عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 07-11-2002, 05:24 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

الذي يعجبني في جماعة الإخوان أنهم ظهروا في وقت كادت الصلة بين الشعوب وأهل العلم تنقطع، فهؤلاء يتكلمون بلغة عالية لا يفهمها إلا أمثالهم، وهؤلاء لا يعرفون أين يطلبون دينهم والعلماء رفعوا بينهم حجابا، ثم كانت ثورة المعرفة، وإعادة الجسور، وصدر عن الإخوان كتابان هما في بالغ الأهمية، فتحا الباب إلى التواصل بين العلماء والعامة، وكتب الله لهما القبول فلا يخلو بيت منهما هذه الأيام، وتوالت بعدهما الكتب، وهما رأيي الذان أعادا لهذه الأمة حبها للعلم، وللكتابة، فهناك إحصائيات أن الكتب الإسلامية التي ألفت في السنين العشر الأخيرة، تعادل ما كتب من مبعث الرسول إلى ما قبل عشر سنين. طبعا الكتابين الذين أقصد هما الظلال وفقه السنة. طبعا لا أشك أن أحدا سيدخل الآن يقول أقر بهذا على بعض اعتراضات على ما ورد فيهما، وليس هذا المهم، إنما هو البادرة، وبث الروح في جسد العلم. وانظر -رعاك الله- في القرن السابق (أقصد التاسع عشر) والذي قبله والذي قبله، والذي قبله، واجمع لي كتابات المسلمين في هذه القرون جميعا، ألم تكن الأمة في سبات علمي؟ ألم تكن العلوم حبيسة عقول العلماء لا تخرج إلا إلى علماء مثلهم أو إلى طلابهم؟ أليس ما جرى في بداية القرن الماضي ثورة علمية إسلامية؟

أما كون الإخوان ليسوا جماعة وأنهم هم على منهج النبوة، فهذا أمر يجب ألا تحتكرة فئة واحدة، بل إن الأمة الإسلامية تقوم على مثل هؤلاء وعلى غيرهم، ويجب علينا أن ننظر إلى الحركات الإسلامية (المعتبرة) على أنها مكملة لبعضها البعض، وألا تظن كل جماعة أنها الوحيدة على الحق، أو أنها هي التي تمثل الإسلام، وهذا ما لم يقله مؤسسو هذه الحركة. والخطر في اعتقاد أن هذه الحركة أو غيرها هي منهاج النبوة أو أنها الإسلام الحقيقي، أن أي خطأ من هذه الجماعة يصبح خطأ في منهاج النبوة أو حتى في الإسلام نفسه، ولا أشك أن هذه الجماعة وغيرها عرضة للأخطاء، وإنما الأخطاء هي أخطاء تطبيق أحيانا، وأخطاء فهم أحايين أخرى.