عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-02-2007, 03:51 PM
الحقيقة. الحقيقة. غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 856
إفتراضي

.............


الشخصية الهستيرية:

تكثر بين النساء بشكل خاص. يشعر الفرد منهم بعدم الارتياح حينما لا يكون محط نظر وتركيز

الآخرين لذا تجدهم يعتمدون على مظاهرهم في شد انتباه الآخرين (نظرًا لنقص الجوهر) ويسعون

لنيل الإعجاب دون تقديم أي أمر ذي عمق أو فائدة، مشاعرهم سطحية وعندهم قابلية شديدة للإيحاء.

- هذه الشخصية قد تتطرف لكن نظرًا لعدم نضوجها وسطحية عقليتها وقصر مدى التحمل لديها، فإن

تطرفها يستمر متى استمر محط انتباه الآخرين أما حين ينقص اهتمام غيره به فإن فكره يتبدل بحثًا

عن ما يشبع حاجته إلى أن يكون محط اهتمام غيره، ولذا فإن نسبة التطرف فيها نادرة.

الشخصية السيكوباتية (الإجرامية) (المضادة للمجتمع):

تتصف بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، وعدم التخطيط المستقبلي والفجائية في

التصرفات، كما أنها عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة وتتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم

على الأخطاء. ومن هذه الشخصية يكون المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن

بعضهم إذا كان ذكيًا قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أي صفة مثالية في ذلك المجتمع من أجل بلوغ

أهدافه الشريرة.

- هذه الشخصية قد تتطرف إذا كان سلوك التطرف سيشبع حاجتها الإجرامية من سرقة أو نهب أو

قتل. ويتشكل التطرف عندها بحسب درجة الذكاء لدى ذلك الفرد. إلا أن ما يميز هذا الفرد عن الفرد

الذي طرأ عليه التطرف، أن السيكوباتي مضطرب السلوك منذ صغره وليس فقط فكرًا طارئًا.

الشخصية الوسواسية:

تتصف هذه الشخصية بالانشغال المفرط بدقائق الأمور، وعدم القدرة على التعامل مع روح النظام،

وإنما التصلب في التعامل تقيدًا بحرفية الأنظمة لا معانيها.

وهذه الشخصية تُبالغ في المثالية، والإسراف في العمل بلا استرخاء، وعدم القدرة على الاعتماد على

الآخرين في إنجاز الأعمال، وانعدام المرونة والعناد في ذاته، كما تتسم عادةً بالبخل والضمير الحي

جدًا لدرجة المرض ويبالغ في حفظ الأشياء غير المهمة.

- هذه الشخصية كسابقاتها ربما تطرفت بسبب الإفراط في دقائق الأمور أكثر من النظر إلى الكليات

وبسبب الحرفية في التفكير أكثر من النظر التأملي.

الشخصية الاعتمادية:

يتصف الفرد بصعوبة إنجازه لقراراته وأعماله اليومية دون الرجوع المتكرر الممل للآخرين

واستشارتهم. كما أنه لا يعارض الآخرين لخوفه من أنه قد يفقد عونهم ومساعدتهم؛ لذا فإنه قد يقوم

ببعض الأعمال أو السفر لمسافات طويلة كي يحصل على دعم الآخرين. من الصعب على مثل هذا

الفرد البدء في مشروع بسبب نقص الثقة لا نقص الطاقة. لا يرتاح للوحدة ولذا فإنه يسـرع في بناء

علاقة حميمة أخرى (كمصدر للعناية به) عندما تنتهي علاقته الحميمة الحالية. عنده خوف مستمر

مقلق من أن يترك ليتخذ القرار بنفسه.

- هذه الشخصية ربما سلكت التطرف إذا كان من حولها متطرفون نظرًا لنقص الثقة وعدم القدرة

على الاستقلال بالرأي.

الشخصية التجنبية:


يتجنب الفرد الذي يتصف بها تلك المهام الوظيفية التي تتطلب تواصلاً مع الآخرين؛لذا تجده لا يختلط

مع الآخرين إن لم يتأكد بأنه سيكون محط قبولهم. هناك خوف مستمر من النقد في المحافل

واللقاءات الاجتماعية وشعور بعدم الكفاءة ولذا تجده يميل إلى السكوت مع الآخرين. إنه الشعور العام

بالنقص.

- هذه الشخصية لا تسلك التطرف عادة لأنها لا تستطيع الانضباط والالتزام، لكنها إن سلكت التطرف

فلنفس الأسباب لدى الشخصية الاعتمادية.

الشخصية الاكتئابية:

ترفض أي عمل أو نشاط بسبب كآبتها. تنظر بسوداوية إلى مختلف جوانب الحياة. إنها أعراض

الاكتئاب حينما تتمثل في شخصية فرد طول حياته.

- هذه الشخصية ربما مارست التطرف بسبب نظرتها التشاؤمية وعدم وجود معنى للحياة.

الشخصية السلبية العدوانية:

العداء للآخرين بشكل غير مباشر، وممارسة الضعف والتمسكن طريقًا للتعدي على الآخرين.

- هذه الشخصية ربما تطرفت إذا كان هناك عائد شخصي وتعدي على الغير نتاجًا لذلك التطرف.

الشخصية السادية:


هي تلك الشخصية التي تستمتع بإيقاع الأذى الجسدي والمعنوي على الغير وهي محط متعتها. لذا تجد

تلك الشخصية تبحث عن الوظائف التي تجعل آذاها للآخرين عملاً مشروعًا.

- هذه الشخصية ربما تتطرف إن كان السلوك التطرفي يشبع حاجتها في أذية الآخرين جسديًا أو

معنويًا.

الشخصية المازوخية:

هي تلك الشخصية التي تجد الراحة وتستمتع حينما يتعدى عليها الغير بالأذى الجسدي والمعنوي، لذا

تسعى أن تكون في مواطن أذى الآخرين لها.

- هذه الشخصية ربما تطرفت إن تم إشباع رغبة التعدي عليها وإيذاء الذات من قبل من حولها من

مجموعة التطرف.

الاستنتاج


مما سبق يتبيَّن أن الغلو والتطرف ليس نتاج شخصية محددة، فالشخصية بذاتها لا تكوّن تطرفًا؛

فالتطرف منهج فكري أكثر منه حاجة نفسية، والتطرف فكر بذاته ينتقيه أفراد وينجذبون إليه لأسباب

اجتماعية بشكل أساسي. وربما يعيش التطرف فرد في فترة من حياته حين يحيا ظروفًا اجتماعية

تملي عليه سلوكًا معينًا لا يمانع فيه بل قد يتقرب به إلى وطنه أو مجموعته أو قبيلته أو دينه مع

العلم أن الظروف الاجتماعية تكون مؤثرة إذا صاحبها الشعور بالظلم والتهميش.

ومما يجدر التأكيد عليه أن التطرف ليس خاصية دينية وإنما ربما حدث في أي منحى من مناحي

الحياة طالما وجدت الظروف الملائمة لظهوره.


* د. طارق بن علي الحبيب : قدمت في ندوة التي نظمها مركز

الملك عبد العزيز للحوار الوطني في الفترة من 27/31-12-2003 وشارك فيها أكثر من 40

شخصية من العلماء والمفكرين.


موقع الوحدة الإسلامية
الرد مع إقتباس