عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 31-08-2002, 05:49 PM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي كهف وشمس وهواء ورعب..

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى فى سورة الكهف..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً
{16} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ
الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ
مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن
يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17} وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً
وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم
بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ
فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18}
فى هذه الآيات الكريمة عجبا يراه المؤمن بالله بشرى تربط على قلبه ..تعلمه وتهديه بإذن الله ..وتثلج صدره..فالآيات تبدأ بتبيان فعل أصحاب الكهف وتلخص فى بلاغة سامية سبب حفظ الله لهم ورحمته ورأفته بهم ..فهم اعتزلوا أهل الكفر وفروا إلى الله بدينهم وأرواحهم قبل أجسادهم..ونبذوا من قلوبهم كل شىء يعبد إلا الله وكل أمل فى النجاة والفلاح إلا بالله ومن الله..فكانت النتيجة رحمة منشورة وذنوبا مغفورة..فسبحان الله..
فى الآية السابعة عشرة يتجسد أمامنا حنان الله ورحمته بعباده الصالحين..إن القلب لييضطرب فى الصدر من هذه الرحمة وهذا الرفق..
لما قدر الله لهم النوم الطويل..أمر الشمس ألا تؤذيهم..فتراها لا تلفح وجوههم ولاتؤذيها لا فى شروقها ولا فى غروبها وكأنها تمشى على أطراف أصابعها كى لا توقظهم وتزعجهم ..وتسبب لهم أى ألم من أى نوع..وكلمة(وهم فى فجوة منه)أى فى فتحة كبيرة كى يستنشقوا هواء متجددا ..فيحافظ على سلامة أجسادهم وعقولهم ..ولو كانوا فى داخل الكهف فى مكان مغلق لاستنشقوا معظم الأكسجين الموجود فى المكان ومع مرور السنين يصبح الهواء غير صالح للتنفس ويؤثر على عقولهم ودورتهم الدموية ولربما ماتوا بسببه..ولكن كيف وعين الله حارسة..؟؟
(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)..
انظر وتأمل كيف يعنى الله بعباده ..إن العلم الحديث أثبت أن المريض المصاب بغيبوبة يجب أن يقلب فى فراشه حتى لا يتسبب احتكاك جهة معينة من جسده بشكل دائم بالفراش الصلب فى إصابته بقروح فراش وهى التى تؤدى فى أغلب الأحيان إلى موت المريض بعد تلوثها فانظر ماذا يقول الله من 1500 عام..لا أقصد هنا بالطبع الإعجاز العلمى ولكنى أقصد حنان الله ورحمته..ورفقه بعباده الصالحين..
(وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)
يقول المفسرون أن من كان ينظر إليهم كان يرى أن عيونهم مفتوحة كأنهم أيقاظ..وأن المار بهم لم يكن ليملك نفسه من الرعب حين يراهم على حالتهم تلك..فيفر ناجيا بنفسه..وهذا كان حفظ الله لهم من البشر..فالكهف كما نفهم من الآية كان قريبا من المدينة بدليل أنهم عندما استيقظوا بعثوا واحد منهم إلى المدينة بسهولة رغم أنهم لم يكن معهم ما يركبونه كما يقول الشيخ السعدى فى تفسيره..وهنا تجد أنه حتى الرعب كان يحرسهم..فالرعب جندى من جنود الله ومايعلم جنود ربك إلا هو..
انظر..كيف أصبح خلق الله كلهم فى خدمة فتية لا يملكون من حطام الدنيا إلا حبا لله تعالى وتوحيدا صادقا وتوكلا خالصا عليه ..إنهم لما باعوا أنفسهم لله أصبح خلق الله كلهم عبيدا لهم بإذن الله..يحرسونهم ويحافظون عليهم..فالكهف والأرض والهواء والشمس والدهر والأجساد بل والرعب..كلهم احتضنوهم وحرسوهم وأحبوهم…كيف لا؟؟؟وهم قد فروا إلى الله…فسبحان الله..
الرد مع إقتباس