عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 31-01-2007, 09:00 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مكافحة القوارض :

تاريخيا:

العلاقة العدائية بين الإنسان والقوارض قديمة جدا، وقد كانت شعوب وادي النيل واليونان تتعامل مع القطط كحيوان مقدس كونه يهاجم الفأر الذي كان ولا يزال يشكل نذير شؤم، فالنقوش المصرية القديمة تعزز الاعتقاد بقدسية القط كحليف للبشر. كما كان هناك طرق لمكافحة القوارض بعمل مصائد مائية، تتضمن حفرة من سيقان الأشجار المجوفة أو الصفيح، تغطى بتبن وتدخل الألياف بها لإعاقة تخلص القوارض الساقطة في تلك المصائد. وأحيانا كانت تغطى تلك الحفر بغطاء علوي يتحرك على لولب سريع وسهل الحركة يمنع خروج القوارض من الحفرة.

وعند اندلاع وباء الطاعون خلال الأعوام بين 1902و 1910 في ميناء (أوديسا) أيام روسيا القيصرية وميناء سان فرانسيسكو خلال الأعوام 1904-1907، استنفر العلماء لوضع برامج مركزة لهذا التهديد الخطير الذي يهدد البشرية، وقاد الفريق العالم الروسي الشهيرN.F.Gamalie . وفي عام 1911 تم توقيع اتفاقية (جنيف) لمكافحة القوارض التي لا يزال الالتزام بها حتى اليوم حيث تلزم تلك الاتفاقية التعامل مع النفايات من خلال حرقها أو تنظيف الموانئ وأرصفتها، كما وضعت الاتفاقية رقابة صارمة على السفن التي لا تلتزم ببنود الاتفاقية ومنعها من أن ترسو في موانئ الدول الموقعة على الاتفاقية.

تم تطوير المبيدات الكيمائية ذات السمية العالية والتأثير السريع منذ بداية القرن العشرين، مثل ( الستركينين، والفوسفور الأصفر، والزرنيخ ) بشكل واسع وناجح. وبعد تطوير تقنيات وعلوم الأحياء المجهرية الدقيقة، وملاحظة أن القوارض تتكيف مع المبيدات وتتقيها بسرعة هائلة، وبعد حدوث وفيات كبيرة جدا بين السكان في العالم مع إتلاف محاصيل الناس لنسب تصل في بعض الأحيان الى 75% .. استنهض العالم همته وعقدت عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر (لينينغراد 1925) ومؤتمر(باريس 1928) بحضور 58 دولة، وندوة عالمية متخصصة نظمتها منظمة الصحة الدوليةWHO التي جاءت على أثر انتشار الطاعون في فيتنام وتنزانيا وأمريكا الجنوبية.. وبعدها بثلاث سنوات عقد مؤتمر دولي في برلين عام 1969، باشتراك منظمات دولية هامة.

فلسفة مكافحة القوارض :

كانت اتجاهات مكافحة القوارض ولا زالت تعتمد على تحقيق هدفين: الأول، القضاء على أحد مصادر الأمراض التي تصيب البشر، والثاني، الحد من إتلاف أرزاق البشر. واتخذت المكافحة اتجاهين: الأول، الوقاية من القوارض قبل اللجوء لمكافحتها، وذلك بالتقيد بتصاميم أبنية ومخازن تمنع وصول القوارض إليها، والثاني، القتل بأساليب مختلفة (كيميايئية، ميكانيكية، حياتية) والعمل بقدر الإمكان على تجنب الإفراط باستخدام الكيمياويات حفاظا على البيئة.

لقد قدمنا في البداية عادات وسلوك القوارض، وطرق تحركها وتكاثرها، وهي أمور لا بد من فهمها حتى نستطيع أن نتبع سياسات ممنهجة لمكافحة القوارض، فتنقل القوارض ليلا، وخروجها من حصونها في الربيع والصيف الى الساحات والعراء. كما أن التنوع في المكافحة وطرقها لكسر إمكانيات تكيف القوارض تجاه الأساليب النمطية المتبعة.

بكل تأكيد، إن نجاح حملات مكافحة القوارض مرتبط ارتباطا وثيقا بوجود القوانين الخاصة والاهتمام بالنظافة العامة والتشديد على محلات بيع وتصنيع وتخزين المواد الغذائية والمطاعم من قبل الإدارات المحلية للمدن والبلديات ودوائر الزراعة ومؤسسات التثقيف الجماهيري وما تنشره من إرشادات للمواطنين.

المسح الميداني :

تنطلق مهام المتخصصين في مكافحة القوارض من عمليات مسح وتحر وكشف لمكان المكافحة وتهيئة المعلومات اللازمة للحملة وتشمل:

أ ـ طبيعة المكان ونوعه .. فالأمكنة المغلقة من سايلوهات ومنازل ومزارع وان اختلفت عن بعضها فهي غيرها بالحقول والمجاري والأمكنة المفتوحة. حيث ستختلف الآلية والمواد حسب طبيعة المكان.

ب ـ موقع المكان وما يحيط به الذي يمكن أن يكون عاملا مساعدا لانتشار القوارض أو هجرتها من محل الى آخر. وهذه النقطة المهمة يمكن التعرف عليها من خلال البراز والشعر الذي تتركه القوارض في تلك الأمكنة (ممرات ومداخل معينة).

ج ـ لا تكون النقطتان السابقتان مهمتين في مكافحة القوارض، إلا إذا تبعهما نقطة هامة أخرى وهي دراسة المجموعات السكانية للقوارض الموجودة وتقدير كثافتها..

المؤشرات الحياتية الدالة على وجود القوارض:

هناك دلالات يستدل المختصون فيها على وجود القوارض، فالقوارض التي تبري أسنانها باستمرار تترك أثرا بالأشياء التي تبري أسنانها بها كالأخشاب والبلاستيك وغيره. كما أن تحديد عمر (براز) القوارض وشكله يدل على نوع القوارض وآخر مدة وجدت بها. فالبراز الحديث لفئران المنازل يكون لامعا دقيق النهاية. في حين يختلف عند الجرذ الأسود والنرويجي المنتشرة في المناطق الرطبة والمجاري.. والأجزاء المبروشة أو التي تعرضت لقضم وبري أسنان القوارض من الأخشاب تكون فاتحة اللون، في حين القديمة تميل للون غامق. كما أن الجحور المعمولة حديثا أو التي تم زيارتها حديثا من قبل القوارض يتم التعرف عليها من خلال حبات التراب أو تناثره..

تقدير كثافة القوارض :

يتم التعرف على أعداد القوارض من خلال مصائد خاصة تكون المسافة بين كل مصيدة 15م ويتم تفقدها قبل الصباح حتى لا تتعرض للضواري المفترسة.. وتكون الكثافة = عدد الحيوانات المصطادة/(عدد المصائدx عدد الليالي)x100

وهناك طريقة يتم تحديد أعداد القوارض فيها بشكل تقريبي نستخدمها، وهي إن رأينا جرذين في الليل في منطقة فهذا يعني أن هناك عشرين جرذا، وإن رأينا جرذين في النهار فإن هناك 200 جرذ في المنطقة( ما نراه ليلا مضروبا بعشرة) و( ما نراه نهارا مضروبا في مئة) ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس