[الدومري]

المعروف للجميع أن الصراصير هي ذلك نوع من الحشرات المؤذية والمقززة نظراً للاماكن التي تنشأ وتعيش فيها ، فهي تتخذ من المجاري والأماكن القذرة أفضل سكن لها ولكنها مع ذلك تأبى إلا أن تنتقل من تلك الأماكن القذرة إلى الأماكن التي نسكنها فهي تحاول التجول داخل المطابخ والمجالس وحتى غرف النوم لا لشيء إلا لإشعارنا بوجودها رغم عدم حصولها على أية فائدة هذا إذا سلمنا من أذاها،،

هذه الصراصير وغيرها من الحشرات الضارة استطاع الإنسان من السيطرة عليها إلى حد كبير وذلك منذ زمن بعيد بفضل ما تم تصنعيه من مبيدات حشرية ومواد أخرى تستطيع القضاء عليها في زمن قياسي ،،

أما صراصير الإنترنت فهم أولئك الفئة من المستخدمين للشبكة ولكنهم يفضلون الدخول إلى صفحات معينة منذ أن يتعلم أحدهم أبجديات الإنترنت بل أنه لا يتعلمها إلا من خلال هذه الصفحات ،،

أقول أن هؤلاء اتخذوا من صفحات الجنس والهرج والمرج وصفحات الحوار الهابط والمهاترات وصفحات الجدل البيزنطي مأوىً ومرتع ينهلون منهم كل غث لأنه بطبيعة الحال لا يوجد هناك سمين!!، ولكن هذه الفئة بعد أن تترعرع داخل تلك الصفحات السيئة تبدأ في المغادرة إلى الصفحات المفيدة إلى صفحات الحوار الجدي والموضوعات القيمة ويا ليت هدفهم من ذلك الاستفادة مما يكتب هناك ، إن هدفهم لا يتعدى محاولة فرض أنفسهم على الآخرين من باب ( نحن هنا!! )،،

ومن مبدأ خالف تعرف، تجدهم يعلقوا على كل الموضوعات حتى وهم يجهلوا غالبيتها إن لم أقل جميعها، تجد أحدهم شاعر وسياسي ومصلح اجتماعي وخبير اقتصادي أيما تسأله فسيجيبك ، وهو من ذلك الصنف من الناس الذي قال عنه أحد الحكماء عندما قسم الناس إلى أربعة أقسام فجاء القسم الرابع (ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك أحمق فاجتنبوه )،،

يقحمون أنفسهم فيما ليس لهم به علم يتحرشون بهذا ويضايقون تلك. ويا ليت ذلك ينسيهم الأماكن التي جاءوا منها لصبرنا عليهم وتحملنا أذاهم، لكنهم سرعان ما ينتفضون وينكصون على أعقابهم عائدين إلى منتدياتهم التي أدمنوها،،

هذه الفئة من الصراصير تعجز كل مبيدات العالم عن مقاومتهم أو طردهم ناهيك عن القضاء عليهم،،

فهل من منقذ منهم ؟ هل من حلول للتعامل مع تلك الفئات؟ هل من برامج جديدة يتم تصنيعها بحيث ترفض دخول مثل تلك الفئة وبحيث تمتنع عن كتابة كل مصطلح بذيء منذ أن يبدأ أحدهم بالضرب على لوحة المفاتيح ،،

تساؤلاتي اخوتي الكرام هل الحل يكمن في تجاهلهم أم الرد عليهم أم ترك الساحة لهم حتى يغادروها. أؤيد الفكرة الأولى بتجاهلهم لأنه كما قال الشاعر:
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت.

---------------------------
هذا المقال ليس لي ايضا انما اعتقد انه آن اوانه
لكم تحيات الدومري


*إضـــــــــــاءة:

لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها