عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 20-08-2005, 09:03 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

الشمعة البيضاء

يجف ماء العيون حين يجف في النفس نبع الحياة ….

وتخفت إبراقة العين حين يخفت إشعاع القلب …

ويلتحف قمر الوجه غلالة رقيقة حين تغرب شمس الروح عن النفس … بينما ……………..

تشع النفس مستمدة ضياءها من شعاع الوجدان ………….

وتمتلئ كؤوسها إذا جرى في العروق ماء الحياة …..

وتتهلل أسارير الوجه معلنة بداية لإشراقة جديدة …

هكذا شأن الحياة ….. وكل حياة ….

والروح للجسد كالمصباح ، إذا انطفأ أصبحت النفس مظلمة ، وكل شئ فيها مظلما شاحبا ……

وإذا اشتعل أبصرت النفس كل شئ ….

ولكن قبل أن تبصر غيرها ، هل يتمكن المصباح الصغير أن يضيء للروح في أروقة النفس المعتمة وطرقها الباهتة ….

هنا ينبغي أن يشتعل فتيل يستمد وقوده المتدارك دونما انقطاع …

فأي وقود يشعل فتيل الروح ويضئ مصباح النفس ؟ !

هل يا ترى الفتيل يقبس جذوته من وهج الفؤاد المتقد على ضراوة الشوق واللقاء ؟!

أم تراه تشتعل أوراده من حفيف أجنحة الروح في النفس حينما تطير بها في عالمها الفسيح .؟!

أم يغلي به البركان ثار في الكيان صعودا وهبوطا ، فأذاب كل جليد ، وأحرق الأخضر واليابس ، فلا تراه رمادا تحته نار تسيل ؟!


لندع للروح أن تختار ما تشاء …

فهي التي تحدد طريقها بما يحمل كفها من فتيل ، وما تتزود به من وقود ….

ولكن عسى ألا تنسى أن تحمل معها شمعة ربما ستشعلها في الظلمات بحثا عن المصباح ….

ولعلهاـ إذن ـ أن تختار من بين كل الشموع شمعة بيضاء ...



__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس