الموضوع: كنت قد حذرتكم
عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 31-01-2005, 05:50 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

لماذا يصعب فهم السياسة الأميركية في العراق ؟

بقلم :جورج فريدمان
الانتخابات العراقية هي شغل العالم الشاغل ونحن نعلم جيداً ماذا يحدث فهناك تزايد في أعمال العنف في العراق من قبل المسلحين العراقيين ـ بعض تلك الاعمال يوجه ضد الحكومة العراقية الانتقالية وبعضها ضد الشيعة وبعضها ضد الأميركيين. وربما هناك بعض المحاولات للتسبب في أحداث مذهلة، جزء كبير من منطقة السنة لن يتمكن من التصويت والنتيجة ستكون فوزاً ساحقاً للأحزاب الشيعية.


واذا كانت الانتخابات عادلة ونزيهة فسينعقد فوز كبير للشيعة، وذلك بسبب التركيبة الديموغرافية العراقية. وما سيتأثر هنا ليس الواقع السياسي، ولكن قدرة الجماعات المسلحة على الادعاء بأن الحكومة الجديدة ليست شرعية.


ولكن غالبية العراقيين لن تكون لهم وجهة النظر تلك، وبمجرد ان تنتهي الانتخابات ستكون هناك في العراق حكومة يسيطر عليها الشيعة، وسيكون لدى تلك الحكومة حسابات مهمة، الزعيم الروحي لشيعة العراق هو آية الله علي السيستاني.


وقد قتل اثنان من مساعديه، أخيراً على أيدى مقاتلين من الجماعات المسلحة يهاجمون الشيعة منذ أشهر، ولكن الشيعة لم يردوا عليهم حتى الآن.


سياسة أميركا في العراق كانت ولاتزال صعبة الفهم، فالقوات الاميركية لن تقدر على التعامل مع الجماعات المسلحة، والجيش العراقي وقوة الشرطة هما كيانان فاشلان بكل تأكيد.


إلا ان الولايات المتحدة تبدو غير قادرة على تغيير اتجاهها حتى وهي تواجه وقوع كارثة وشيكة فالولايات المتحدة ليست مستعصية الفهم كما تبدو انها تنتظر الشيعة.


في الواقع، تنتظر أميركا نشوب حرب أهلية، وقبل ان ينزعج أحد من هذا القول، دعني أبادر الى اضافة ان الولايات المتحدة لا تريد فعلياً حرباً اهلية. فهي تواجه حرباً أهلية ولكن ما تريد فعله هو اعادة تشكيل ملامح الحرب الاهلية.


والانتخابات تنجز ذلك، عن طريق ايجاد حكومة يديرها اعداء الجماعات المسلحة، وما ستواجهه الحكومة الجديدة هو بالضبط ما يلي: الجماعات المسلحة تمثل تهديداً اساسياً لمصالح الشيعة ولقياداتها.


فضلا عن ذلك، فان الشيعة لا يعانون العيب الاساسي ذاته الذي تعانيه التحركات التي اخترعتها اميركا، فلن يكون لدى الجماعات المسلحة فرصة زرع عملائها داخل الميليشيات الشيعية وداخل المؤسسات الاخرى التابعة للحكم الشيعي.


وعلى النقيض من الوضع داخل المؤسسات التي اقامتها اميركا، فإن المنظمات الشيعية لديها قدرة على التمييز بين الأجهزة التابعة لها وتلك التابعة للسنة. إن الشيعة في مأمن أكبر من محاولات الاختراق التي يقوم بها المسلحون.وفيما تحتدم مشاعر كره الأميركيين بين الشيعة، فإن كره السنة لها متأصل بدرجة أكبر.


ومن المهم الاشارة الى أن أهم قيادات الشيعة قالوا انهم يفضلون استمرار الوجود الأميركي في العراق. ومن وجهة نظرهم فإن حكومة يسيطرون عليها في ظل الوجود الأميركي هي أمر يساعد على تقوية شوكة الشيعة. والشيعة يريدون أن تخرج أميركا، ولكن ليس الآن، أي ليس قبل أن يتعاملوا مع السُنة.


ولدى شيعة العراق خلافات تاريخية مع شيعة ايران. وقد كان العراقيون قريبي الصلة للغاية من الايرانيين ولكن حدثت توترات كبيرة بين الطرفين. هناك شعور لدى شيعة العراق بأن الايرانيين كانوا يستغلونهم كأداة لدعم موقفهم التفاوضي مع أميركا، وفي الوقت نفسه يهملون مصالح شيعة العراق.


وتأتي الأزمة الحالية بين أميركا وايران على خلفية الكشف عن وجود عمليات سرية تقوم بها الولايات المتحدة في ايران لتحديد أماكن المفاعلات النووية الايرانية.


هذه الأزمة تأتي في وقت مهم للغاية والولايات المتحدة تشير، ضمن أمور أخرى، الى أن الايرانيين عليهم توخي الحرص الشديد عند التدخل في السياسة العراقية في الأونة الحالية. فالولايات المتحدة تقدم غطاء للفوز الشيعي في الانتخابات في الوقت الذي تحاول حماية شيعة العراق من النفوذ الايراني.


والعائق من وجهة النظر الأميركية هو أن الشيعة أبدوا بشكل عام سعادتهم برؤية الأميركيين وهم يهاجمون الجماعات المسلحة، ولكنهم في الوقت نفسه لم يبدوا رغبة في التعامل هم بأنفسهم مع تلك الجماعات.


وتراهن الولايات المتحدة على انه عقب الانتخابات وفي وجود حكومة يهيمن عليها الشيعة وتحاول الجماعات المسلحة القضاء عليها، فإن الشيعة سيدفعون بميليشياتهم الى ساحة القتال. وأنا بدوري اتوقع أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.


وفي تلك الحالة سيعاد تشكيل ملامح الحرب الأهلية، ولا ترى الولايات المتحدة بأساً في عملية اعادة التشكيل تلك، فواشنطن ستشارك في تحمل العبء، وقد يمكن السيطرة على الموقف بشكل أكبر عندما يشارك مزيد من المقاتلين الشيعة في القتال.


غير انه على المدى البعيد سيكون هناك قدر كبير من المشكلات عند تطبيق تلك الاستراتيجية.ولكن المدى البعيد هذا لا يزال بعيدا حقا، ونحن الآن في الحاضر. وواشنطن تحتاج الآن بالتحديد وبشدة بعض الدعامات في العراق، وهي تراهن على أن حكومة شيعية ستكون مهتمة بمنحها تلك الدعامات.


هذا هو أفضل ما يمكن الحصول عليه من خلال استراتيجيات بالغة السوء هناك في العراق، ولكن في المرحلة الحالية فان الأمر على الأقل ينطوي على استراتيجية.



أوردت هذا المقال لفريدمان لأنه يعكس الى حد بعيد كيف يفكر المحتل

في تكريس إحتلاله وسياسة فرق تسد التي يتقنها حليفهم الإنجليزي..

ما يهما هنا أن الفكرة تتلخص في الآتي:

التحالف وضمان سيطرة وتمكين الشيعة الموالين لهم على البلاد ليس

حبآ فيهم أو في زعمهم بخلق ديموقراطية وكلام كبير, ولكن ليقوموا

نيابة عنهم بمواجهة وقمع الحركات السنية في البلاد حتى يتسنى لهم

البقاء في الظل وتحريك الحكومة الجديدة المنتخبة بالريموت كنترول

واللعب على ورقة إيران والعراق الجديد من جهة وبقية دول الجوار من

جهةأخرى .....كما تصنع مع الكوريتين والأمثلة كثيرة وواضحة...

أعتقد أننا نستطيع إستخلاص بعض النقاط المؤيدة لهذا الرأي من مقال

هذا الصهيوني فريدمان الذي يعكس الى حد كبير رؤية بلاده لأحداث المنطقة.
__________________