عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 29-06-2006, 06:07 AM
ابن الماء ابن الماء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 20
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة القاضى الكبير
اخى الكريم / ابو محمد الانصــارى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - وبعـد :

ليس العلماء فقط هم من ماتوا الامة كلها ماتت , بداية من حكامنا , الى شعوبنا

اختفت مظاهر السخط والغضب , ومظاهرات التنديد بالجرائم التى تطال امتنا

وكأننا أعتدنا على الاهانة , فأصبحت شىء عادى , ان نهان وتدق رؤسنا وعظامنا

ونسكت , هذا هو حال الامة العربية والاسلامية , فى هذه الايام , حتى بيانات الشجب

والاستنكار اختفت , واصبحت الفرجة على مايحدث , هى السمة الغالبة علينا , نتفرج فقط

وهذا مما يزيد من استهزاء اعداءنا بنا , ويزيد بطشهم باخوتنا فى فلسطين والعراق

وافغانستان , والشيشان وغيرها . واليوم الصهاينة قلبوا غزة - عاليها واطيها , من اجل

جندى من المغتصبين , وحكوماتنا وشعوبنا وعلماؤنا , يتفرجون , فى حين ان مسلسل

القتل والتدمير الصهيونى لاهلنا فى العراق وفلسطين مازالت حلقاته تتكرر كل يوم

والتفرج والصمت هو ما نفعله


أحسن الله عزاءنـــا في الأمة

اخوك / القاضى الكبير

السلام عليكم

أختلف معك أخي في التعميم و إن كنت محقا...

فالذي قصده الأنصاري في هذا الموقف هو تخصيص ذكر العلماء بالسكوت...

نعلم أن الأمة كلها سكتت خوفا من الناس من دون الله. و قد يكون هذا شيئا مقبولا في شأن الحكام اذا علمنا أنه يهمهم المال و المنصب و السيطرة على الأرض و الناس و التي لا تتحقق حسب فهمهم الا بعبادة الغرب و إرضاءه.

و قد يكون مقبولا أيضا خنوع الناس و رضاهم بما حل بهم إتباعا لحكامهم و عدم رغبتهم باسخاط الأمراء و السلاطين عليهم و الركون للدنيا لأن هذا أسهل لهم و أقل تكلفة.

و لكن من غير المعقول إطلاقا أن ينضم علماء الأمة لهؤلاء الساكتين. علماء الاسلام كما نعلم يقرأون القرآن و يفهمونه و يتدبرونه و كذلك سنة الرسول صلى الله علية و سلم بما أعطاهم الله من العلم و العقل و المكانة و بالتالي فالعالم لا يسعه و هو في هذا المستوى من الفقه في الدين الا أن يجاهد في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم فضلا عن أقلامهم و ألسنتهم.

و لكننا نرى تناقضا بين ما نتوقعه من علماء المسلين و بين ما قدومه.

لا نستطيع أن نقاوم الرغبة في تفسير هذه الظاهرة. فهناك الحاح من عقل كل ذي لب للتخلص من هذا التناقض و فهم المسأله.

مشكلتنا أننا تعودنا منذ فترة غير قصيرة على النظر لكل شخص أنعم الله بنعمة العلم و الحفظ و التفقه في الدين و هو يظهر بمظهر العالم بأنه عالم. و نسينا أن الله تعالى بين لنا فئة في غاية الخطورة بل و وصفهم القرآن بأبشع الأوصاف و توعدهم بالوعيد الشديد. بل أن الله تعالى ضرب لنا مثلا لا ينافسه مثل آخر في القرآن لعلماء و خيانتهم للأمانة و هو مثل بني إسرائيل الذي أشتروا بآيات الله ثمنا قليلا و سماهم المغضوب عليهم. و قد أتفق العلماء أن هذا نعت شامل لكل من علم آيات الله ثو لم يعمل به و عمل بما يضادها إتباعا لهواه.

النقطة الثانية هي أن طريقة التدين و التفقه في الدين في عصرنا هذا أختلفت و أتخذت منهجا أكاديميا. و عندما كان العالم في الماضي لا يفتي حتى يحفظ القرآن كاملا و مائة ألف حديث صحيح و مثلها من الأحاديث الضعيفة على الأقل أصبح العالم عندنا يحتاج فقط أن لا تقبله كليات الهندسة و الطب لأن تقديره في الثانوية مقبول أو جيد أو أن يقرر مبكرا في الثانوية أنه لا يستطيع الا على المواصلة في القسم الشرعي لعدم قدرته العقلية على التحصيل العالمي و مقارعة زملائة الذين آتاهم الله من فضله.

ابن تيمية و أحمد و الشافعي و غيرهم من علماء المسلمين رحمهم الله جميعا شخصيات مميزة و أناس أذكياء و لديهم القدرة على الفهم و ولو كانوا بيننا فإن لديهم القدرة على العلوم الطبيعية المعقدة و الطب و الهندسة. كذلك فهم ذوو شخصيات قيادية قوية و قادرين على التأثير على الآخرين.

علماء هذا العصر ما عدا قلة من المجاهدين الأحرار, أقول معظمهم من ذوي الشخصيات الضعيفة التي نشأت على ضعف القدرة على الفهم و نتيجة لذلك احساسهم العميق منذ ظفولتهم و أيام دراستهم على الجلوس في مؤخرة القافلة في كل ما يفعلون مقارنة بزملاء لهم آخرين من الأطفال و الشباب المميزين.

لا زلت أتذكر أيام الطفولة و الدراسة المبكرة حتى نهاية الثانوية و اتذكر الكثير من زملائي المميزين و آخرين دون ذلك. لقد كانت شخصيات من هم دون ذلك تبعية غير قادرة على المجاراة فتضطر لأن تكون تابعة للقياديين في المجموعة و هذه سنة الله و حكمته.

أنا الآن أنظر لزملاء الماضي و بينهم الطبيب و المهندس و بينهم القاضي و الشيخ. الأمر تم بشكل رسمي أكاديمي بحت حسب تقديرك و قدرتك التحصيلية أنت تكون في غالب الأمر. أنا لا أريد أن أقول أنها إنتهازية على الرغم من معرفتي الشخصية لأناس سلكوا مسلك العلم الشرعي لأن القاضي "يستلم أكثر و يداوم متى ما يبي" كما هو معروف.

لا يشك أحد على تبعية العلماء للحكام. الحكام يعشقون هذه النوعية من الناس و يسهل ارهابهم و كذلك اغرائهم بالمال و المنصب. هذه الشخصيات ترحب كثيرا بالمنصب و المكانة الاجتماعية لرجل الدين و يشكل ذلك رد فعل طبيعي لشخص تبعي يريد أن يثبت للناس بعد طول انقياد و جلوس في المؤخرة أنه قادر قعلا على أن يكون مرموقا. هذا رد فعل نفسي طبيعي. لذلك تجد الحاكم يغدقون عليهم كثيرا و ستسمع أحدهم يوما يقول "أن هذه الحكومة او هذه الأسرة تكرم العلماء و تحتفي بهم". بعضهم لا يهمه المال كثيرا و يكون عندة بعض التحفظ عليه و يقد يشعر بالاثم من ذلك و لكنه يرضخ للمال لأنه يعلم تمام أن الحاكم إذا رأي أن المال و الإغراء الدنيوي لا يجدي سيستخدم الارهاب و السجن و التعذيب. و لذلك فهو يرضخ ابتداء. تتبقى فئة قليلة تتمسك بدينها و قيمها و كرامتها تتعرض للسجن و التعذيب و الاضطهاد.

أنا أعتقد أنه لا يوجد سكوت من علماء المسلمين بل يوجد إسكات لهم و أنا أتكلم عن إسكات لعلماء الأمة الحقيقيين الصادقين الصابرين و ليس للتبعيين المستنفعين من الدين الموظفين برتبة معينة أو منصب في سلم وظائف الحكومة يقبضون مرتبا في نهاية كل شهر جزاء قيامهم بهذا العمل.

و الحمد لله رب العالمين