أحداث و عبر
مرت 6 أشهر على أحداث جوان 91 ، اعتقل خلالها قادة و مناضلوا الجبهة الإسلامية للإنقاذ و كثير من أبناء الشعب وأعلنت الحرب على المساجد فكانت تحاصر كل جمعة من طرف قوات النظام ثم تقتحم بالأحذية القذرة للقبض على الإمام بتهمة التحريض و على المصلين بتهمة الصلاة خارج المسجد لأنه نزلت فتوى عاجلة من طرف وزير الفسوق و الخنى وزير الداخلية و كذا والي العاصمة السكير"بحرمة الصلاة في غير أماكن العبادة" و نسوا أن من بين العطائات التي أعطيت لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لم تعط لغيره قوله "و جعلت لي الأرض مسجدا..."
في مسجد النصر أوقف أحد الشيوخ الطاعنين في السن ضابطا و نبهه أنه لا يجوز له دخول المسجد بحذائه فما كان منه إلا أن أخرج مسدسه و أفرغ الحاوية في جسد ذلك الشبخ المسكين الذي خر صريعا في مكانه و بقيت تلك البقعة ملطخة بالدماء لعدة أيام.
في مسجد آخر اقتحم أبناء الزنا هؤلاء المسجد ليلا بحثا عن الأسلحة المزعومة و لما لم يجدوا شيئا بالوا في المحراب و قطعوا المصاحف و أخذوا معهم أكثر من 500 مجلد من مكتبة المسجد و للشهادة التاريخية فإن هذه الأحداث جائت متسلسلة و ليست في ليلة واحدة و دخلوا مرة ثم انسحبوا مطلقين النار في كل جنبات المسجد.
في حي قريب من العاصمة أطلق أحدهم الرصاص على دورية ثم دخل المسجد و خرج منه وبقي يتفرج على "المدد" و هو يدك المسجد بالمتفجرات و الناس مشدوهون مما يرون....و تكررت عملية التهديم هذه في الكثير من المناطق في البلاد و تبين فيما بعد أن الأوامر كانت تأتي من جهات علبا في السلطة التي كانت تكره صوت الآذان حتى في التلفزيون فأوقفته و هدمت المساجد و لكن ما كانت تخبأه الأيام أكبر من هذا بكثير...
الموضوع القادم: الإنقلاب المشؤوم و بداية شلال الدماء...شواهد من المواجهات اليومية
|