عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-08-2006, 11:32 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي الإعلام الإسرائيلي المهزوم

بقلم: رسلان محاجنة، ام الفحم


عملت ثلاث سنوات في قسم الأخبار في القناة العاشرة الإسرائيلية وانتقلت بعدها لأعمل في برنامج " عوفدا " في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي .
كنت بعيدا هذه المرة عن مواكبة هذه الحرب من خلال العمل . تابعت أخبار الحرب عبر التلفزيون في بيتي .



لبنان كان أسير حرب ولكن جميعنا كنا أسرى التلفزيون .



إلى جانب الأسى الذي أصابني وأنا متأكد انه أصاب كل واحد منا جراء ما كان يشاهد من خراب ودمار وموت ألحقته هذه الحرب العدوانية على لبنان , هناك كان ابتلاء من نوع آخر وهو ابتلاء تلفزيوني مثله الإعلام الإسرائيلي , تجسد في جلب المحللين العسكريين والسياسيين وكذلك المراسلين في هذه القنوات الإسرائيلية وبرز منهم المراسلين المختصين بالشؤون العسكرية والعربية . مهمتهم كانت تنوير الرأي العام وبالذات الرأي العام الإسرائيلي بما خفي من تفاصيل هذه الحرب .



من تجربتي ومتابعتي القنوات الإسرائيلية الثلاث كنت متأكداً من التقارير المضللة والكاذبة التي يبثونها , كانت تقاريرهم بعكس ما كان يبث في الفضائيات العربية وبالأخص في فضائية المنار التابعة لحزب الله.



فاجأتني بالبداية هذه التناقضات في التقارير , فمن خلال تجربتي في العمل في قسم الأخبار في القنوات الإسرائيلية فقد كانت فضائية المنار تحظى بمصداقية كبيرة لدينا, وكل كلمة وكل تصريح كانت تقال هناك وبالأخص للسيد حسن نصر الله كانت تأخذ بمحمل الجد ويتم نقلها وبثها في نشرات الأخبار. كلمات وتصريحات السيد حسن نصر الله كانت تحظى بمصداقية كبيرة وتعطى الأهمية القصوى. في أحد المرات زارنا في القسم العربي في القناة العاشرة مندوب عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وأخبرنا أنهم في الجيش يعملون كما نعمل نحن إذ يقومون بمتابعة المنار وتسجيلها 24 ساعة يومياً وذلك للمصداقية والجدية التي تتمتع بها. فما الذي حصل اليوم وما هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ؟.



من خلال علاقاتي بهؤلاء الصحفيين استفسرت منهم على ما يجري, وأخبرتهم بالتردد والتناقضات في تقاريرهم. بعضهم كان صريحاً معي وأجابوني بحرقة وألم بأن أياديهم مكبلة, ولا يستطيعون قول الحقيقة كاملة في تقاريرهم.



وكذلك يواجهون ضغطاً كبيراً من المؤسسة السياسية والعسكرية. فقدوا استقلاليتهم المهنية وأصبحوا ينقلون للرأي العام ما تحدده المؤسسة العسكرية. احدهم أضاف "بأن الإعلام الإسرائيلي أصبح كالإعلام العربي في تغطيته لحرب 67 , أي التلويح بالانتصار الموهوم". بالإضافة فان نقل التقارير الصحيحة والغير ملفقة يأتي بالضرر النفسي على المدنيين الاسرائليين الموجودين أصلاً في الملاجئ أو اللذين هجروا مدنهم وقراهم إلى أماكن آمنة أكثر.

هكذا تناول الإعلام الإسرائيلي تغطية الحرب على لبنان , ولذلك لم تهزم دولة إسرائيل عسكرياً فقط فقد هزمت إعلاميا وأصبح إعلامها مهزوماً كجيشها

منقول
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا