عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-07-2006, 03:46 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Post الحلول التي طرحتها رايس والحلول التي طرحها بري والسنيوره

الحلول التي طرحتها رايس والحلول التي طرحها بري والسنيوره
((شروط رايس تضيع تحت ركام الدمار ))


في اليوم الثالث عشر من الحرب الاسرائيلية المفتوحة ضد لبنان برا وبحرا وجوا، اختارت <القابلة القانونية> ل<الشرق الاوسط الجديد>، وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، بيروت، محطة اولى، في اطار جولة تشمل القدس المحتلة ورام الله، وذلك في خطوة حملت في طياتها اكثر من دلالة، ابرزها التوكيد على ان لبنان هو <المعتدي> وبالتالي <فإن اي تسوية يجب ان تأخذ في الاعتبار امن شمال اسرائيل>، كما قالت رايس لرئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وعلى عكس ما روّجت له بعض وسائل الإعلام، فإن الصحافيين المرافقين لرايس، وكذلك معظم المعلقين في اسرائيل، رددوا قبل وصولها وبعد انتهاء محادثاتها ان الاجتماع مع الرئيس بري كان هو الابرز في برنامجها اللبناني، اما البقية فكانت عبارة عن محاولة إما لابلاغ رزمة الافكار الاميركية المطروحة او <الاستماع> كما حصل في اللقاء الذي جمعها بقوى14 اذار إلى مأدبة طعام في السفارة الاميركية في عوكر.
وبدا من خلال الساعات القصيرة التي قضتها في بيروت ان النتيجة صفر، كونها لم تجد من يقبل بالكامل ب<الاجندة> السياسية التي طرحتها، والتي ستذهب بها الى روما، حيث يحاول الاميركيون التركيز على المؤتمر الدولي <باعتباره محطة لتوفير الدعم الانساني والاقتصادي للبنان وتكريس الممرات الانسانية الآمنة واستكشاف الآفاق السياسية للحل النهائي>، كما قالت رايس خلال المحادثات مع رئيس الحكومة وبقية اعضاء الجانب اللبناني، وهو الامر الذي جعل بعض مصادر السنيورة تستنتج ان <الحل النهائي> الذي تطمح واشنطن في الوصول اليه <لا يزال بعيدا ويحتاج الى موافقة اكثر من طرف وحتى الى ظروف لم تنضج بعد>.
وربما كان المقصود من <الظروف>، البعد الميداني، الذي ذهبت رايس لتلمسه لدى القيادة السياسية في اسرائيل، من اجل استمرار تأمين المظلة السياسية الاميركية للعدوان على لبنان، قبل ان تفاجأ بالتقديرات والاصوات القائلة بان <الاهداف العسكرية باتت بعيدة عن التحقق وصارت الصورة ضبابية عندنا، خاصة بعد معركة مارون الراس>، على حد تعبير احد المعلقين في تل ابيب.


إن اللافت للانتباه ان الوزيرة الاميركية لم تتحدث ابدا في اعقاب اجتماعاتها مع الرئيسين بري والسنيورة الا ان ما تسرب من معلومات عن اجتماعها برئيس الحكومة بحضور وزير الخارجية فوزي صلوخ، بيّن أن رايس قدمت عرضا سياسيا شاملا تضمن رزمة افكار ل<الحل النهائي> يتضمن وقفا للنار (لا يعلن عنه) ولا يشمل تبادل الاسرى <ولكنه يفضي الى بسط سلطة الدولة على جميع الاراضي اللبنانية، اما النقطة المركزية في شروط وقف النار فهي ان لا عودة الى ما قبل الثاني عشر من تموز ولا وجود لاي سلاح غير شرعي في لبنان>، على حد تأكيد بعض المصادر التي اطلعت على مضمون محادثات السراي
واضافت المصادر ان بين الشروط التي حددتها رايس لوقف النار الآتي:
أولاً الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين.
ثانيا اقامة منطقة عازلة تنتشر فيها قوة دولية (اوروبية على الارجح) لفرض الهدوء والاستقرار في منطقة الحدود.
ثالثا إبعاد <حزب الله> بعمق عشرين كيلومترا عن الحدود.
رابعا نشر الجيش اللبناني.
خامسا نزع سلاح <حزب الله>.
سادسا عودة النازحين.
سابعا تقديم مساعدات للبنان.
وحسب المصادر نفسها، فإن رايس اهملت اي ذكر لموضوع مزارع شبعا والاسرى اللبنانيين، ورفضت اي اعلان فوري لوقف النار لانه سيفسر انتصارا ل<حزب الله> وسوريا وايران، وشددت على تطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرار .1559
وقد عرض السنيورة خلال الاجتماع فداحة العدوان الاسرائيلي المستمر وما خلفه من اضرار، وابلغ الوزيرة الاميركية ان اسرائيل لا تستهدف في عدوانها <حزب الله> بقدر ما تستهدف لبنان واللبنانيين وهي بذلك تعيد لبنان الى الوراء نحو 50 سنة.
وقد شدد السنيورة على ضرورة العمل على وقف سريع لاطلاق النار والبحث بحل متكامل يعالج المشكلة من اساسها في لبنان كي لا يعاد تكرار المأساة التي يعاني منها لبنان كل عدة سنوات، على ان يضمن الحل عودة الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتسليم خرائط الالغام المزروعة في الاراضي اللبنانية تمهيدا لبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، وتكون بذلك صاحبة السلطة الوحيدة على لبنان بكامله بما في ذلك مزارع شبعا. !
وحسب المعلومات التي توفرت عن لقاء رايس مع الرئيس بري على مدى خمس وخمسين دقيقة، فإن وزيرة الخارجية الاميركية طرحت سلة شروط للحل دفعة واحدة، تتضمن:
وقف اطلاق النار، تعزيز قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب بقوة دولية معززة، تعزيز سلطة الدولة اللبنانية عند الحدود (نشر الجيش اللبناني)، ابتعاد <حزب الله> الى شمال الليطاني، عودة النازحين، تقديم مساعدات مادية لاعادة الاعمار.
وخلال لقاء عين التينة، لم تأت رايس على ذكر موضوع الجنديين الاسرائيليين، وعندما وصلت الى عوكر تذكرت انها لم تتطرق الى موضوع مزارع شبعا، فاتصلت بوزير الخارجية فوزي صلوخ وطلبت منه ان يبلغ بري ان مزارع شبعا <ضمن السلة التي طرحتها>!
واللافت في ما طرحته رايس ان وقف النار وعودة النازحين يأتيان في آخر السلة، وفهم من كلامها خلال اللقاء مع رئيس المجلس ان عودة النازحين تتم بعد تعزيز الطوارئ. الامر الذي يخشى معه من ان تستخدم عودة النازحين كعنصر ابتزاز للبنان في المرحلة المقبلة.
وفي المقابل، ابلغ الرئيس بري الوزيرة الاميركية رؤية للحل تقوم على وقف فوري لاطلاق النار، الشروع فورا بمفاوضات تؤدي الى تبادل الاسرى، عودة النازحين الى اماكنهم (وهذه المسألة اكثر من ضاغطة، ولا يحتمل البلد استمرارها، حيث هناك ما يزيد على 700 الف الى 800 الف نازح).
وقال بري مخاطبا رايس <انا مستعد شخصيا، وعلى مسؤوليتي، للوصول الى تبادل سريع للاسرى وبعد مفاوضات تتولاها الحكومة اللبنانية وطرف ثالث>.
اما المرحلة الثانية من الحل الذي قدمه بري فتعني الاستعداد لبحث ومناقشة كل الامور المطروحة، ضمن الاطر اللبنانية، سواء على مستوى طاولة الحوار التي ارجئت من اليوم وحتى اشعار آخر او من خلال اطر جديدة يتم التوافق عليها بين اللبنانيين.
وقال بري لرايس عندما كانت تلح على وقف اطلاق الصواريخ وحماية امن شمال اسرائيل باعتباره اولوية اميركية: <اعذريني، فأنا لا استطيع ان اساعدك. عندي 800 الف لبناني في الشارع. هناك كارثة حقيقية. انها معركة الطائرة ضد الاطفال. هم لا يحاربون <حزب الله> بل اطفال لبنان وكل الشعب اللبناني>. وقال انه يرفض منطق السلة الكاملة بالطريقة التي طرحتها رايس، داعيا الى وضع آلية مختلفة من اجل ايجاد حل، مشددا على اولوية وقف النار.

__________________