عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 16-02-2006, 10:41 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Arrow

شكرآ لمرورك أختي (أركيدا) وإضائتك على نقطة مهمة ..!
فسنجد لها مثيلات كثيرة من خلال السرد اللاحق ( وهو القصد من هذا الموضوع)
ونكمل >>


(( 3 ))

نسيت أن أذكر في المشاركة السابقة ، أنني تركت رسالة لأمي وأبي وإخواني في البيت كتبتها بمداد من حرقة وألم ، أنني ذهبت دون إذنهم ، وأعدت السبب في ذلك إلى حبي للجهاد وحرقتي على ما يجري لإخواننا المستضعفين في أفغانستان وأن كل شيء يهون من دراسة ودنيا وغيرها في سبيل نصرة الإسلام ... وو وأطلت في الرسالة وأسهبت في النصح لوالدي ووالدتي وجميع إخوتي ...

وبالطبع كنت قد كتبت وصيتي ووضعتها في ظرف في نفس الرسالة وأخذت عليهم يميناً أن لا يفتحونها إلا إذا تم استشهادي في أفغانستان ، وكنت قد أخبرت إمام المسجد بذلك وبمكان الرسالة كي يخبر والدي بأمرها وأني وضعتها تحت السرير لهم .

وصلت مطار إسلام آباد في باكستان ، وحملت حقائبي متجها إلى صالة استقبال القادمين ، ومنذ أن دخلت أنا ومن معي من الشباب السعودي إلى المطار وجدنا من يستقبلنا من الشباب العرب ممن عرفناهم بملامحهم العربية وهم عرفونا كذلك بملامحنا ، وكان أحدهم ينادي ويقول شباب الجزيرة العربية شباب الجزيرة العربية ) ففهمت الأمر لأنني كنت أعلم أن السعودية من غير اللائق ذكرها فهم لا يؤمنون بشيء أسمه السعودية إلا القليل وبعضهم لا يأخذ ذلك من مجرد كره على السعودية ولكن يراها كلمة إسلامية موعودة وحلم يعيد تاريخه بكلمة الجزيرة العربية ، وكنت قد أخبرت إذا سئلت عن بلدي أن أقول أنا من الجزيرة العربية ، وبالطبع شباب الخليج العربي من الممكن أن تنفتح معهم وتقول سعودي إذا أحببته وأصبحت معه صديقاً .. أما غيرهم فما أن تقول سعودي حتى ينكر عليك ذلك ؟؟

المهم عرفت بنفسي وقلت أنا أبو فلان من الجزيرة العربية ، فقال لي : أنت من شباب الشيخ فلان في مدينة كذا ؟ قلت نعم ، قال مرحباً تفضل وانتظرت في الصالة حتى تجمعنا جميعاً كشباب من شتى مناطق المملكة العربية السعودية ، وجميعنا كنا نلبس اللبس الأفغاني ...
ركبنا حافلة صغيرة عشرون راكباً متجهين من إسلام آباد إلى بيشاور ، وكانت الرحلة قد استغرقت بالحافلة قرابة الساعتان والنصف إلى الأربع لست أذكر جيداً ؟؟

وكان أغلب من معي غلبه النعاس من تعب الرحلة ، إلا أنني أصبحت يقضاً أبصر كل شيء لحبي للإطلاع ومعرفة البلد ، وكنت أبصر كيف هي معيشة الناس وكيف هي إسلام آباد حتى وصلنا إلى بيشاور ، وقال لنا الشباب الذين استقبلونا أننا في طريقنا إلى بيت الأنصار ( مضافة العرب المجاهدين ) في بيشاور ...

وما زلت أذكر أن من ضمن من استقبلني في المطار هو طارق الباروت النجدي الذي قتل ضمن عملية أبو يعقوب البحر في طاجكستان إبان الجهاد هناك ... رحمك الله يا باروت فقد قدمت روحك شاباً رخيصة في سبيل الله ، وكان طويل الصمت يحب إخوانه لا تعرف فيه إلا اللغز المحير ...

وصلنا إلى بيشاور في شارع يقال له ( عبدالله رود ) وهو شارع تبصر فيه لوحات المحلات مكتوبة بالعربي من مطاعم ومحلات متعددة ، المهم عرفت أن بيشاور تعد المركز الرئيس للعرب من مجاهدين ومهاجرين وأنصار ...

حينما وصلنا إلى بيت الأنصار ، وهو بيت كالمضافة عبارة عن بيت كبير جداً يحتوي على غرف نوم وصالات طعام ومسجد للصلاة ومستودعات وغرفة عبارة عن صندوق الأمانات ومطبخ وكل ما يحتاجه الضيف في سفره من رعاية ...

القائمون على هذا البيت هم في الأغلبية من الخليج العربي وبالتحديد السعودية وقليل من دول أخرى ويندر فيه ذلك لأن أغلب شباب الدول الأخرى من مصر والجزائر والمغرب وغيرهم هم من التكفيريين والهجرة والحاقدين على الخليج العربي ممن يكفرون الحكام والعلماء ويشيعون الفتن بين الشباب والفكر السيئ ...

ويمكن أن ترى في بيت الأنصار من غير أهل الخليج من السودان واليمن فقط في حين أن هناك مضافات أخرى لباقي العرب وغير العرب من دول آسيا وغيرها ..

بيت الأنصار قائم على الدعم السعودي البحت من التبرعات والمعونات ، ولا يكاد يصل أي تبرع ولا مال ولا دعم لأفغانستان إلا و يصب في خزينة بيت الأنصار الذي يقوم بدوره بدعم المعسكرات والمجاهدين في أفغانستان ، وبالطبع هناك أموال طائلة لا تطري على بال أحد تصل عن طريق جهات عديدة غير بيت الأنصار عن طريق معارف مباشرة لأسامة ابن لادن وللشيخ عبدالله عزام وللقادة الأفغان ذاتهم عن طريق العلماء والدعاة وأئمة المساجد وغيرهم مباشرة
...

غير أن بيت الأنصار يعتبر الأوفر حضاً بهذه التبرعات كونه ذو ترتيب عالي في قضية توزيع الأموال بعد استقبالها ، ولكثير من جمعيات خيرية تعمل في باكستان سعودية حسابات طائلة في بنوك باكستانية كاللجنة السعودية لإغاثة الشعب الأفغاني وكهيئة الإغاثة الإسلامية ووو كثير من دول الخليج العربي وخاصة الكويت والإمارات والتي تدعم القادة في الداخل مباشرة وخاصة ابن لادن وتنظيمه الذي لم يكن ظاهراً على الساحة حينها بل كان سرياً للغاية ..

المهم حينما دخلنا بيت الأنصار ، استقبلنا أمير البيت وهو من شباب السعودية والذي له باع كبير وخبرة ليست بالسهلة في أرض الجهاد ، حيث يتم اختيار كوادر هذا البيت من قبل ثقات موالين للحركة الجهادية التي يقودها المثلث العربي بين أسامة ابن لادن أي القاعدة من جهة وبين الشيخ عبدالله عزام من جهة وبين شباب الخليج العربي الموجه من قبل المشايخ والعلماء في السعودية من خارج القاعدة بقيادة أحد القادة السعوديين في أفغانستان من جهة أخرى وهو القائد ( الجارود ) وبعض القادة الآخرين من السعودية والخليج ، والجارود والذي أوكل إليه كثيراً من المهام الإشرافية على شباب الخليج العربي على وجه الخصوص ، قد تم تكفير هذا الرجل من قبل بعض الشباب المجاهد من دول مصر والجزائر والمغرب وليبيا إبان أزمة الخليج لأنه لم يسمح لهم بدخول بيت الأنصار ومخالطة الشباب الخليجي خشية التأثير عليهم أو سرقتهم أوأو وذلك للوقوف ضد فكرهم السائد ضد المملكة ..

وقد كان أسم الكتاب ( البارود في تكفير الجارود ) وكان فحواها تكفير الجارود لأنه يشق الصف ويفرق الجماعة وينشئ الحواجز بين المجاهدين ووو فأوصلوه إلى النفاق ومن ثم إلى الكفر وكل ذنبه أن معادياً لشعارات التكفير ونابذاً للخوض في الدول والحكام ...


دخلنا بيت الأنصار ....... يتبع 4 ..