[ام طه]

بسم الله الرحمن الرحيم
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير).

في هذه الأيام يستقبل العالم الإسلامي ذكرى طيبة هي ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم
ولا يخفى عليكم ما لهذه المعجزة العظيمة من معاني سامية في حياة الامة الاسلامية
وتأتي هذه الذكرى الطيبة في ظل ظروف قاسية يعيشها المسلمون قاطبة بما يواجهونه من تحديات وانتهاكات لكرامتهم
وخاصة ما يحصل من تدنيس للمسجد الأقصى فانظروا الى هذه المفارقات أن أهل أرض الإسراء والمعراج في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هم أكثر الناس معاناة بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يدنس مقدساتنا ونحن مكبلين سياسياً وأمنياً واقتصادياً،

بيت المقدس الذي عرج منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلي ومن ثم إلى سدرة المنتهى، فقد كان الإسراء والمعراج من اكبر النعم على هذه الامة اذوقعت هذه المعجزة العظيمة من نحو سنة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة واتم التلسليم
أراد الله تعالى أن يظهر لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم علامة من علامات صدقه في دعوته ونبوته، ويزيد في منزلته وقدره وقدر أمته ، تلك المعجزة العظيمة تقع في ليلة، يسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها من مكة إلى المسجد الأقصى، ولم تكن دعوته بلغت الأرض المقدسة بعد، إعلاماً للأمم أنه على سنة الأنبياء قبله وعى أثرهم، فيجمعه الله بانبيائه في المسجد الاقصى وهو على كل شيء قدير، فيصلي بهم اماما ، ثم يعرج به إلى السماوات العلى فيريه الله من آياته الكبرى، وتفرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس ، فكم في ذلك من آيات؟ يزيد بها إيمان المؤمنين، وتزيغ عنها قلوب الجاحدين، ومن كان يؤمن أن الله يجري على أيدي الأنبياء المعجزات، فلا إشكال عنده في التصديق بحدث الإسراء والمعراج


اعاد الله علينا وعليكم هذه الذكرى بالخير والبركات وقد اعاد الله مجدنا بتحرير قدسنا