عرض مشاركة مفردة
  #137  
قديم 23-05-2006, 08:51 PM
البائع نفسه البائع نفسه غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 587
Smile

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى: إن من الكفر الأكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين في الحكم به بين العالمين، والرد عليه عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومنابذة لقول الله عز وجلّ: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} .

قال الله تعالى: {إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أُمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} .
عن عدي بن حاتم قال أتيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله{ قال محمد صلى الله عليه وسلم: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه.

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أما إنهم لم يكونوا يصومون لهم، ولا يصلون لهم، ولكن كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً أحله الله لهم حرموه، فتلكم ربوبيتهم.

قال البغوي في التفسير: فإن قيل وإنهم لا يعبدون الأحبار والرهبان قلنا: معناه أنهم أطاعوهم في معصية الله واستحلوا ما أحلوا، وحرموا ما حرموا، فاتخذوهم كالأرباب.

قال السدي: استنصحوا الرجال، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ولهذا قال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً أي الذي حرم الشيء فهو الحرام، وما حلله فهو الحلال، وما شرعه اتبع، وما حكم به نفذ {لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون{ أي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد، لا إله إلا هو ولا رب سواه.


كذلك من الأدلة على كفرهم لعنهم الله معاونتهم ومظاهرتهم لأعداء الله من اليهود والنصارى ومحاربتهم لأولياء الله من المجاهدين الموحدين قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتوّلهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين{ .

قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى {ومن يتولهم منكم{ أي يعضدهم على المسلمين {فإنه منهم{ بين تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد.

قال الشوكاني رحمه الله: قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم{ أي فإنه من جملتهم وفي عدادهم، وهو وعيد شديد فإن المعصية الموجبة للكفر هي التي بلغت إلى غاية ليس وراءها غاية -إلى أن قال في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه{ - وهذا شروع في بيان أحكام المرتدين بعد بيان أن موالاة الكافرين من المسلم كفر، وذلك نوع من أنواع الردة.

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم{ فيوافقهم ويعينهم {فإنه منهم{ .

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ضمن نواقض الإسلام التي يكفر بها المسلم، قال: الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.




يتبع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يتبع