عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-10-2006, 05:57 AM
خاتون خاتون غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 246
إفتراضي

(2) جَنّبهم الغيرة والحسد

تعد الغيرة مزيجا من الغضب وحب التملك، الغضب من عائق يتخيل أنه حائل دون تحقيق رغبة ما. وأهم مكونات الغيرة خوف الفرد على فقدان من يحب وكرهه لمنافسه.
أما الحسد فهو الرغبة في امتلاك ما للغير من امتيازات مع تمني زوالها عنهم.
على أن الفرق بينهما هو أن الحسد يكون في أمور لا يملكها الحاسد بينما يتنعم بها الآخر أما الغيرة فهي شعور المرء بحقه في شيء وخوفه من فقدانه، ثم إن الحسد يكون بين طرفين: حسد ومحسود بينما تكون الغيرة بين غيور وشخص نغار منه وشيء أو شخص نغار عليه.
والغيرة السائدة بين الإخوة أساسها الخوف من فقدان والديهم أو احدهما، وقد يحاول الأبناء التصدي للأخ الذي يغارون منه بالضرب أو التحقير أو كسر لعبه.
ولعل ما فعله إخوة يوسف من إبعاده عن والدهم وإلقائه في الجب إلا دليل على غيرة اشتدت إلى حسد ترعرع في قلوبهم حتى حجب عن ضميرهم هول الجريمة، وكان يعقوب عليه السلام قد عرف أن الله يصطفي يوسف عليه السلام للنبوة فخاف عليه من إخوته وقال:" يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين". ولهذا أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود"

عندما ينزغ الشيطان وتصل الغيرة إلى كره الغريم، تفقد النفس زمامها وتتحول الغيرة الى سلوك عدواني، وهكذا سولت لهم أنفسهم: "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم"، وهم كانوا أهل دين ومن بيت نبوة، وقد أصلح الله حالهم وأثنى عليهم وسماهم الأسباط.

ولأن الحسد خاطرة شيطانية تدفع صاحبها لتمني زوال النعمة عن المحسود، جاءت نصيحة يعقوب حين تجهز أولاده للمسير إلى مصر"لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة"، فقد خاف عليه السلام على أولاده من العين أو من شر حاسد إذا حسد وذلك لما يظهر في أبنائه من سيم الشجاعة و كمال الخلقة.

فعلى المربين أن يهتموا بالعدل المتوازن حتى يقي الأبناء شرور الغيرة، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها، فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت: لا أرضى حتى تشهد رسول الله على ما وهبت لإبني. فأخذ أبي بيدي، وأنا يومئذ غلام، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ فقال نعم قال: فلا تشهدني إذا، فأنا لا أشهد على جور" رواه مسلم، ثم يقول: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم" متفق عليه.
على أنه يجب الإشارة إلى أن العدل في الأولاد هو تقديم الحب والاهتمام بالصورة و الطريقة التي تناسب عمر الابن وشخصيته.

وهذه بعض العوامل التي قد تجنب الأبناء الغيرة
*إعداد الصغير لمولود جديد
*التركيز على السلوك الإيجابي للفرد
*تجنب المقارنة بين الأولاد
*تنمية روح الجماعة
*العدل المتوازن
وهذه أمور تتطلب الحكمة والتحلي بالصبر وعدم اللجوء الى التحيز لطرف دون آخر.


يتبع
الرد مع إقتباس