نعم قد نكون على حق عندما نقول أن مقاطعة أميركا لن تجدي بذي نفع علينا، ولكنها لا بد إلا أن تؤثر في الاقتصاد الأميركي، فالاقتصاد الأميركي يعاني من ركود جامد منذ ما قبل أحداث أيلول، وكل تغير سلبي مهما كان طفيفاً لا بد إلا أن يؤثر عليه. ولا ننسى أمراً مهماً وهو المبالغ العربية الضخمة المستثمرة في أميركا، والتي عمدت أميركا إلى وضع قيود على سحبها.
إن للمقاطعة أشكال حكيمة وأخرى عقيمة، نعم انا أقاطع البضائع الأميركية الصنع والمنشأ، إلا أن لا أقاطع البضائع الأميركية المنشاً فقط، لأعطي مثلين صغيرين، فكما ذكر سابقاً فإن البيبسي أصبح يصنع أو يعبأ في أغلبية البلدان، وأنا حين أقاطع هذه السلعة إنما أقاطع مصنعاً محلياً تعتمد عليه ألوف العائلات في بلدي، والأمر نفسه مثلاً ينطبق على سلعة مثل "تشكلتس" أي أن هذا المصنع هو مصنع محلي يوظف ألوفاً من العمال الذين سفقدون عملهم إن أقفل المصنع.
فالمقاطعة إذن تكون على هذه السلع الأميركية مئة بالمئة وأولها السجائر. ما البديل عن كل هذه الأمور المذكورة أعلاه؟
يمكننا أن نستبدل أميركا ببلدان أقل عداوة منها (ولا أقول أكثر صداقة) كدول الاتحاد الأوروبي أو دول جنوب شرق آسيا، هذا في مرحلة أولى أما في المرحلة الثانية فيتم تفعيل الصناعات المحلية للوصول إلى مرحلة الاعتماد على النفس او على الخبرات العربية.
