عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 01-07-2006, 07:18 PM
ابن الماء ابن الماء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 20
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين . و الصلاه و السلام على خاتم الأنبياء و سيد المرسلين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

السؤال هو هاجس كل مؤمن بالله فالرغبة في التغيير لدى الانسان المسلم أصبحت ضرورة ملحة و هذا بحد ذاته بداية رائعة لعدة أسباب:

أولا: إدراك و إعتراف من جميع المسلمين أنهم لا يعيشون الحياة الاسلامية كما إرتضاها الله لهم و لا يقيمون الشريعة الاسلامية. لذلك تجد أن ردة فعل المبدئية لأي مسلم تجاه هذا السؤال هي "العودة لكتاب الله و سنة رسولة".

ثانيا: الرغبة في التغيير أصبحت أكثر الحاحا في العالم الاسلامي.

و ثالثا: إيمان المسلمين بقدرتهم على التغيير و إن كان الشعور لا يزال ضعيفا و لكنه تطور بشكل كبير.

قرأت الردود و كلها ممتازة و كنت أريد أن أضيف لما قاله أخوتي:

الانسان دائما ما يعيش في مجتمعات هرمية. القيادات فيها مركزية سواء في العائلة أو المؤسسة أو الدولة و هي أنظمة طبيعية متوافقه مع ما أتى به الاسلام حيث أسس النظام الاسلامي على أساس القيادات المركزية و أوجب الطاعة على الأفراد و العدل على القيادات و أوجب على الجميع أن يعود بكل شيء لله و للرسول و فرض نظاما لمحاسبة القيادات لكي يتوازن كل شيء في المجتمع الاسلامي. القيادات في الاسلام مكلفه و ليست مشرفة بمعنى أن حق تعيينها و تكليفها من حق الأفراد لأنها هي التي سترعى مصالحهم في النهاية و لأن أي عقد في الاسلام لا يصح الا بموافقة أطراف البيع. لذلك سمي تكليف المسؤول في الاسلام بالبيعة.

و لكن مشكلة الانظمة الهرمية المركزية أنها يمكن أن تستغل بأن تفرض القوة مكان العدل و تبقى الطاعة مفروضه على الضعيف بحسب قوانين النظام الهرمي و يسقط العدل و يصبح إختياري بيد القوي و لأن العدل ليس في صالح القيادات و لأنها تملك القوة فهو لا يطبق في هذه الأنظمة التي تعرف بالسلطوية الوحدوية أو الديكتاتورية باللاتينية. و تتميز بان حكمها جبري على المجموعة المحكومة لا يتم فيها تكليف المجموعة للقيادة و لا تقوم بدور خدمة المجموعة كما هي في الاسلام تكليف بل تسيطر على المجموعة و تفرض عليها قوانين و أنظمة معينة. الذي يعين القيادة هي القيادة نفسها و بذلك يتم اسقاط حق المجموعة الذي كفله لها الاسلام. كما أن هذا النوع من الانظمة يسقط حق المحاسبة لكي يستطيع الاستفادة من مركزية النظام الهرمي بالشكل الافضل.

نأتي الآن الى السؤال و هو كيف نغير واقعنا:

التغيير في أي مجتمع أو في أي نظام هرمي لا يكون الا على طريقتين. التغيير من الأسفل أو التغيير من الأعلى. التغيير من أسفل الهرم حيث القاعدة الأكبر أو التغيير من الأعلى من قمة الهرم الصغيرة.

لا شك بأن الأمة الاسلامية تعاني من الجهل و الظلم في كل مستويات هرمها.

فالقيادات استغلت السلطة و جاهدت و صابرت و رابطت لتبقيها و لتضمن استمراريتها فتعاونت منذ خرج الاستعمار العسكري في المشرق العربي مع الدول الاستعمارية و دمرت بلدانها فكريا و اقتصاديا و عمرانيا الى حد كبير على الرغم من امتلاك العالم الاسلامي ثروات فكرية و اقتصاديه كاملة و لكن بسبب قوة الاسلام و حيويته و قدرته على النهوض في أي لحظة لكي يعيد الحق للأمة كان هاجس الحكام هو عودة الاسلام و عودة المسلمين لذلك حاربهم الحكام بالفقر و الجهل فهما أنجع دواء.

الأمة الاسلامية هي نفسها تعاني من مشاكل الجهل و خاصة الجهل بدينها و بخاصة بطبيعة العقيدة الاسلامية و ثوابتها.

أنا في رأيي أن التغير في المرحلة الحالية يجب أن يكون بأن يعرف المسلمين بحقوقه السياسية. الاسلام دين سياسي. أحب أن أقول بأن الدين إذا لم يكن سياسي فهو علماني لأن العلمانية هي فصل الدين عن السياسة. إذن الدين الاسلامي هو دين سياسي يتدخل في الحكم و القيادة بشل مباشر و عميق. و بما أن النظام الاسلامي لديه نظام هرمي قوي و منسق بصلابة فكل مسلم يجب أن يكون سياسي.

كلمة سياسة تخيف الانسان العربي جملة لأنه يربطها دائما بالمعارضة و السلطة و سجون الحكومات و التغييب خلف الشمس. و لكن السياسة مفهوم أشمل و أعمق من هذه النظرة السطحية.

الاصلاح يقابله الافساد و انا أرى أن حركة الافساد في العالم الاسلامي تتسارع بنسبة أكبر من الاصلاح. في مقابل كل حافظ جديد للقرآن الكريم تجد عشرة مغنين جدد و عشرة قنوات خليعة مدعومة و عشرات الافلام و الراقصات. هذا يضع علامة استفهام على فكرة التغيير من الاسفل.

التغيير من الاعلى ليس سهلا فالحكومات تنتظر فيه عودة الاسلام منذ فترة و قد استعدت جيدا لهذه المعركة بجيوشها و علماء دينها و اعلامها و رجال أمنها و جواسيسها و سجونها و سياطها و هي جاهزة لكل سيناريو محتمل لعودة الاسلام. المسألة بسيطة بالنسبة لهم فلو جاء الاسلام أتى معه العدل و اذا أتى العدل ذهبت القصور و الاموال و النساء و السلطة و الهيبة.

و الحمد لله رب العالمين
__________________




من جاء بالحسنة فله خير منها...
و هم من فزع يومئذ آمنون...
و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار...
هل تجزون إلا ما كنتم تعملون...
إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها...
و له كل شيء...
و أمرت أن أكون من المسلمين...
و أن أتلو القرآن...
فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه...
و من ضل فقل إنما أنا من المنذرين...
و قل الحمد لله...
سيريكم آياته فتعرفونها...
و ما ربك بغافل عما تعملون.