عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 01-07-2006, 10:11 PM
IBN OMAN IBN OMAN غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 14
إفتراضي

أبا بكر وعمر بن الخطاب كانا ضمن جيش أسامة.

فقد نقل ابن سعد في ( الطبقات ) : " فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح …" (الطبقات الكبرى - ج1 ص480) .

ونقل الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) : " فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة " (تاريخ الإسلام - كتاب المغازي ص714
) ، وقال في الجزء الخاص بتاريخ معاوية : " وفي المغازي أن النبي (ص) أمر أسامة على جيش منهم أبوبكر " (نفس المصدر السابق - ص176) ، وذكر ذلك ابن الجوزي في ( المنتظم ) (المنتظم - ج2 ص458) وابن الأثير في ( الكامل ) (الكامل - ج2 ص180) .

وقال ابن حجر في ( فتح الباري ) : " وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة …" (فتح الباري - ج8 ص152) .

ثم قال : " وقد أنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر أن يكون أبو بكر وعمر في بعث أسامة … " فرد عليه بذكر المصادر وهي أقوال ابن سعد وابن إسحاق ثم قال : " ذكر ذلك كله ابن الجوزي في المنتظم جازما به وذكر الواقدي وأخرجه ابن عساكر من طريقه " .

بل ابن كثير وهو تلميذ ابن تيمية في التعصب لم يجزم بعدم كون أبي بكر في جيش أسامة قال في ( البداية والنهاية ) : " في تنفيذ جيش أسامة بن زيد الذين كانوا قد أمرهم رسول الله (ص) بالمسير إلى تخوم البلقاء من الشام … وكان بينهم عمر بن الخطاب و أبو بكر.

عن ابن عبّاس قال :
لمَّا حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطَّاب ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـ « هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ».
فقال عمر :
ـ إنَّ النبيَّ قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله.
فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم النبيُّ كتاباً لا تضلُّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قاله عمر ، فلمَّا أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي ، قال لهم صلى الله عليه وآله وسلم :
ـ « قوموا ، ».
فكان ابن عباس يقول :
ـ إنَّ الرزية كلَّ الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. (صحيح البخاري 7 : 9 ـ كتاب المرض ، ومثله أيضاً 8 : 161 افست دار الفكر على طبعة استانبول)

بداية غاضبة
... لكن ذلك العاصم من الضلال... ضيّعوه...
ذلك الكتاب الذي ودَّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يمليه ، أبَوا عليه أن يخرج إلى النور...
حجبوه...
لكأنما مزّقوه...
فعلى من تقع تبعة هذه الخسارة التي تكبّدتها منذ تلك اللحظة أُمّة الإسلام ، وما زالت إلى اليوم تتكبدّها ، وتدفع ثمنها من دمها وعرقها ونصيبها في الحياتين ، جيلاً بعد جيل ؟..
من المسؤول ؟..
وهل عمر وحده الملوم ؟...
ولأيّ غاية كان هذا السلوك ؟.. (السقيفة والخلافة | عبدالفتاح عبدالمقصود : 240 ، مكتبة غريب مصر ، 1977. )

من هو صاحب الوصية ؟

سنكتفي هنا بذكر الآيات القرآنية الواردة بخصوص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما يتعلّق منها ببحثنا بشكل خاص.
يصف لنا القرآن الكريم شخصية الرسول من جوانب مختلفة ، إلاّ إننا سنلقي نظرة على أُمور معينة منها :
الأمر الأول ـ أنه معصوم من الخطأ ، يقول القرآن الكريم في صدد ذلك : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إنْ هُوَ إلأَ وَحْيٌ يُوحَى )
( يَا أيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِن رَبِّكُمْ )
( مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )
وهذه آيات محكمات تبيّن أن وظيفة الرسول تحتاج إلى هداية ربانية تمنعه وتحرسه من الخطأ والنسيان والسهو وارتكاب حتىالصغائر ، ليصلح بذلك أن تقتدي به الناس ، وإلاّ انتفى ذلك من الأصل.
الأمر الثاني ـ أنه جاء بالهدى والبينات ودين الحق ، ولنقرأ بشيء من التدقيق هذه الآيات الكريمات :


( هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُوْلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْن الْحَقّ... )
( لَقَدْ أرْسَلْنَا رُسُلَنا بِالبَيِّنَاتِ.. )
( ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إلى قَومِهِم فَجَاءُوهُمْ بِالبَيِّناتِ... )
( قَالُوا أوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى.. )
( وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالبَيِّناتِ )
الأمر الثالث ـ أنه بشير بالغفران والجنة ، ونذير من العذاب والسخط ، اقرأ هذه الآية : ( إنَّا أرْسَلْنَاكَ بِالحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً... ) فوظيفته صلى الله عليه وآله وسلم أنه يبشر الناس إذا عملوا الصالحات ، ويحذرهم من عمل السيئات.
الأمر الرابع ـ أن طاعته واجبة ، وهذا ما دلّت عليه الآيات التالية :
( وَمَا أرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلاّ لِيُطَاعَ بِإذْنِ اللهِ )
( قُلْ أطِيعُوا اللهَ وَالْرَّسُولَ )
( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِن الْنَّبِيينَ وَالْصِّدِّيْقِينَ وَالْشُّهَدَاءِ وَالْصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلئِكَ رَفِيْقاً )

( وَأقِيمُوا الصَّلأةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ... )
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )
( أطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلأ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأنْتُمْ تَسْمَعُونَ )
( وَأطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلأ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا.. )
الأمر الخامس ـ أن طاعته طاعة لله سبحانه ، كما يقول سبحانه وتعالى : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ ) وقد أكد سبحانه وتعالى على ضرورة طاعة الرسول وربطها بطاعته لكي لا يبقى لمتحجج حجة ، ولا ينبري شخص ويقول : إن من فضل وقوة الشخصية الفلانية أنها تراجع وتجادل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
الأمر السادس ـ عدم جواز عصيانه ومشاقّته ، فلنقرأ الآيات كما جاءت في القرآن الكريم :
( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً )

( فَلأ تَتَنَاجَوا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ )
( وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خَالِداً فِيهَا.. )
( وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلألاً مُّبِيناً )
وليس معصية الله والرسول تكون فقط في الكفر والشرك والنفاق ، بل إن جحود أو ردّ أي شيء على الرسول وعدم قبوله ، هو معصية بدليل قوله تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) ، وقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلأ مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أمْراً أن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ )
الأمر السابع ـ على المؤمن أن يُسلّم لأمر الله ولأمر رسوله ، ويستجيب له نفسياً وروحياً ، اتلُ هذه الآيات :
( أفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لأ تَهْوَى أنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ )
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم )
( إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أن يَقُولُوا سَمِعْنا وَأطَعْنَا )

هذه جملة أمور تطلعنا على منزلة الرسول العظيمة ، وتحدّد واجباتنا نحوه ، وتمنعنا من معصيته ومجادلته ، وتأمرنا بطاعته والاستجابة لأوامره ونواهيه.
وما نرجوه أن يتفحص القارىَ الكريم الآيات المذكورة ويحكّم عقله مع آيات الذكر الحكيم ليقترب من حقيقة هذه الشخصية الرائعة وعلو الدرجات التي تسنّمتها لتصل إلى هذا اللطف الإلهي النادر.

منقول للفائده
__________________
××× تم حذف التوقيع من قبل المشرف ×××