عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 26-07-2006, 12:49 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation

نعم أختي الفاضلة العنود النبطية لقد اسـتخدمت أميركا حق الفيتو لمنع مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قـرار بوقف إطلاق النار في لبنان، ولم تكتف بهذا القـدر بل أرسلت وزيرة خارجيتها إلى المنطقة ليس لإطفاء النار، بل للحيلولـة دون إطفائهـا قبل أن تعطي نتائجها، ومنع اتخـاذ قرار أوروبي في مؤتمر روما يطلب وقف إطلاق النار بموجب صفقة متكافئة.

تريد أميركا إعطاء إسرائيل مهلـة كافيـة لتواصل عدوانهـا حتى تتم تصفيـة حـزب الله، باعتبار ذلك الخطـوة الأولى نحو ضرب إيران بنـزع واحدة من أوراقها، أما الخطوة الثانية تمهيدا لتلك الضربة فهي فك الارتباط بين سـورية وإيران، الأمر الذي لو تم يشكل ضربة موجعة لنفوذ إيران في المنطقة، ويعزلها تمهيدا لضرب منشـآتها الذرية، بدون نتائج جانبية أو تداعيات سلبية.

تصفية حزب الله بحاجة لحرب طلب من إسرائيل أن تأخـذها على عاتقها، ولها ثمن باهـظ يراد للبنان أن يدفعـه. أما فك ارتباط سـورية بإيران فلـه ثمن تسـتطيع أميركا أن تقدمـه ولو على حسـاب إسرائيل ولبنان.

علاقة سـورية بإيران علاقة اسـتراتيجية راسخة، والتخلي عنها تلبية لطلب أميركي ليس سهلا، وبحاجة لقبض ثمن كبيـر لا يقل عن إعادة الجولان إلى السيادة السـورية، وإغلاق ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ورفع اسم سـورية من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، والاعتراف لسورية بدور إقليمي مميز، فهل أميركا جاهزة لدفع هذا الثمن؟.

يبدو كأننا على وشـك رؤية صفقـة أميركية شاملة لإعادة صياغة ما تسـميه أميركا شـرق أوسط جـديد، عن طريق وضع جميع القضايا المعلقـة على مائدة البحث للبت بها مرة واحدة وهي : حزب الله، حماس، الجولان، العراق، الدولة الفلسطينية، السـلام العربي الإسرائيلي، الإرهاب، النفوذ الإيراني، المشروع الذري الإيراني، إعادة توزيع الأدوار الإقليمية.

ليس من الضروري أن يسـتفيد أصدقاء أميركا وحلفاؤهـا من مثل هـذه الصفقة الشاملة، بل على العكس من ذلك فإن هؤلاء سيخضعون لضغوط قوية ليقدموا الأثمان التي تطلبها الأطراف الأخرى، وقد يتحول بعضهم إلى جوائز تقدمها أميركا لهذه الجهة أو تلك.

إذا استطاعت الإدارة الأميركية أن تضع وتنفـذ صفقة شاملـة مقبولة للجميع تعيد السلام والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسـط، فإن بوش سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ويبـدأ اسـتعداده لتسـلم جائزة نوبل للسـلام قبل انتهاء ولايتـه.

بدأنا بتشخيص واقع ملموس على الأرض، وانتهينا بشطحة مجنحة في مجاهيل الفضاء.

ومن جانب آخر، من يراقب العنف الاميركي في العراق، والعنف الاسرائيلي في فلسطين وفي لبنان، يجد ان القتلى العرب يبلغ مجموعهم ما يزيد عن العشرات كل يوم، ويجد ان الجرحى يصل عددهم الى المائة، ويجد ان الدمار يشمل مناطق هذه الاقطار العربية. ومن يراقب العنف الاميركي والعنف الاسرائيلي، يكتشف انهما عنف واحد ومتماثل ومتشابه ومنطلق من عقلية واحدة، او من عقليتين متحالفتين ومتفقتين. ومما يؤكد هاتين الحقيقتين، ان الطرف الاسرائيلي لا يعترض على الغزو الاميركي للعراق، ولا ينتقد العنف اليومي ضد الاشقاء، وان الطرف الاميركي لا يسعى الى ارغام اسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بفلسطين وبالمناطق المحتلة في سورية ولبنان، ولا يسعى على وضع حد للعنف والارهاب في فلسطين وفي لبنان، وهذا التأكيد للحقيقتين المذكورتين، يدل على انه حقيقة ثالثة ترفع من شأن تحالف الطرفين، وتدل على التنسيق المشترك، والمعاداة المتفق عليها ضد أبناء الأمة، وضد كل الدول التي تتطلع اليها الادارة الاميركية عبر نظرة استعمارية ومصلحية!

ولأن قوات الاحتلال الاسرائيلي قد فشلت في الحاق الاذى بحزب الله، ولان حسن نصر الله قد اكد عدم اصابة اي شخص من اعضاء الحزب، فان الادارة الاميركية قررت مساعدة هذه القوات، كي تتمكن من تجنب الفشل، وذلك عن طريق نقل «قنابل ذكية» من قاعدة «العديد» في قطر الى اسرائيل، لاختراق خنادق حزب الله، وسيكون عدد هذه القنابل حوالي مائة قنبلة، وان كل قنبلة تستطيع ان تتغلغل في الابنية وفي الارض، الى درجة الوصول الى ما لا يقل عن أربعين مترا! وهذا الدعم الأميركي لاسرائيل، يؤكد التحالف الثنائي، ويؤكد الانسجام بين الجهتين، ويؤكد صحة الحقائق الواردة في اعلاه.

وما دامت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية قد وصلت الى المنطقة، واجرت اتصالات ولقاءات مع كثير من المعنيين بأمر العنف الاسرائيلي الموجه الى لبنان، فان تصريحاتها ومواقفها اثبتت صحة التحالف الاميركي الاسرائيلي، واثبتت حقيقة التعاون والتشارك في الغايات، الامر الذي لا يجعل الكيان الصهيوني هو العدو الوحيد للامة العربية، بل يجعل الشريك الآخر هو العدو المنسق للارهاب والعنف ضد أبناء الأمة وضد ديارهم!.
__________________