عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-03-2004, 12:46 PM
Bilal Nabil Bilal Nabil غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 776
إفتراضي "نحن نؤيدكم فلماذا تؤيدون قتلنا؟!"

في العام الماضي امضيت بضعة اشهر في بلجيكيا لغرض البحث العلمي. لقد فوجئت بالتعاطف الكبير من قبل سكان هذه المملكة الصغيرة نحو فلسطين و العراق. فقد خيل لي انهم فلسطينيون اكثر من الفلسطينيين انفسهم.

اثناء مجازر جنين ، خرج مئات الالاف و هم يهتفون ( فلسطين حرة و شارون ارهابي) . لقد كان ضغطا هائلا من قبل الشعب مما اجبر الحكومة على اعلان مقاطعة اسرائيل.

قبل حرب العراق بايام ، خرج مئات الالاف يحملون اعلام فلسطين و يهتفون ضد بوش و شارون! خيل لي و انا ارى الاعلام و الكوفيات و الهتافات المؤيدة لفلسطين و المعادية لامريكيا و اسرائيل و كاني في شوارع نابلس او رام الله. الجميع صغارا و كبارا ، نساء و رجالا يهتفون بصوت واحد : فلسطين حرة. الكوفية الفلسطينية مزينة بالوان العلم اصبحت ظاهرة شائعة في هذا المملكة و كانها لباس وطني!

ذهبت ذات يوم لندوة عن اسرائيل و فلسطين في احدى الجامعات. احد المتكلمين كان برفسور امريكي ... لقد قام باكمل وجه عندما نقد الصهيونية و اظهرها على حقيقتها كحركة فاشية تسعى لتدمير المنطقة. الحضور اظهر اهتماما كبيرا و كان البعض يسال : كيف نستطيع المساعدة ..

احدى الحضور من مؤيدي اسرائيل لعب لعبة ذكية ، و ذلك بالسؤال عن ارهاب حماس و الارهاب الاسلامي. و لكن تفاجات عندما دافع البروفسور بشدة عن حماس ! مؤكدا انها اقل دموية من الارهاب اليهودي!

بعد ايام تم الاعلان عن ندوة للصحفي الفلسطيني ، عبد الباري عطوان. معظم الحضور كانوا من ابناء الجالية المغربية ، بالاضافة الى فرقة موسيقية بلجيكية مع ملحن امريكي عالمي لعرض مقاطع لشعر محمود درويش بعد ترجمته للفرنسية.

السيد عطوان الهب حماس الاخوة المغاربة في خطابته القومية معلنا تاييده لصدام و تاييده الضمني لابن لادن و 11 ايلول! لقد اكد ان الصراع بين الحضارة الاسلامية العظيمة ، و كان صدام و ابن لادن قادتها، ضد حضارة الغرب الهمجية!

على ما يبدو ان السيد عطوان نسي مرعاة شعور المئات من الاوروبيين و الامريكان الذين واجهوا ضغوط اللوبي الصهيوني و نظموا الندوات و المظاهرات تاييدا لفلسطين و العراق.

بعد نهاية الندوة ، تم فتح باب النقاش للحضور .....

فقامت فتاة اوروبية تتوشح بالكوفية الفلسطينية و سالت : نحن نتعاطف مع فلسطين و العراق و قضايا العرب و المسلمين ... و لكن لماذا تؤيدون قتلنا!

طبعا تنبه السيدعطوان و مدير الندوة و الجمهور الذي فقد توازنه بسبب الشعارات القومية الغوغائية و بداؤا يؤكدون انهم لا يؤيدون قتل الابرياء و ان الاسلام دين سلام ...

لكن هل يصلح العطار ما افسده الدهر؟؟

و الى متى سيبقى مثقفينا و جماهيرنا يسكرون على نغم شعارات غوغائية لا تمت للواقع بصلة؟ و الى متى يبقوا جنودا للصهيونية دون علمهم؟
__________________
من قسوة الاصداف..من ظلمتها....
تنبلج الدرة.....
من رحم الهجير ...يولد الندى....
وفي انتهاء الصوت ...يبدا الصدى....
لك الحياة في الردى...
لك الحياة في الردى...
ايتها الزهرة..
ايتها الفكرة..
ايتها الارض التي تؤمن دوما انها حرة...
احمد مطر