عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 14-01-2002, 09:24 PM
مخلص النوايا مخلص النوايا غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 48
إفتراضي الاديب الاريب / محمد ..........رعاك الله وسدد خطاك

جميل صنعك يزهر بحفيف الاقحوان ونداها..

يغلف هذا المكان بأكليلٍ من الروائع..

طربتُ لهذه المقالة المنورقة بحسن اسلوبها.. وعذوبة انسياقها..

وهذا الجهد المتلون بالقيم الجميلة والمبادي الاصيلة..

============

اعجبني التقسيم في جماليات عبدالقاهر البداية بالمعنى واللفظ والتطرق الى نظرية النظم..وقفتُ عند نهاية اللفظ والمعنى متمنيا ان احظى بالشرف على التعليق على نظرية النظم في الايام القادمة بأذن الله ...

كما أشرتَ ان عبدالقاهر مولع بقضية اللفظ والمعنى ...ولكن ألا ترى انه اقحم اللفظ كثيرا ونسب بعض من مقومات اللفظ الى صالح المعنى..

قال أبو هلال العسكري:

( وليس الشأن في إعداد المعاني لان المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي وأنما هو في وجود اللفظ وصفاته وحسنه وبهائه ونزاهته ونقائه. )

قال ابن خلدون في مقدمته :

( أن صناعة الكلام نظماً ونثراً إنما هي في الألفاظ لا في المعاني.وإنما المعاني تبع لها ولاصل يكون في اللفظ.والمعاني موجودة عند كل واحد. )

ومن ينصر اللفظ على المعنى كثير وهذا يعتبر اجحاف على المعنى ..ومن كلام عبدالقاهر المشهور في المعنى :

( إن محاسن الكلام ترجع إلى المعاني وإذا ذكرا شعراً ووصفنا الفاظه بالحلاوة والرشاقة فهي ترجع إلى جرس الحروف فهذا لا يكاد إلا أن يكون نمطاً واحد. إن الألفاظ خدمُ المعاني والمصرفة في حكمها,وكانت المعاني هي المالكة سياستها,المستحقة طاعتها.فمن نصر اللفظ على المعنى كان كمن أزال الشئ عن جهته,وأحالهُ عن طبيعته,وذالك مظنّة الاستكراه,وفيه فتح أبواب العيب. )

العالم الداهية والكاتب الماكر الجاحظ عالج هذا الموضوع بمكر ودهاء فهو في بعض كتبه ينصر اللفظ على المعنى حتى نحسبه من انصار اللفظ وفي بعض كتبه الاخرى ينصر المعنى على اللفظ حتى نظنه من انصار المعنى ...منهجية الجاحظ في التقلب بين اللفظ والمعنى يعطي انطباعات نفسية وابداعية عن وضعية النص النقدي بحيث يتأرج بحسب النص والموضع ايهما يجب ان تكون اهميته وان نركز على اي جانب منهم...

عندي وهو رأي شخصي وربما هو رأي الكثير في هذا العصر ان اللفظ والمعنى يسيران في خطين متوازيين لا تغلب اهمية احداها على الاخر ..في اللفظ قول الله تعلى ( ربي ارجعون ) نجد ارجعون النون وهي نبرة قوية وارتفاع في صوت الكلمة.. ونجد المعنى خروج عن مقتضى ظاهر الحال المعنى هو ربي ارجعني التعبير عن المفرد بالجمع لهول الموقف..

لقد ذكرتَ ( لوظيفة التمثيل : فقد برأ المتنبي نفسه من الكذب في دعواه الموجودة في الشطر الأول من البيت وأثبت أنها غير مستحيلة بمثال محسوس جعل ما يبدو ممتنعاً معقولاً ومعروفاً. )

وهذا يثبت حقيقة شعر المتنبي ان شعره يعتمد على عملية الاسقاط والازاحة ...

اخيرا لا يسعني إلا ان اشكرك واثقلك بالشكر على هذه الفائدة الجمّة من هذا المنهل الزلال .. ولك اصدق دعواتي واجمل تحياتي
الرد مع إقتباس