عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 08-02-2003, 04:27 PM
*اليشمـــك* *اليشمـــك* غير متصل
عـــابرة سبيـــل
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 2,220
إفتراضي

السلام عليكم

أختي بريق .. لكل مقام مقال .. فما أسباب الفراق؟ وكيف كان اللقاء اساساً؟

وماهو مفهوم العلاقة التي تربطهما؟ ..

إذا أردنا التحاور من منظور إسلامي (وهذا المفترض أن يكون ) فيجب أن تكون الصورة واضحة أمامنا ونعرف ماهية الحب الذي قصدتيه؟
فإن كان الحب بين رجل وامرأة قد وصل لمراحل تجاوزت الخطوط الحمراء التي يحددها الشرع .. فلابد أن يكون الطريق مسدوداً .. إن عاجلاً .. أم آجلاً .. حتى وإن أصبح الحب بينهما عشقا وهياما .. وهو آخر درجات الحب .. فما كان لله دام واتصل.. وماكان لغيره انقطع وانفصل...

وأما إن كانت العلاقة التي تربطهما تحكمها الضوابط الشرعية التي نعلمها تماما .. فلابد ان الحب بينهما جاء نتيجة لتوافق روحي "حقيقي" بينهما .. إذ انه تجرد من كل الأفعال التي تسيئ لكلا الطرفين وللعلاقة بحد ذاتها .. فالتوافق روحي بحت .. وهنا يصعب الفراق كثيرا.. إذ أنه من الصعب ان نجد من يوافق أرواحنا وأهوائنا .. وما ان نجده نشعر انه المكمل لنا وأن قلوبنا قد شغفت بمن نحب.. وتعلقت به.. وهناك درجة من درجات الحب وهي الود( الله يمسيها بالخير الأخت ود ) .. وفيها خالص الحب وألطفه وأرقّه... وتتلازم فيه عاطفة الرأفة مع الرحمة .. فنتعلق أشد التعلق بمن نحب ونشعر معه بالأمان... ويصبح الفراق هنا بمثابة سلب الروح ..

وقد تأتي كل تلك المشاعر من الوهلة الأولى .. أو انها تنمو وتكبر مع الأيام .. مع مراعاة الضوابط الشرعية كما سبق وذكرت ..

أنا اقول هذا الكلام لأن الإسلام عندما فرض الزواج .. فرضه لكي يتوج كل علاقة بين شخصين .. بعلاقة أسمى وأرقى .. وهي الزواج .. فما أن تبدأ أول نسائم الحب بين طرفين .. لابد لهما ان يتوجاها بالزواج .. وأن لا يستمرا في علاقة تبدو في ظاهرها ناجحة ودائمة وإلا سيضطرا لمواجهة موقف الفراق الذي نتحدث عنه اليوم .. وقد قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام: لم يُرَ للمتحابين مثلُ الزواج.. أي ان الزواج هو بالفعل المتوج والمكمل لأي قصة حب وهي لاتزال في المهد..

وأما الاتفاق على الفراق .. فهو أشد ألماً من الفراق .. وهو اتفاق على من سيقتل الثاني أولاً !!

خاصة إذا وصلت الامور للحد الذي وصفه الشاعر بقوله:
وتطلبهم عيني وهم في سوادها *** ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

ولكن .. وعلى الرغم من وجع الفراق .. فهو حاصل لامحالة بين المحبين .. فقد قال رسولنا الكريم: أحبب من شئت فإنك مفارقه ..

أخيراً ...

صلّوا على النبي..

تحياتي للجميع واشكر الأخت بريق على طرح هذا الموضوع المميز
__________________






الرد مع إقتباس