عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 07-09-2007, 06:29 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وفي عام 1362هـ/ 1943م أسست المملكة العربية السعودية قنصلية عامة لها في مدينة القدس بفلسطين لتسهيل الاتصالات مع الشعب الفلسطيني وتيسير الدعم لقضيته العادلة.

والمطلع على المراسلات التاريخية بين الملك عبد العزيز ورئيسي الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت وهاري ترومان وملك بريطانيا جورج الخامس ورئيسي الوزراء البريطانيين نيفيل تشامبرلين وونستون تشرشل، تتضح لديه قوة الموقف السعودي وصلابته مع تلك الدول الكبرى لدعم الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية. وتعد الرسالة الأولى الموجهة من الملك عبد العزيز الى روزفلت من المصادر المهمة لشرح تاريخ فلسطين ودحض المزاعم اليهودية في الأراضي العربية. كما أن تلك الرسالة تعد أكثر رسالة عربية جرأة وصراحة تحدثت عن الحق الفلسطيني بكل شمولية وعدل ولا يوجد لها مثيل في المواقف العربية الأخرى في ذلك الوقت المبكر.

ويعد اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبد العزيز بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، ثم برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في عام 1364هـ/1945م من المحطات التاريخية المهمة في الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية.

ويكفي أن مثل هذا الموقف جعل الرئيس الأمريكي يعلن عدم اتخاذه قرارا لا يأخذ في الاعتبار الجانبين العربي والإسرائيلي.

واستثمر الملك عبد العزيز أبرز وسائل الإعلام الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص مثل مجلة «لايف» الأمريكية للوصول إلى الرأي العام العالمي بصفة عامة والرأي العام الأمريكي بصفة خاصة وإيضاح حقيقة الموقف الفلسطيني والظلم الذي يمارسه العدوان الإسرائيلي في فلسطين بدلا من إيضاح أحوال الدولة السعودية الجديدة.

وكانت تلك الجهود مؤثرة وقوية حيث أثارت تلك التصريحات التي أدلى بها الملك عبد العزيز لمراسل مجلة «لايف» ونشرت في عام 1365هـ/1946م حفيظة اليهود، مما حدا برئيس المجلس اليهودي الأمريكي الرد عليها في عدد آخر من المجلة ذاتها مما يدل على نجاح الملك عبد العزيز في الوصول إلى قاعدة عريضة من الرأي العام الأمريكي.

وتنوعت وسائل الاتصال بالعالم الغربي لشرح الموقف العربي من خلال الجهود السعودية في تلك الفترة المبكرة التي لا تقارن فيها إمكانات الدولة السعودية الإعلامية بالدول العربية الأخرى.

وفي عام 1366هـ/1947م تقدمت المملكة العربية السعودية من خلال مفوضيتها في واشنطن بمذكرة إلى سكرتير هيئة الأمم المتحدة لكي تدرج في جدول أعمالها في الدورة القادمة، طلب الحكومة السعودية تحقيق إنهاء الانتداب على فلسطين والاعتراف باستقلال فلسطين.

وعندما اشتدت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية عند اقتراب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، أصدر الملك عبد العزيز في عام 1366هـ/1947م أوامره إلى فتح باب التطوع من سن العشرين إلى الخمسين وجعل مقر التجمع في الجوف، وهب السعوديون إلى التجمع في الجوف تحت أمرة الأمير محمد بن أحمد السديري استعداداً لمساعدة إخوانهم الفلسطينيين. كما قامت المملكة العربية السعودية بشراء الأسلحة وتسليمها للفلسطينيين ، وفي الوقت نفسه أمر بجمع التبرعات لإسعاف المجاهدين في فلسطين، فقد أصدر أمره الكريم إلى نائبه في الحجاز الأمير فيصل بتشكيل لجان شعبية في مدن البلاد وقراها تعرف باسم لجان فلسطين لجمع التبرعات النقدية والعينية لمساعدة أبناء فلسطين.

يقول خير الدين الزركلي: «... ابتدأ التبرع بخمسة آلاف جنيه من سيدات القصر في الرياض، وتبرع تاجران من أهل جدة كل منهما بخمسة وعشرين ألف جنيه وتاجر ثالث بعشرة آلاف وعملت الأريحيات عملها في سائر أقاليم المملكة...».


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }