عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 07-09-2005, 06:38 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

لنفترض أن الإرادة الراهنة .. أسقطت حكما .. أو ورثت حكما .. و اقترحت أن يكون عمود البيت الوحيد هو عمود الدين .. فكيف ستقيمه ؟ وعلى أي أساس؟ و على أي مذهب و طائفة ؟ حتما سيكون مذهب الفئة أو القوة صاحبة الإرادة الراهنة ..

هنا ستستعدي أبناء الطوائف الأخرى ، أو الأديان الأخرى .. وسيقول قائل ، وليكن كم سيشكلون هؤلاء من نسبة ، انهم لا يشكلون عشرة بالمائة من المجتمع ، هل علينا أن نغضب تسعين بالمائة من أجل عشرة بالمائة ؟

ان من يتكلمون هكذا .. يتهيأ لهم أن عصرا ما في زمن ما كان الحكم فيه يمثل ال تسعين بالمائة .. انه لم يكن يمثل سوى الفئة ذات الإرادة الراهنة .. ولم تكن تلك الظاهرة بائنة فقط أيام الخلفاء الراشدين .. وان كان هناك من يعتبر أن تلك المسألة خلافية ، أي بها خلاف .. ويرد توفيق من حكموا فيها الى قربهم من عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. فكان الرأي السائد هو رأي الصحابة الذين لا زالت نقاوة إيمانهم تطغى على كل نزعة ..

أما فيما بعد فقد كانت طبيعة الحكم هي أقرب للنظام الملكي ، الذي لم ينزل به نص قرآني ، أو حتى حديث نبوي .. وقد تم تناوله بحالة من السكوت ، عندما كان هناك توافق بين رأي الفئة الحاكمة ذات الإرادة الراهنة ، وما يصبو اليه عموم المسلمين ..أما في حالة الخلاف فقد كانت الإرادة الراهنة تستنهض إرادات راهنة أخرى تتصارع معها أو مع شخوصها .. حتى يحسم الصراع لفئة.

وما كان من معارك الجمل وصفين .. وخلاف آل البيت مع الأمويين . وما حدث من صراع بين آل عباس والأمويين . وتصفية المأمون لأخيه الأمين .. ومن قبله حرب المنصور مع عمه عيسى ابن عبد الله .. ان كل ذلك يؤكد مسألة الإرادة الراهنة .. دون الخوض بمن كان معه الحق ومن كان يفتقده .. فالأساس بالحديث هو استخلاص العبر .. لا أن نوغر صدور أبناء الأمة على ماضيهم لينقطعوا عنه .. أو في أسوأ الأحوال أن لا ينتموا اليه ..

لو انتبه العرب والمسلمين لما ورد على لسان أبي بكر الصديق ، عندما زكاه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .. فقد خطب بالمسلمين قائلا : ( بما معناه لم يحضرني حرفية النص ) .. { ان صاحبكم قد مات وانه كان معصوم بوحي ومدعوم بمليك .. أما أنا فمعربد بشياطين مثلكم .. أعينوني أعانكم الله }

وكان قد تلا { وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين }..

ان تلك الإشارة من الصديق رضوان الله عليه ، كانت دعوة واضحة للبحث عن أسلوب يضمن وحدة المسلمين و جعل الشورى منهجا قابل للتطبيق ..
ولا زال المسلمون لوقتنا الراهن لم يحسموا مسألة التوفيق بين الحفاظ على دينهم و إرضاء رب العالمين من جهة .. والنهوض بمصالح الأمة بما يحفظ لهم أسباب رزقهم وكرامتهم ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس