عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 26-01-2007, 10:55 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي اللهم أحم لبنان و أرزق قياداته الحكمة

بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله على كل حال و نعوذ به من أحوال أهل الفتن و النيران ،
و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد الرؤوف الرحيم بالمؤمنين ، و المبعوث رحمة للعالمين و على آله الطيبين الطاهرين و أصحابه الهداة المهديين و من تبعهم باحسان من الصديقين و الأولياء و الشهداء و الصالحين .

---**---

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أما بعد،

فو الله الذي لا إله إلا هو ، إن القلبَ ليحزن و إن العين لتدمع على ما جرى و يجري في لبنان الحبيب .

إضافة إلى الكلمة الصادقة و الشجاعة و المسؤولة التي توجه بها أخي في الله و حبيب قلبي أبو طه : زهير عكاري - المواطن اللبناني إلى إثنين من القيادات المهمة جدا في لبنان و نعني بهما الشيخ سعد الدين الحريري و السيد حسن نصر الله ، فالعبد الفقير إلى مولاه الغني يريد أن أضيف بعض النقاط في رسالته التي يشاطره في محتواها ملايين اللبنانيين و العرب الشرفاء و المسلمين الحقيقيين و كل أحرار العالم .

- أولا : إن التوجه إلى السيدين الحريري و نصر الله دون سواهما ليس بمحض الصدفة ، بل لقيمة هذين الزعامتين لدى الملايين من العرب و المسلمين ،فأرجو منهما أن لا يغيب ذلك عن أنظارهما لحظة ...!!!

- ثانيا : إن لبنان لا يحتمل عرقنةّ أو بلقنة أو حتى " لبننة " جديدة ...
بمعنى إن الحرب الطائفية التي يؤججها أعداء لبنان ليلا نهارا و التي ينفخ في رمادها المستعر أمراء حرب أيديهم لازالت ملطخة بدماء مواطنيهم ،
هذه الحرب لو قامت لا سمح الله فإنها ستأتي على الأخضر و على اليابس ،
و لن يخرج منها طرف منتصر أبدا أبدا أبدا ...
بل سيخرج الجميع منها ، سنة أو شيعة ، مهزومين و مضحوكٌ عليهم و ملعونين لعنة تاريخية لا ترحم .
فالعقل ، العقل ...
و الله الله في دمائكم و مواطنيكم و بلدكم أيها السادة .



- ثالثا : نعلم جيدا كمواطنين عرب و مسلمين و متابعين للشأن اللبناني أن حبال اللعبة السياسية هناك متداخلة الأطراف و معقدة إلى درجة كبيرة ،
و نعلم كذلك و جيدا كمواطنين عرب و مسلمين و يهمنا لبنان الحبيب كما تهمنا قطعة الأرض التي نقطنها الآن في أوطاننا القطرية أن الحل الأخير لهذا الوضع لن يكون حسب هوى الأطراف المتصارعة ...
بل نكاد نجزم أن اللعبة قد حيكت خيوطها بالإتجاه الذي وصلت إليه من أمور مأساوية و تنذر بكل الشرور ،
و نعتقد يقينا أن لا منطلقات الأطراف المتصارعة و لا أهداف كل واحد منها يمكن أن تتلاقى على الأقل في الظرف الراهن .



- رابعا : سأتوجه الآن إلى الطرف الذي أعتقد أن بيده الحل أكثر من غيره و المعذرة من الأخ أبو طه و من كل اللبنانيين على هذه الصراحة : أتوجه إلى سماحة السيد البطل العربي المسلم حسن نصر الله لأقول له :
أنه بالرغم من كل ذلك ، فإن الحل الصحيح و السليم لحقن الدماء النازفة و الأنفس الحاقدة و لوأد الفتنة في مهدها يأتي من الطرف الذي سيتنازل لصالح لبنان ...!!!
و لا يستطيع التنازل لصالح لبنان إلا من يحب لبنان أكثر ...
و من ضحى أكثر لصالح لبنان ...
و من ليس في عقيدته و حياته ميولا إلى السلطة و الكراسي الدنيوية ...
و لا أجد غيركم من لديه هذه الصفات النبيلة يا سماحة السيد نصر الله .

ماذا سيربح حزب الله و المقاومة الباسلة من وراءه لو تمادى في سياسة عض الأنامل ؟
إطلاقا ...لا شيء !!!
بل ، الأكيد أنه سيكون الخاسر الأكبر ولو إستولى على لبنان بالقوة في ظرف أشهر و هو قادر على ذلك و لكن لا يفعل مثل هذا الإنتحار التاريخي البشع ...!!!

إن التاريخ حفظ للمقاومة بطولتها في مقارعة العدو الصهيوني الغربي الأمركي في حربه الأخيرة على لبنان ...
هذا التاريخ نفسه لن يرحم لهذه المقاومة و لشعبيتها و زخمها دخولها في معارك سياسية داخلية خاسرة و مستنزفة لها و لكل لبنان حاكتها باتقان دوائر العدو الصهيوني الغربي الأمريكي و تنفذها له البيادق التي يعلمها الجميع و يعرف تاريخها...!!!




- خامسا : لقد إنتفضت الشعوب العربية و المسلمة و كل أحرار العالم في حرب لبنان الأخيرة معكم يا سماحة السيد حسن نصر الله ،
و أحبتكم هذه الشعوب بقطع النظر عن إنتمائاتها المذهبية و الطائفية و الأكيد أنها أحبتكم لأنها لم تلاحظ عليكم العزف على ذلك الوتر الخطير ...
لبنان و هذه الشعوب ستحبكم أكثر لو تركتم لهم سياساتهم العفنة و مصالحهم المريبة المخزية ..
لبنان و هذه الشعوب ستحبكم أكثر لو تركتموهم يكملون فترتهم النيابية كما "يحلو " لهم و بعدها آتية دورات انتخابية أخرى و لل حادثة حديث ...
فاتركوا بالله عليكم لهم سياسة البلد و حملوهم المسؤولية التاريخية حتى حين ...
افعلوا ذلك زهدا في ما يتقاتل عليه أولئك العملاء من حطام الدنيا ، سيحبكم الناس أكثر و تكبر صورتكم عندهم ...
افعلوا ذلك من أجل لبنان ...من أجل فقرائه ، من أجل فلاحيه ، من أجل أسر الشهداء ...من أجل كل ألوان و أطياف لبنان الجميل : أحبوا الناس فإنهم عيال الله ، يحبكم الله ...



سيدي حسن نصر الله : أعتقد جازما أنك حزين لأنهار الدماء النازفة في العراق ،
و أعتقد جازما أنك مستاء جدا لتصرفات الطائفين العملاء للأمريكان و المنتسبين عارا و خزيا للإمامية ،
و أعتقد جازما أن من حرك الشحن طائفي هناك و القتل على الهوية و التطهير المذهبي الخسيس و الفرز الطائفي البغيض هم ثلة من العملاء الأمريكان الأوغاد المحسوبين على الشيعة ...أن من حرك ذلك في العراق بداية من إغتيال الرئيس صدام حسين يوم العيد و قطع رأس أخيه برزان و الأعمال الدموية اليومية كان يهدف بالأساس إلى إمتصاص وهج النصر الكبير و التاريخي الذي أحرزته المقاومة البطلة في لبنان بقيادتكم الحكيمة ...
و لقد أفلحوا في ذلك إلى حد كبير ...!!!

سيدي حسن نصر الله : نريدك أن تكون دوما كما عودتنا ذلك الرمز المجاهد الذي يتعالى على الإنتماء الطائفي و المذهبي ...
نريدك أن تقدم دوما مصلحة الوطن و مصلحة الأمة على مصلحة الحزب و المذهب و الطائفة ...
نريدك بطلا قوميا أمميا جديدا و أنت لها ...

لا نعتقد أن تشي غيفارا أو هوشي منه أو هوغو شافيز أو فيدال كاسترو أو جمال عبد الناصر أو أحمد ياسين أو الرنتيسي يفوتونك إلى حد الآن في شيء ...


سيدي حسن نصر الله : لا تلتفت كثيرا إلى المثبطين و إلى المؤلمين و إلى الحاقدين ...
سر على بركة الله من أجل الله ...من أجل لبنان ...
من أجل عروبة سليبة مغلوب على أمرها ...
من أجل مسلمين مشتتين كالأيتام في مأدبة اللئام ...


سيدي حسن نصر الله :
إنها صرخة من مواطن تونسي بسيط أحبكم لا لشيء إلا لصدقكم و لشجاتكم و لتعففكم على حطام الدنيا ...
إنها صرخة من أجلنا جميعا ،
و قبل شيء و بعد كل شيء : من أجل هذا اللبنان الحبيب ...

إنها صرخة ...
فهل ستسمعني يا سيدي ؟!!!




اللهم أحم لبنان و احفظه بحفظك الجميل .
اللهم قيظ له رجالا صادقين و أمكر بمن يريد المكر بهم يا الله .




و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و سلم .





التونسي موطنا و اللبناني هوًى و حُبََّا :

صلاح الدين القاسمي