عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 01-12-2005, 01:34 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الكيان الأردني، محاولة للفهم { الحلقه الثانيه }


ثمانية وأربعون عاماً، ثمانية وأربعون عاماً من حكم الحسين... يا رب، ماذا عمل آباؤنا من معاصي لنستحق 48 عاماً من حكم حسين لنا، كان يكفينا 48 ساعة أو 48 يوم من حكمه لنتطهر من ذنوب الأجداد... ام أنك يا رب قد إمتحنتنا فيه، إن كان إمتحاناً فقد سقطنا، سقطنا لأنه سقط وهلك بالسرطان وليس برصاصة من أحد عسكرنا.... أم أنك يا رب قد أطلت حكمه لبغضك إياه وكرهك للقياه... أم أنك يا رب قد أطلت له الأمد ليكيل من الذنوب كيلاً، وهنا يا رب نتساءل: هل تجاوزت مرتبته في الجحيم مرتبة فرعون وهامان... أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.. وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كلمات تنفع صاحبها عند الغضب.

يطيح إنقلاب أو ثورة محمد نجيب وجمال عبدالناصر وبقية الضباط الأحرار بالخديوي، وتشتعل الأمة بالتقدمية والقومية العربية، ويتعلق أبناء الأمة العربية بقشة خطابات جمال الرنانة كما يتعلق الغريق، وونقسم الى معسكرين متناحرين، معسكر عبدالناصر ومعسكر "مش" عبدالناصر... ويصطف حسين بن طلال كما هو معروف في المعسكر اللاناصري أو ما يطلق عليه بمعسكر الرجعيين... وتتوالى الأحداث ويصبح للأنظمة العربية إذاعات تتهاوش، نستورد تكنولوجيا الغرب ليس لخدمة الأمة بل لإلهائها عن معركتها الحقيقية، لإلهائها عن عدوها الحقيقي!... ويتحالف حسين مع أبناء سعود وهاشميي العراق ضد عبدالناصر وباقي العصابة، عصابة ضد عصابة... يغزو الفكر الناصري شرق الأردن كما غزا معظم أقطار الوطن العربي، غزوٌ سهّل طريقَه قسوةُ هزيمة 1948، وسهّل له ايضاً خلو النفوس من عقيدة واضحة صادّه... ويمر حسين بن طلال بظرف حرج، كان هناك إنقسام واضح بين النخب الثقافية والشعب بمجمله من جهة وبين العرش وحاشيته من جهة أخرى. تستطيع النخب الثقافية المشبعة بالفكر القومي الناصري من إجتذاب بعض ضباط الجيش الأردني، وقد سهلّ على النخب الثقافية القومية مهمة إجتذاب الضباط الأردنيين أمران:

أولهما: قيادة كلوب باشا وباقي الإنجليز للجيش وحرمان الضباط الأردنيين من الإرتقاء الوظيفي الطبيعي، حيث كان الضباط الأردنيين يعلمون مسبقاً ما هي الرتبة العسكرية التي لا يمكنهم تجاوزها، فما علاها من رتب هي للضباط الإنجليز (أنا أخلط هنا بين مسميات "الإنجليز"، بريطانيا، إنكلترا...الخ، علماً بأنها مسميات غير متطابقة، ولكن خطأ شائع خير من صواب أحيانا).

وثانيهما: حلم راود ضباط الجيش الأردني بإستلام الحكم عن طريق الإطاحة بحسين كما أطاح "الضباط الأحرار" بالخديوي، وهو حلم مشروع، فالإنسان بطبيعته يحب المنصب والقيادة، لا بل ويشترك الإنسان مع الحيوان بهذه الصفة، فالذئاب تتقاتل على قيادة القطيع، والكباش تتقاتل...سنة الله في خلقه... ويتضح حلم ضباط الجيش الأردني من المسمى الذي أطلقونه على أنفسهم "الضباط الأحرار" تيمناً بالضباط الأحرار في مصر.

يتوالى الضغط الإعلامي الناصري على الملك حسين والبريطانيين، وتستشعر بريطانيا الخطر، كانت بريطانيا قد أدركت منذ منذ زمن طويل بأن الإستعمار بشكله التقليدي قد طواه الزمن، وأقصد يا قراء بالإستعمار التقليدي الإستعمار العسكري المباشر، تفتقت قرائحم عن إستعمار ثقافي خياني كبديل عن الإستعمار العسكري فأنشأت زعامات محلية الوجه بريطانية القلب بدلاً من "المندوب السامي"، ولم تنسحب بريطانيا من منطقة إلا وقد ضمنت بأن القيادات من حكام وعسكر ومثقفين يحملون الولاء المطلق لها... كان الأردن إستثناءً، فالأردن له دور أخطر من دور الهند وغيرها من المستعمرات، فبالرغم من إيمان بريطانيا بأن العائلة المالكة الأردنية تحمل الولاء المطلق للصليب فإنها لم تسلّم مقاليد الجيش الأردني لها (ليس عدم ثقة بالولاء لا سمح الله بل عدم ثقة بالكفاءة)، كان للجيش الأردني دور خطير وحساس يجب أن يلعبه بشكل جيد لحين استطاعة دولة الإغتصاب الصهيوني الوقوف على قدميها... يتململ الأردن ويكاد أن يطيح بحسين وعائلته، تجري بريطانيا حساباتها بشكل جيد، تكتشف بأن الدولة اليهودية قد شبّت ولم يعد هناك من خطر يطولها، وتكتشف بأن حسين بن طلال قد تحنّك قليلاً ويستطيع اللعب الجيد في خط الهجوم... إذاً لمَ لا تسحب من جمال عبدالناصر أقوى أوراق لعبه، كان عبد الناصر يعيّر في خطاباته الملكَ حسين بأن جيشه تحت قيادة بريطانية، فلما لا تسلّم قيادة الجيش الأردني للإنجليزي حسين وتتخلص من وجع الراس؟؟؟، حسين بدلأ من كلوب، وما الفارق!... وتقرر بريطانيا أن تخلص حسين وعرشه من دعاية عبدالناصر عن طريق سحب كلوب باشا الى بريطانيا... ولكن مهلاً، مهلاً، مهلاً...لما لا تضرب عصفورين بحجر، لماذا لا تسحب كلوب باشا بطريقة مسرحية تكسب حسين شعبية يفتقدها؟...فتصدر بريطانيا أمرها لحسين وكلوب بأن يتفقوا على مسرحية التعريب... وكان التعريب يا أخوه، وكان يوم تعريب الجيش الأردني الذي يحتفل به الأردنيون وينشدون به قصائد المديح... هذه هي قصة التعريب، ومن يقول بغير ذلك فهو كاذب أو أحمق، من يقول بغير ذلك فهو مزور كاذب خائن، من يقول بغير ذلك فهو يستحمقنا ويستحمرنا... ألم أقل لكم يا قراء بأن تاريخنا مزور! ألم أقل لكم بأن العهر الذي يقترفه كتبة قصر بسمان لا يماثله سوى عهر دولة صهيون التي تسمي حرب 1948 بعام الإستقلال... لا، لا، حاشاك صهيون أن أقارنك بعهر عائلتنا المالكة، فأنتم تؤمنون فعلاً بحكم توراتكم المحرفة بأنكم حررتم أرض الميعاد، أنتم تؤمنون بذلك وتصدقونه، اما نحن فيكذب أحدُنا كذبته ويصدقها ويعذّب في سجون المخابرات الأردنية من لا يصدقها.... وعلى ذكر دائرة المخابرات الأردنية غير الطيب أختم حلقتي هذه بمناغشتهم، مناغشة فقط وسيأتي دورها في حلقاتي المقبلة:

يا ضباط وضباط صف وعسكر المخابرات العامة، مرحبا:

أخوتي، أنا أعلم بأنكم تفهمون الأمور أفضل مني بحكم إطلاعكم على الأسرار، أنا أعلم ذلك وأعلم بأنكم تتمنون زوال العائلة الحاكمة الساقطة أكثر مني، وأعلم بأنكم ستكون بإذن الله أول الثائرين على الكلاب في القصور الملكية الكثيرة، نعم ستكون أول الثائرين حينما يأذن الله بذلك (عسى أن يكون قريبا)... ولكنني أحذركم من الله، أخشى على أحدكم أن يموت وهو ما زال عاملاً في دائرة المخابرات العامة فيكون من الهالكين... معظمكم سيتوب بعد التقاعد، أنا متأكد من ذلك، ولكن هل تضمنون الحياة، هل تضمنون أن لا تموتوا قبل التقاعد العسكري؟... أقرأوا تاريخ الطغاة جميعهم، أقرأ من قتل العلماء أمثال سيد قطب، أين هم؟ وماذا نفعهم الفتات الذي كان يلقيه لهم الحكام، هل سينفعهم هذا الفتات حينما يلاقون ربهم؟ أجيبوني... أعلم بأنكم تعودتم على السؤال، ويهز غروركم أن يسألكم أحد سؤالا، لذا فاسألوا أنفسكم وأجيبوا...

لذا يا أخوة الدم، قوموا بواجبكم نحن دينكم ووطنكم، توبوا من الآن، توبوا وابقوا في دائرة المخابرات العامة، ظللوا العائلة المالكة بتقاريركم، ظللوا مسؤوليكم الكبار، مهّدوا بأفعالكم وبصورة ذكية ليوم النصر والإطاحة بالعائلة الخائنة، مهدوا لذلك... لن أقول لكم كيف، فأنتم تعلمون ذلك أفضل مني، شاركوا الأمة في جهادها وستقطفون بإذن الله في الدنيا والآخرة نتيجة عملكم... لا تظنوا بأن الفتات الذي تغريكم به كلاب رغدان هو نعيم، هو فتات يا أخوة، فتات... ولو تخلصنا من العائلة الخائنة فستحصلون على عشرات أضعاف ذلك الفتات، تأكدوا يا أحبة بأن رواتبكم ستتضاعف، وسيتضاعف معها إحساسكم بالكرامة، ليس أنتم فقط بل أخوتكم وأهاليكم العاملين جميعاًً، سننعم بالخير جميعاً بإذن الله عندما نتخلص من العائلة الحقيرة، هذه العائلة التي تبلع ثلاثة أرباع دخل وطننا على عهرها... عندما نتخلص من العائلة الملعونة فستأكلون لقمتكم بالعزة والكرامة، وسيكون عملكم أيضاً عمل عزة وكرامة، ستتجسسون على الصهاينة بدلاً من التجسس على إخوتكم وأهاليكم، حينئذ سينظر لكم الأردنيين نظرة محبة وتكريم بدلاً من نظرة الإحتقار التي ترميكم بها الأعين الآن...

ولي طلبي شخصي أرجو إن كان بالإمكان تلبيته، في بعض الحمير في دائرة المخابرات يبعثون لي بفايروسات ، يبعثون لي بفايروسات قديمة على عنواني الإلكتروني، فيروسات قديمة جداً مثل فايروس تشرنوبل وغيره... بالله عليكم أن توصلوا لهم رسالتي هذه: يا أغبياء، لماذا لا تستخدمون فيروسات جديدة؟ لماذا تستخدمون فيروسات إكتشفها العالم منذ عشرات السنوات وأصبحت أجهزة الكمبوتر حتى في أثيوبيا محمية منها... فعلاً إنكم حمير... أو لربما يجب أن أعتذر، لربما يجب أن أعتذر فأنتم لا تؤمنون بما تقومون به، تقومون به بتلقائية مملة، تقوم به فقط تلبية للأوامر فتقومون ببعث الفيروسات القديمة لعدم رغبتكم في إيذائنا... في هذه الحالة أعتذر عن قسوتي، في هذه الحالة أنا الحمار وأهل السماح ملاح... وبعد هذه المصالحة والإعتذار سأطمع بكرمكم قليلاً، هل يستطيع أحدكم أن يبعث لي بإيميل يخبرني فيه عن أخبار الأزعر البطيخي ولماذا أطلق الكلب عبدالله سراحه؟ معذرة عن إزعاجي لكم والى الخلف سِر.



والى
لقاء
في
الحلقة
الثالثة
بإذن
الله

__________________