عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 05-06-2007, 11:59 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الطريقة الفيزياوية (الميكانيكية) في مكافحة القوارض

تعتمد هذه الطريقة على وسائل مختلفة منها: الحراثة العميقة في الحقول و(طربسة) المساحة كاملة، أي غمرها بالماء لإجبار القوارض على الخروج خوفا من الاختناق، وقد شاهدت ذلك بنفسي في السبعينات من القرن الماضي في محطة أبحاث نينوى (الموصل)، عندما كان يفيض نهر دجلة في بدايات الصيف، فيغمر الحقول، وتتسلق الجرذان على الأشجار فيلاحقها العمال ويقتلونها ..

كما أن استخدام الأصوات المنفرة هو أسلوب يتبع الطريقة الميكانيكية، وهذه الطريقة استخدمناها في تنفير طيور (الزرزور) التي تهاجم ثمار الفاكهة الناضجة، باستخدام مدافع (الكربيد) الذي تتحول فيه المادة الصلبة بمجرد ملامستها للماء الى حالة غازية، تنتج صوتا شبيه بصوت المدفع، لكنها طريقة لم تعط نتائج كبيرة، حيث اعتادت الطيور على انتظام خروج الصوت.. وأعتقد أن ذلك سيحدث مع القوارض التي تتفوق بذكائها على الطيور ..

كما أن المصائد تعتبر من الطرق الميكانيكية، حيث تقسم الى قسمين: قسم قاتل، أي يقبض على القارض ويقتله، ولكنه لا يفضل في البيوت، لتفسخ القوارض المصطادة، وانبثاق روائح نتنة منها .. وهناك المصائد التي تغلق بابها على القارض المصطاد دون قتله.. وتفيد تلك الوسائل مع فئران المنازل، لتعودها على رائحة الإنسان الذي تعيش بالقرب منه، ولكنها لا تنفع في المزارع والحقول .. ويفضل غسل المصيدة بعد كل مرة تفلح فيها بالقبض على قارض.. كما أن استخدام الطعوم مهم جدا، وقد ثبت أن المصيدة دون طعم تكون كفاءتها ربع كفاءة المصيدة بالطعم .. وأفضل الطعوم هو الخبز المقلي مع البصل ..أو الخيار و البطيخ وأحشاء الأسماك..

ويجب أن لا يعول على الطريقة الفيزيائية (الميكانيكية) وحدها ..

الطريقة الحياتية (البيولوجية)

وهي تعني تلك الطرق التي تستخدم الأعداء الطبيعيين للقوارض، من حيوانات وبكتيريا و غيرها، إضافة لاستخدام الخصائص الوراثية..

الأعداء الطبيعيين

وتشمل تلك القائمة، القطط والطيور الجارحة كالشاهين والصقور والباشق والبوم .. كما تشمل القطط الوحشية والثعالب وبنات آوى وبنات عرس والأفاعي .. والتي تتغذى بشكل رئيسي على القوارض، لذلك فان مطاردة الإنسان لتلك الحيوانات قد أخل بالتوازن الطبيعي وجعل تكاثر القوارض يزداد عن حده الطبيعي في العقود الأخيرة ..

ومع ذلك فإن تلك الأعداء الطبيعية للقوارض ليست كفيلة بالقضاء عليها ..

المزروعات البكتيريولوجية :

شهد العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر، نشاطا كبيرا في استزراع أصناف من البكتيريا المسببة للأمراض في القوارض، حيث ابتدأ العالم الروسي Gamalaie باستخدام عزلة مسبب كوليرا الدجاج عام 1888 ولكن التجارب والاستخدام لهذا المسبب لمرض القوارض قد توقف عام 1891 لخطورته، وفي عام 1891 استخدم العالم الألماني Leufler بكتيريا سببت وفاة كل القوارض التي عمل عليها، وكانت في الحقيقة صنف من السلمونيلا أو التيفوس .. وتتابعت أبحاث العلماء الروس حتى وصلوا لمبيد بكتيري أعطوه رقما بدل الاسم وهو (5170) أثبت فاعليته .. وقد طور عليه الكوبيون قبل عدة سنوات تطويرا هاما، إذ أدخلوا عليه بعض المحسنات وخلطوها مع (سرس) الرز، فكان الجرذ إذا تناول منها تقطعت أمعاءه بعد يومين أو ثلاثة، ويصبح أثره وأجزاء جسمه المتحلل أو حتى شعره الذي يتساقط منه مسببات لموت جرذان أخرى بالملامسة.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس