عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 05-04-2006, 03:31 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي هذا الزرقاوي الذي لا يعرفه الدواخل




فصار الرجل يبكي ثم قال: ما عدتُ لأعمل مع الصحفيين بعد الآن وتاب...وصار يصلي! والله أعلم بصدق توبته، ولنا في هذا الظاهر.








وأمّا الذي أمّنهم فقد أصدر الشيخ الزرقاوي أمراً بأن يُؤَدَّب بنوعٍ من التعزير حتى لا يُعيدَ الكَرَّةَ لوحده في التأمين، وأن يَتْرُك الأمر لأهل الحَلِّ والعَقْدِ في مدينته ولسان حال الشيخ الزرقاوي: لأن يَكْتُبَني التاريخ مطلقَ غنيمة ستمسِك أمريكة من نقطة ضعفها أحبُّ إليَّ من أن يكتبني "غادرٌ بمن أمَّنَهم الله وذلك على غرار قول الملا عمر حفظه الله: لأن يكتبني التاريخ مُكّسِّر الأصنام أحبُّ إليَّ من أن يكتبني: حافظ الأصنام....أو كما قال حفظه الله.








فالتاريخ يسجل، ولئن لم تُنْشَر صحُفه في هذه الدنيا، فسيأتي يومٌ يُبَعْثَر فيه ما في القبور.








* لقد أثارت هذه القصة أشجاني فذكرتني أولَ ما ذكرتني بعمر بن الخطاب الذي رُبِط اسمه بالعدل وقولِ الحق لا يَخاف لومة لائم، وبحزم لا يَعرف اللين، ولكنه مع هذا كان يتصف بصفة قد يتعجب المرء أن تجتمع مع صفاته الأخرى، هذه الصفة ستعرفها بعد أن تقرأ هذه القصة من صحيح البخاري: [باب خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين العرف المعروف ... أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ عُيَيْنَة بن حِصْنٍ ... فنَزَلَ على ابن أخيه "الحُرِّ بن قَيْسٍ" وكان من النفر الذين يُدْنِيهم عمر، وكان القراءُ أصحابُ مجالس عمرَ ومشاورتِه كهولاً كانوا أو شباناً فقال عيينة لابن أخيه: يا بن أخي لك وَجْهٌ عند هذا الأمير فاستأذِنْ لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عباس: فاستأذنَ الحُرُّ لعيينة فأَذن له عمر: فلما دخل عليه قال: هِيْ يا بنَ الخطاب!!! فواللهِ ما تُعْطينا الجَزْل ولا تَحْكم بيننا بالعدل!!!!! فغَضِبَ عمر حتى هَمَّ به، فقال له الحُرُّ: يا أمير المؤمنين: إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (خُذ العفو، وأْمُرْ بالعُرْفِ، وأَعْرِضْ عن الجاهلين) وإنَّ هذا من الجاهلين. فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافاً عند كتاب الله].






*ثم ذكرتني قصتنا بإحدى روائع التاريخ الإسلامي صدرت من حفيد الفاروق أعني "عمر بن عبد العزيز"، ففي فتوح البلدان للبلاذري 1/411: [لما استُخْلِفَ عمر بن عبد العزيز، وَفَدَ عليه قومٌ من أهل "َسَمْرَقند" فرفعوا إليه أن "قتيبةَ" دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين على غَدْرٍ، فكَتَبَ عمرُ إلى عامله يأمره أن يُنَصِّبَ لهم قاضياً يَنْظُر فيما ذكروا؛ فإن قضى بإخراج المسلمين أُخْرِجوا!!!!








فنَصب لهم ... "الباجي" فحكم بإخراج المسلمين على أن يُنابذوهم على سواء فكَرِهَ أهل مدينة "سمرقند" الحرب وأقروا المسلمين فأقاموا بين أَظْهُرهم .








سبحان الله، بكل بساطة يُرْفَع الأمر إلى القضاء الأعلى لِيَحْكُم بين كل المسلمين في المدينة وبين أهل المدينة من غير المسلمين، أليس هذا وقوفاً مع حدود الله؟








* وثالث القصص التي استحضرتها إزاء قصتنا في "الفلوجة" والتي تتجلى فيها مظاهر اطِّراح أهواء النفس وشهواتِها أمامَ حُكْم الله وشرعه، هي قصة تلك الصحابية الجليلة أم خَلاد فيما أخرجه أبو داود في السنن: ( باب فضل قتال الروم على غيرهم من الأمم ... جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها: "أم خلاد" وهي مُنْتَقِبَة تَسأل عن ابنها وهو مقتول، فقال لها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: جِئْتِ تسألينَ عن ابنك وأنت منتقبة!!! فقالت: إنْ أُرْزَأْ ابْني فلن أرزأَ حيائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابنُك له أجر شهيدين، قالت: ولمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه قتله أهل الكتاب )، والحياء من الإيمان، فلله درها من امرأة ما منعتها المصيبة من حفظ دينها وحيائها.





هذا هو تاريخنا أيها الغزاة، وهؤلاء هم آباؤنا، قد بَيَّضوا وجه التاريخ، فأرونا آباءكم، أرونا أنفسكم...أو دسوا رؤوسكم في تراب الخجل.





في سبيل الله قمنا * نبتغي رفع اللواء

ما لِحِزْبٍ قد عملنا * نحن للدين فـداء

بقلم: "ميسرة الغريب"عضو اللجنة الشرعية بجماعة التوحيد والجهاد
__________________