عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 19-08-2005, 04:57 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

بسم الله

وصلت الطائف قادماً من الجنوب ( وإن تيسر لي الأمر حدثتكم
في موضوع آخر بمارأيت في الجنوب ،، أبها وضواحيها )
توجهت إلى الميقات وكان ذلك عند أذان المغرب
اغتسلت ولبست إحرامي
ثم صليت المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ، ثم أديت السنة
ثم توكلت على الله متجهاً إلى مكة ، مع طريق كرى
ذلك الطريق الجبلي المخيف ، وأنصح بعدم الذهاب معه في الليل
خاصة إللي شوفهم ضعيف مثلي
المهم وصلت الحرم ، وكان زحام شديداً ، وبالكاد
وجدت موقفاً لسيارتي ، ومن رحمة الله تسهل السكن ، لأن ابن عمي
سبقني وحجز لي بجانبه شقه ، اتجهت إلى الحرم دخلت المسجد الحرام
الساعة العاشرة تقريباً ، وياسبحان الله ، زحام شديد
توجهت إلى الكعبة لأطوف بحثت عن خط البداية ، فلم أجده
وعلمت أنه أزيل وحمدت الله على ذلك لأنه يسبب زحاماً شديداً
وبعض العامة يعتقد في هذا الخط فتجد بعضهم يصلي عليه
وبعضهم يقف عليه طويلاً مما يسبب إزدحاماً وربما وقوع بعض
المعتمرين بسسب هذا الوقوف ،
حاذيت الحجر الأسود ورفعت كفي وقلت بسم الله الله أكبر
ثم طفت سبعة أشواط والحمد لله ، بعدها صليت ركعتين خفيفتين ، ثم توجهت
إلى المسعى وسعيت بين الصفا والمروة ، بعدها حلقت شعري
بالموس والحمد لله أنهيت عمرتي بكل يسر وسهولة

وفي الغد صليت العصر في الحرم وبعد الصلاة جلست أتفكر في عباد الله
بين قاريء للقرآن وبين داعي يطلب من ربه حاجته ، همهم واحد
ورجائهم بأن يقبل الله منهم ولا يردهم خائبين

وبينما كنت أهم بقراءة القرآن ، إذ أنا أرى صبياناً
أعدادهم بين العشرين إلى الثلاثين يتحلقون حلقة وكل واحد منهم
معه مصحفه وأعمارهم دون الخامسة عشر
ومثلهم حلقة ثانية وثالثة ورابعة ، كل حلقة يختلف أعمار
طلابها عن الحلقة الأخرى ،،
حضر المعلم وجلس في مكانه وأتى الصبية يسلمون عليه
وبعد أن انتهوا من السلام عاد كل طالب إلى مكانه
اشتاقت نفسي للاقتراب والاستماع إلى حفظ هؤلاء الصبية
وعزمت الأمر ، اقتربت وسلمت على معلمهم وهو رجل في الأربعين
من عمره تقريباً تبدو عليه السكينة والوقار
وقلت له هل من الممكن أن أجلس معكم وأستمع إلى تلاوة هؤلاء الطلاب
فقال لي : على الرحب والسعة لكن نحن نبدأ الساعة الخامسة ، يعني
بعد نصف ساعة تقريباً ، الآن نقوم بالتحضير ونسأل الغائب بالأمس
عن سبب غيابه ، أخذت أتجاذب معه أطراف الحديث
وكان حديثاً ممتعاً ومما جاء فيه وأجابني على أسئلتي
أن أعددا طلاب هذه الحلقة ثلاثون طالباً وأعمارهم بين الثانية عشرة
والخامسة عشرة ، وتبدأ الحلقة من بعد صلاة العصر إلى أذان العشاء
كل واحد نراجع له ماحفظه بالأمس ثم نعطيه مقطعاً جديداً ، وهكذا
وقال أحدهم وأشار إليه يحفظ القرآن كاملاً ، وقد استغرق في حفظه
سنتين ونصف ، وعمره ثلاث عشرة سنة
المهم كان حديثاً شيقاً مع ذلك المعلم جزاه الله خيراً

بصراحة وأنت جالس في الحرم إما أن تقرأ القرآن ، أو أن تستغفر ربك
وتدعوه تشعر بحلاوة ونشوة الطاعة ، أسأل الله أن يتقبل مني ومنكم .

ومما يشد انتباهك الجهود الجبارة والخدمات المميزة التي تبذل
لراحة زوار الحرم الشريف ،
وستتعجب من عمال النظافة عندما يمدون الحبل ويبدأون بالتنظيف
والدخول بين الجموع الغفيرة في تنظيم وسلاسة عجيبة
ثم يخرجون إلى مكان آخر بعد أن ينهوا مهمتهم ،،

أيضاً مما رأيته في هذه الزيارة إبعاد مكان ماء زمزم
والذي كان في صحن المسجد الحرام وكان يسبب زحاماً شديداً
أما الآن فإنك تجد صنابير ماء زمزم في كل مكان بعيداً عن الزحام
وتجد ترامس الماء في كل بقعة ، أسأل الله أن يجازي
القائمين على خدمة الحرم كل خير وأن يوفقهم ويعينهم

أيضاً هناك سماعات عند بوابات الحرم ( كسماعات الهاتف )
وهي مخصصة للفتوى فأي شيء يشكل عليك ماعليك إلا رفع السماعة
وسيجيبك شيخ ذو علم وفقه .

بعد هذا كله ألا يستحق ولاة أمرنا أن ندعوا لهم
بأن الله يجازيهم خيراً على مايقومون به خدمة لهذا البلد الأمين ؟!
أسأل الله أن يديم علينا أمننا وإيماننا
وأن ييسر أمر كل من أراد زيارة البيت العتيق وأن يرده
إلى أهله سالماً غانماً ،،
وتقبل الله منا ومنكم
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..