عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 23-03-2001, 11:13 AM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
سأحاول أن أحسم المسألة بإذن الله تعالى . وأرجو من الأخوة تصحيحي إن أخطأت .
القدم النوعي للعالم أن يكون قبل هذا الحادث حادثا وقبله آخر وهكذا لا إلى أول بحيث لا يمكن أن يقال عن واحد من هذه الحوادث أنها أول الحوادث على الإطلاق بعد وقوع التسلسل وعليه فلا يمكن أن يقال أن الله وحده لا شيء معه بل لا بد من وجود مخلوق معه لأن ذلك من الكمال في نظر معتقد قدم العالم . ولا يلزم من ذلك كون المخلوق قديما بعينه ولكن قبل وجوده كان مخلوقا آخر وهكذا .
والذي يفهم من القدم النوعي أنه لا يمكن تحديد وقت بعينه يبدأ فيه الله الخلق بحيث يقطع التسلسل فقد جهل هذه المسألة بل لا يسمى هذا قدما .
والذي يفهم من كلام ابن تيمية أنه يقول أن القدم النوعي للمخلوقات أمر ليس بقطعي وإنما جائز وقوعه وجائز عدم وقوعه فقد جهل عقيدة ابن تيمية .

فإن قال التميري ما الشناعة في قول ابن تيمية ؟
فأقول وبالله التوفيق : إن شيخك يصف من ينكر عقيدته بأنه معطل منكر لقدرة الله تعالى الأزلية وهو بهذا ينفي عن الله تعالى الإرادة والاختيار . ستتعجب من ذلك وترد علي بأنه يصرح بأن الله يخلق العالم باختياره . فأقول : هذه الإرادة والاختيار التي يتكلم عنها شيخك تخص المخلوق المعين نفسه لا النوع فالله تعالى مختار أن يخلق مخلوقا بالكيفية التي يريدها لكن غير مختار في أن يخلق مخلوقا لأنه يزعم أن ذلك من كماله . قال العلامة الكوثري في السيف الصقيل : "وأرجو أن يَفهم القـارئُ هنـا معنى لا بُـد من اعتقاده وهو: أن القائلَ بأن الله فاعل بالإيجـاب في ناحية، والإسلام كله في ناحية. وأي مسلم يستطيع أن يقول: إن ربنا مُرْغَمٌ على فِعل ما يَفعله؟!! " انتهى
وكيف يصح أن يقال أن العالم قديم بالاختيار ؟! لا يجتمع قديم واختيار !! بل هو نفسه -أعني ابن تيمية- يمنع أن يكون المخلوق المعين قديما بالاختيار لأن الاختيار يبطل القدم . إذن نوع العالم عنده قديم بالإيجاب لا بالاختيار ، والله عنده فاعل بالايجاب وبهذا فقد وافق الفلاسفة .
قال أبو يعلى الحنبلي في المعتمد:" والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافاً للمَلاحِدة "اهـ يقصد نوع الحوادث لا عينها . لاحظ كيف جعل منكر ذلك بأنه يوافق الملاحدة !
ومشكلة ابن تيمية أنه فرق بين النوع والعين مع أن النوع والعين بالنسبة لله تعالى شيء واحد . ومن العجب أن ابن تيمية وأتباعه يزعمون أن عدم تفريق أهل السنة بين العين والنوع هو سبب وقوعهم فيما يسمونه بالتعطيل !! مع أن التفريق بينهما في حق الله تعالى هي مشكلة المشاكل !!
وما أحسن قول بعض الأكابر رضي الله عنهم:" محال أن يكون العَالَمُ أزليّ الوجود؛ لأن حقيقة المُوجد أن يوجِد ما لم يكن موصوفاً عند نفسه بالوجود، وهو المعدوم "اهـ
وقال:" الحق تعـالى يُقـال في حقّه إنـه ( مُقَدّر الأشياء أزلاً )، ولا يُقـال في حقّه ( مُوجدها أزلاً )؛ فإنه مُحـال من وجهين:
الأول: هو أن ( كونه مُوْجِـداً ) إنما هو: بأن يُوجِد. ولا يُوْجِد تعالى ما هو مَوجود، وإنما يُوجِد مـا لم يكن موصوفاً لنفسه بالوجود: هو: المعدوم. ومُحال أن يتَّصف المعدوم بأنه موجود أزلاً؛ إذ هو إنما صَدَر عن مُوْجِد أَوْجَدَهُ، فمن المُحال أن يكون العالم أزلي الوجود.
الثاني: من ( المُحَـال ) وهو: أنه لا يُقـال في العالَمِ إنه موجود أزلا؛ وذلك: لأن معقول لفظة ( الأزل ) نفي الأوليّة، والحق تعـالى هـو الموصوف بذلك. فيستحيل وجود العالَم بالأزل؛ لأنه رجع إلى قولك: العـالَم المستفيد من الله الوجودَ غير مستفيد من الله الوجود!! لأن الأوليّة قد انتفت عنه تعالى بكون العالَم معه أزلاً ".اهـ
راجع ما كتبناه نقلا عن الشيخ طارق السعدي ففيه ما يشفي الغليل . وسأرفعه لك .
وهذا هو الرابط : http://hewar.khayma.com/Forum2/HTML/001685.html
والله تعالى أعلى وأعلم