[محمد الشنقيطي]

*

أخي الكريم يتيم الشعر
لقد كان هذا هو العشم فيكم و في الخيمة العربية التي اتخذت هذا الاسم المضياف لتكون منبرا حرا تطرح فيه كافة الآراء بعيدا عن التجريح و الإسفاف و التشنج.
و يعلم الله أنني لم أغضب للهجوم على شخصي المتواضع و إنما غضبت من أسلوب الطرح و الهجوم على أسرة بكاملها و كامل تاريخها مما يمثل إخلالا بكل القيم الدينية و شيم أهل المروة.
أخي إنني لست مداحا و لا أتكسب من الشعر - وهذا يعرفه عني من يعرفني- و لكنني رجل يقول كلمة الحق.
أرجو أن يعلم الجميع هنا أن الجزيرة العربية لم تنعم بالأمن و الاستقرار اللذين هما شرط أساسي للازدهار منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله إلا في العهد السعودي. برهاني في ذلك كتب التاريخ المتوفرة في كل مكان. لا أدعي لكل فرد من أفراد هذه الأسرة الكمال لأن الكمال أمر اختص الله به نفسه. أيها الأخوة أرجو أن تعوا و تستوعبوا جيدا أن الجزيرة العربية بدون آل سعود ستكون - لا قدر الله - كارثة حقيقة من اللاأمن و اللا استقرار!!
أنا يا أخي الكريم طلبت سحب القصيدة في `ذكر مآثر و منجزات الملوك عبد العزيز و سعود و فيصل و خالد رحمهم الله لأنني لا أريد تعريض هؤلاء الكرام من الموتى لأن يسبهم بعض ضعاف العقول أو الجاهلين بالتاريخ و مقادير الناس. أولئك الذين يظنون أنهم يملكون مفاتيح الحكمة المطلقة و يملكون الإخلاص المطلق منفردين بهما عن غيرهم!
أخي الكريم لنا أسوة في محمد صلى الله عليه وسلم الذي عندما جاءته الجمانة بنت حاتم الطائي - و لم تدخل في الإسلام بعد - أجلسها في صدر المجلس و قال: " أمرت أن أنزل الناس منازلهم "
إخوتي الكرام
إذا كان هناك استبداد من بعض أو كل الزعماء العرب فان ذلك مرده أن الاستبداد جبلة و طبع في العقل العربي
كلنا مستبد
الرجل القوي مستبد في بيته على زوجته و أولاده
و الزوجة مستبدة على الأطفال و الزوج الضعيف
و المدير مستبد على موظفيه
و الضابط مستبد على الجندي
و الجندي مستبد على المدني
و سائق التاكسي مستبد على الركاب
و صاحب المنتدى على الانترنت مستبد على المشتركين في منتداه
و صاحب العربية الكارو مستبد على الحمار
الاستبداد فينا جبلة من الهرم للقاعدة
كل من يحمل منا فكرة في رأسه يظن أنه ملك معارف العالم و يستبد برأيه و يريد من الجميع أن ينساق له.
نحن مستبدون بالرأي و العمل إلا العاجز منا!
ألسنا نحن القائلين:
" إنما العاجز من لا يستبد"؟
ألسنا القائلين:
" و نحن أناس لا توسط بيننا *** لنا الصدر دون العالمين أو القبر "؟
إن عقلا لا يجد مساحة للتعايش بين الصدر و القبر لجدير بعلاج جذري!
أيها الأخوة الأكارم
زعماؤكم – جميعا - لم ينزلوا من كوكب المريخ و لا من زحل و لا من القمر و لا من طينة أجنبية. إنهم من عجينتي و عجينتك شئنا أم أبينا.
و إذا استبد أحدهم عليك فلربما لأنه يعرف اليوم – مسبقا - أنه لو سلمك الحكم غدا فسوف تستبد عليه! ما الفرق بين أن تستبد أنت أو يستبد هو!؟
و لعل هذا هو الذي حدا بالبعض أن يبحثوا – و قد عرفوا طبيعة الاستبداد فينا – عن المستبد العادل!
و إذا سلمنا فرضا بأنهم جميعا مستبدين فلماذا نستبدلهم بمستبدين آخرين!؟
ألسنا القائلين:
" ألف لحية و لا لحيتي"
فهل ترون الآن إذاً أنه يجب إصلاح القاعدة أولا!؟
إذا قطعنا الرأس المستبدة فسوف تطلع من القاعدة رأس مستبدة أخرى!
ثم هبوا أنني أحب أسرة و أمدحها و أنتم لا تحبونها فما عليكم؟
لكم دينكم و لي دين!
دعونا كل يغني على ليلاه


و كما لا أجبر أحدا أن يغني على ليلاي أطلب بالمقابل ألا يجبرني أحد أن أغني على ليلاه! و كما لا أشتم ليلى أحد أتعشم ألا يشتم أحد ليلاي!
ثم ماذا يفيد الشتم؟ هنا نحن نشتم العدو منذ عام 1948 و هو يزداد قوة و توسعا.
أيها الأخوة ما هناك من شخص كامل و لذلك يقول المفكرون:
" لا تجتمع الناس إلا على حب الرجل الضعيف كما لا تجتمع الناس إلا على كره الرجل الشرير و إنما الرجل من اختلف الناس عليه بين ذام و مادح"
و مع أن للكل حقه في المدح و الذم ( و لا أقول السب ) إن شاء فإنني ألتزم بالتوجيه النبوي الكريم:
" اذكروا محاسن موتاكم "
و لما طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على الكفار و يلعنهم كان جوابه:
" أنا لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة للعالمين" أو كما قال
و إذا عجزنا عن الإقتداء به في عدم سب الكفار فهل – على الأقل – نمسك عن سب المسلمين!؟
و السعيد حقا هو من شغل بعيوبه عن عيوب غيره!
أيها الإخوة
حان الوقت – و أرجو ألا يكون قد فات - للانكفاء على الذات و علاجها
لك أخي الكريم يتيم الشعر و للجميع تحياتي

*