عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 23-03-2001, 12:53 PM
أبو حمزة الخليلي أبو حمزة الخليلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 117
Post

ما شاء الله كان.
أرجو يا تميري أن تقرأ كلام ابي أحمد وان ترجع فيه البصر و الفؤاد غير مرة فقد فصل المسألة تماما و هو مطابق لما ذكرته في تبيين معنى القدم النوعي.
و الحق أقول لك يا تميري إن الآخذ عن السادة الأشاعرة و المتلقي عنهم يدرك تمسكهم الشديد بعقيدة السلف الصالح و دفاعهم عنها بالأدلة العقلية في هذا الزمن الذي تغلب فيه الغرب ثم أملوا معارفهم علينا دون علومهم التجريبية. فلو كان الاشاعرة مبتدعين في الدين كما تزعمون لما توانوا في اخذ تلك المعارف الغربية التي أسست على الفلسفة القديمة و التي تدرس للأسف اليوم في كثير من المدارس العربية، ولكنهم-أي الاشاعرة- بعد صامدون في وجه هذا الغزو الثقافي العاتي لم يغيروا و لم يبدلوا بل حتى الالفاظ التي نتلقاها على ايديهم هي هي.
فالطالب في مدرسته اليوم يدرس قول اسحق نيوتن الذي فيه أن الطاقة-في زعمه- لا تفنى و لا تستحدث ولكن تنتقل من شكل إلى آخر، و عند أولئك الفلاسفة المادة شكل من أشكال الطاقة، و بالرجوع إلى كتاب الإرشاد للجويني -الذي هو قبل نيوتن بمئات السنين- تجده عقد فصلا يرد فيه على القائلين بالكمون و الظهور من الفلاسفة و هو عين ما يدرس اليوم باسم قانون اسحق نيوتن.
و للمتخصصين في ما يسمى بالتحكم الآلي تجد ان المعارف النظرية لهذا الفن مبنية ايضا على الفلسفة القديمة إذ انهم صرحوا فيما يسمى بالسيبرنتيك بالتأثير الحقيقي للأسباب خلافا للأشاعرة الذين ما فتئوا يعلمون ان هذه العادات التي نراهاو نلمسها من جملة الجائزات العقلية و ليس الواجبات.
انما اردت بضرب هذين المثلين تبيين فضل السادة الاشاعرة في ارساء القواعد التي تحفظ بها العقائد من كل دخيل، فالحذر كل الحذر من الابتداع في الاعتقاد لمجرد ان شخصا اسمه ابن تيمية قال بذلك.
و الله من وراء القصد.