عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 29-05-2007, 04:39 AM
ابودجانه المصري ابودجانه المصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
المشاركات: 111
Lightbulb




قال النبي صلى الله عليه وسلم سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام"، [أي: أن عقولهم صغيرة]، "يقولون من خير قول البرية"، [أي أنهم إذا تكلموا في القنوات قلت: ليس هناك أبلغ من فلان فإنهم أوتوا جدلا ولحنا، {ولتعرفنهم في لحن القول}]، "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم" [أي: يقرؤونه من غير فقه ولا إدراك]، "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة".


وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "السلطان ظل في الأرض، من أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله".

قال صلى الله عليه وسلم: "من أهان سلطان الله أهانه الله".

وقال الحسن ـ رحمه الله ـ في الأمراء:

"هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة والجماعة والعيد، والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الأمر إلا بهم وإن جاروا أو ظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون".

واعلم أنه مما ينبغي للسلطان على رعيته الدعاء له، وهذا من علامات السني المتبع لهدي نبيه صلوات ربي وسلامه عليه، قال الإمام البربهاري رحمه الله: "إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله".

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام.

قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟!

قال: متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام عمت، فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد.

فقبّل ابن المبارك جبهته وقال: "يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك" فيا لله ما أعظم فقههم.

ولا يدعى عليهم لما في ذلك من الشر المستطير، وقد جيء للنبي صلى الله عليه وسلم برجل يشرب الخمر فلعنه أحد الصحابة فنهاه قائلاً: "لا تعن الشيطان على أخيك".

ومما يخطئ به البعض ـ بسبب الأفكار المنحرفة ـ ظنه أنه لمجرد كون الحاكم حاكماً أن هذا يبيح عرضه وسبه والكلام عليه بما لا يجوز ولا يستحسن.

وكم من الحكام من له فضائل على بلده وأمته أكثر ممن يخاصمونه من أجل الملك والدنيا من أولئك الخوارج الذين تزيوا بزي النساك، فيكف الله بالسلطان الدم وتقام الشعائر وتقام الجماعات والجمع، ويأمن السبيل، أليس هذا حريٌّ بأن يشكر له؟!.

ومن تأمل بعين البصيرة علم أنه لربما انفتحت بذهاب هذا الحاكم الذي يسوس أمره أبواب الفتن، فأورثه ذلك الرضا بسلطانه.

فيا أيها المسلمون..

تحسسوا هذه النعم حيث تسيرون آمنين في الطريق، محفوظة أعراضكم، مأمنة سبلكم، موفرة معايشكم، وغيركم محروم من ذلك، فاشكروا لمن ولاه الله أمركم، ولا تغتروا بالخوارج الذين ينافسون على الحكم من أجل دنياهم، ولو تولوكم لأفسدوا دينكم ومنعوكم الدنيا.

وتأملوا في كثير من البلاد الإسلامية ـ التي أفسدها الخوارج بزرع القلاقل والفتن ـ لا زالت تأن من الحسرات، وفسدت معايش الناس، وحل الخوف والرعب في كل طريق، فلا يهنأ الناس في عبادة ولا يستمتعون بعيش، وزعماء الخوارج الذين أحدثوا كل هذا الفساد، يعيشون بين أظهر الكفار، ويكتفون بتوجيه الأغبياء لتدمير بلادهم المسلمة.

فأين زعماء خوارج العصر من قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا بريء ممن سكن بين أظهر المشركين"؟!!

ويا طالب الحق.. يا من تريد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في سنته وسيرته..

اعلم أن الكلام في هذا الموضوع الذي يتعلق بجانب السلطان حساس جداً، ولكن الكلام فيه ديانة لله، وقد كان أجلة أئمة الإسلام يتكلمون فيه، ويؤلفون فيه الكتب بعيدا عن الأعراض الدنيوية، وما ألفوا إلا ديانة لله، وخوفا على الأمة من الاختلاف المؤدي إلى الهرج والمرج ـ وهو الخلاف على السلطان ـ.

ولا تغتر بكلام أولئك الخوارج الخونة الذين يشهرون بمن تكلم في هذا الموضوع ويرجفون به بأنه ما قال ذلك إلا مداهنة ورياء، بل هو دين وشرع، والنوايا عند عالمها سبحانه وتعالى، "وإنما لكل امرئ ما نوى"