عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-09-2001, 12:59 PM
gentle-boy gentle-boy غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 74
Post ************ غزوة بدر الكبرى *************

غزوة بدر الكبرى
أطاع المسلمون أمر الله , وهاجروا من مكة الكرمة إلى المدينة المنورة بعد أن اشتد الأذى والتعذيب عليهم , وتركوا ممتلكاتهم وأموالهم , حيث إن الصادق
صلىالله عليه وسلم وعدهم أن الله تعالى سيعوض عنهم ويخلف عليهم , وما كان كفار قريش اللئام إلا أن استولوا على هذه الأموال وذهبوا إلى الشام ليتاجروا بها , ثم عادوا إلى مكة في قافلة محملة بالكثير من الأموال والأحمال والجمال .
وصلت أخبار هذه القافلة إلى النبي صلىالله عليه وسلم في المدينة المنورة التي كانت قد امتلأت خيرا بالنبي وصحباته الأبرار , من المهاجرين والأنصار الذين اشتد ساعدهم وزادت قوتهم وتعبأت نفوسهم لمجاهدة عدوهم .
و كان ذلك في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة المشرفة , فخرج
النبي صلىالله عليه وسلم على رأس جيش من الصحابة الأبطال , المقبلين على الجهاد بقلوب قوية واثقة , موتكلين على الله تعالى , و كان عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشرة
رجلا والأعلام والبيارق حولهم ترفرف وتعلو .
لكن خبر خروج المسلمين للقتال بلغ القافلة التي كان على رأسها أبو سفيان بن حرب , وهو أحد رءوس الكفر في ذلك الوقت , ولم يكن معه حراسة كافية لتمنع عنه النبي صلىالله عليه وسلم وصحابته فبعث برجل اسمه (( ضمضم )) إلى مكة يستنجد بأهلها .
ووصل (( ضمضم )) إلى مكة صارخا مولولا طالبا النجدة , فأسرع كفار قريش بتجمع قواهم و جندهم وسلاحهم ومضوا إلى محاربة النبي صلىالله عليه وسلم .
في هذه لأثناء غير أبو سفيان مسيرة القافلة بين الشام ومكة , وابتعد عن الطريق المعهود إلى ناحية البحر , ولم يعلم المسلمون أن كفار قريش خرجوا لمساعدة القافلة , حتى وصلوا إلى ما قبل (( بدر )) وهي اسم ناحية , فنزلوا هناك وأرسلوا
ثلاثة أشخاص للاستكشاف , فعادوا وقد قبضوا على غلامين خرجا لجلب الماء لمعسكر كفار قريش , فعلم عندها النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته بخروج قريش لمقاتلتهم وأن عددهم قريب ألف مقاتل .
استشار النبي الأعظم صحابته , فقام كبارهم وتملكوا فأحسنوا وأجادوا , وقال المهاجرون خيرا والأنصار خيرا , وكان منهم سيدنا (( سعد بن معاذ )) الذي أخبر النبي أن الأنصار يخذلوه أبدا ولو أمرهم بخوض البحر لخاضوه معه وختم
بقوله : (( فسر بنا على بركة الله )) .
وسار النبي صلىالله عليه وسلم بجيشه وهو يقول ( أبشر فإن الله قد وعدني إحدى الطائفين)) أي إما نربح الغنائم التي في القافلة , وإما أن نهزم الجيش الذي خرج لحمايتها , ونزلوا قرب (( بدر )) ذات المياه الكثيرة .
وكان كفار قريش قد بلغهم أن القافلة التي خرجوا لحمايتها قد نجت ووصلت إلى مكة , ومع ذلك رفضوا العودة وأصروا على مقاتلة النبي حقدا منهم عليه وعلى دعوته الإسلامية العظيمة و كراهيته لصحابته الكرام .
وبعث الله تعالى المطر الخفيف فصار التراب تحت أقدام النبي صلىالله عليه وسلم والصحابة
جامدا يسهل المسير عليه , وأما الكفار فقد صار الرمل من تحتهم وحلا مزعجا تغوض فيه أقدامهم وأقدام بعيرهم مما أعقهم وأخرهم .
وأحاط المسلمون بتلال مطلة على بركة ماء كبيرة في (( بدر)) ، وجاءها الكفار ليشربوا منها فصار المسلمون يصطادونهم الواحد تلو الآخر . وتقابل الجيشان ،
جيش المسلمين وفيه الصحابة الأفاضل الشجعان الذين يريدون إعلاء كلمة لا إله الله محمد رسول الله ، وجيش الكفار الذين أشركوا بالله ويريدون قتل نبيه
المصطفى صلىالله عليه سلم والقضاء عليه وعلى دعوته المباركة .
وكانت خطة المسلمين على ما أشار عليهم رسول الله صلىالله عليه وسلم أن لا يبدأوا القتال حتى يحيط بهم الكفار ، عندها يظهر الرماة المتخبئون على التلال المحيطة بمكان
المعركة ويرمون ظهور الكفار برماحهم ، وهكذا كان .
واقتتل الناس قتالا شديدا و تضاربت السيوف و لمعت الرماح و تطاير الغبار و علت التكبيرات الصادحة و كان المدد الكبير.
فقد امد الله تعالى جيش النبي صلى الله عليه و سلم بمئات و ءالاف من الملائكة الكرام أتوا على خيولهم يحاربون و يقاتلون يتقدمهم سيدنا جبريل عليه السلام على فرسه
(( حيزوم)).
وكان المقاتل المسلم يشير بسيفه الى المشترك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل اليه السيف، وكان هذا من عمل الملائكة عليهم السلام بأمر الله، وفي نهاية المعركة أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم حفنة من التراب و رمى بها قريشا و قال:
((شاهدت الوجوه)) و قال لأصحابه((شدوا عليهم))، فكانت هزيمة المشركين
و قتل منهم الكثير و أسر الكثير.
كان بين قتلى المشركين رأس الكفر أبو جهل لعنه الله، و أمية بن خلف و هو الذي كان يعذب سيدنا بلالا الحبشي رضي الله عنه، و عندما أرادوا طرحه في بئر القليب
كان قد تقطع فوضعوا عليه تراب و حجارة ما طمره.
و عاد النبي صلىالله عليه وسلم وصحابته الأجلاء منتصرين معززين ، ولهم في غزوة بدر الكبرى عبرة أن الفئة القليلة قد تغلب الفئة الكثيرة بإذن الله ، وشهد رمضان نصرا
كبرا للمسلمين سجلة التاريخ بسطور من نور.
__________________
طب الجرة على تماالبنت بتطلع لإما
الرد مع إقتباس