشيطية ..
حطموني ..
بعد أن
علموني فيها كيف أحقق معياراً عالياً في التصحيح من الصدق والموضوعية..
قتلوني ..
نعم قتلوني ..
لأنهم وبعد كل هذا
طالبوني ..
بالمساواة بين الطالبة المهملة والجدية ..
بدعوى مراعاة الفروق الفردية ..
أرادوني
سلما يمتطونه لترقيع إخفاقاتهم الشخصية
وهذا لا يكون ـ في رأيهم ـ حتى ينجح الجميع بنسبة مية في المية ..
بعثروا أوراقي ..
شتتوا أفكاري ..
مزقوا أوقاتي ..
بدعوى أهمية الأنشطة اللاصفية ..
وكل هذا ـ فقط ـ من أجل أن تعبأ التقارير اليومية ..
وترفع لمكاتب الإشراف النسوية ..
حاولوا إفهامي أن الحزم في المواقف التربوية
لا يعدو إلا أن يكون قسوة وهمجية ..
هددوني ..
إن أنا تجرأت على طرد طالبة
تحاول قلب درسي لمسرحية هزلية ..
إن كان ولا بد من الطرد فليكن من نصيبي ..
لأن في هذا حرمان ـ للمستهترات ـ من حقهن في التعلم حسب القرارات التربوية ..
حاصروني
حاولوا قتل همتي
وتسميم دوافعي الذاتية ..
حاولوا سلب حلمٍ طالما نسجته بندى زهور الخزامى البرية ..
حاولوا إعدام أفكاري
بمشنقة نصبت لوأد الحرية ..
احتفلوا بي ـ فقط ـ على صفحات الجرائد اليومية
وعلى ممرات الساحات المدرسية
داسوني ..
مرغوني ..
جعلوني متهماً ـ دائماً ـ بالتقصير
وعلي إثبات براءتي من تهمٍ نسجتها مخيلاتهم الهوليودية ..
أرهقوني ..
وطالبوني ..
بملأ ملفات وأوراق لا تخدم العملية التربوية
ـ فقط ـ من أجل أن أتابع تحركات تلك التلميذة الغير جدية ..
من أجل أن أبرئ نفسي ..
من تهمة التقصير حينما تخفق تلميذتي في آخر السنة الدراسية ..
وتعقد لي المحاكمة تلو المحاكمة في أروقة المحافل التربوية ..

عندما درست المواد التربوية علمـــــــوني

أن العدل من صفات المعلمة المثالية

وليتهم ما علموني ..


في أروقة اللقاءات التربوية
أطربوني
بكلمات رنانة عن الإخلاص والمصداقية
وليتهم ما أطربوني ..
شجعوني على توعية التلميذات بأهمية الصحة الجسمية ..
ثم راحوا
وتركوني
عندما طالبتهم بتزويد المقصف المدرسي بأغذية صحية ..



أبكوني نعم بحرقةٍ ومرارة ٍأبكوني
عندما وجدت تلميذاتي يخفقن في إتمام أبسط العمليات الحسابية ..
قهروني
عندما عاتبت تلميذاتي على ضعفهن في القواعد الإملائية ..
وأخبروني
ببراءة طفولية ..
معلمتنا كفي عن العتاب ..
أن هذا ليس ذنبنا بل ذنب من غطى على عيوبنا في المرحلة الابتدائية ..
وأوهمنا
أننا نجيد ـ وببراعة ـ الحساب والقراءة ..
بل وحتى كتابة النصوص الشعرية..
وهكذا تتوالى فصول عدة لهذه المسرحية ..
ويتوالى الضعف والانهيار في أنظمتنا التعليمية ..علمـــــــوني ..
أن العدل من صفات المعلمة المثاليةوليتهم ما علموني ..
في أروقة اللقاءات التربوية
أطربوني ..
بكلمات رنانة عن الإخلاص والمصداقية
وليتهم ما أطربوني ..
قهروني
طرحوني
قذفوابي
لأصارع وحدي الإحساس بالمسؤولية
وما زالوا يتشدقون بأن كل هذا
من صميم سياساتنا التعليمية ..
صحت ـ سحقا ـ
لن تطرحوني أرضاً
فأنا معلمة تربوية
قبل أن أكون موظفة في دائرة حكومية