عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 23-08-2007, 01:03 PM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي تابع أيها الولد

فاعلم أنه ينبغي للسالك شيخ مرشد مرب، ليخرج الأخلاق السيئة منه بتربيته، ويجعل مكانها خلقًا حسنًا، ومعنى التربية يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك، ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع ليحسن نباته، ويكمل ريعه، ولابد للسالك من شيخ يؤدبه ويرشده إلى سبيل الله تعالى. لأن الله أرسل للعباد رسولاً للإرشاد إلى سبيله فإذا ارتحل قد خلف الخلفاء في مكانه، حتى يرشدوا إلى الله تعالى.


وشرط الشيخ الذي يصلح أن يكون نائبًا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه أن يكون عالمًا، ولكن.. لا كل عالم يصلح للخلافة، وإني أبين لك بعض علامته على سبيل الإجمال؛ حتى لا يدعي كل أحد أنه مرشد فنقول: من يعرض عن حب الدنيا وحب الجاه، وكان قد تابع لشخص بصير تتسلسل متابعته إلى سيد المرشدينe، وكان محسنًا رياضة نفسه من قلة الأكل والقول والنوم وكثرة الصلوات والصدقة والصوم، وكان بمتابعة الشيخ البصير جاعلاً محاسن الأخلاق له سيرة، كالصبر والصلاة والشكر والتوكل واليقين والقناعة وطمأنينة النفس والحلم والتواضع والعلم والصدق والحياء والوفاء والوقار والسكون والتأني وأمثالها، فهو إذًا نور من أنوار النبي، يصلح للاقتداء به، ولكن وجود مثله نادر أعز من الكبريت الأحمر، ومن ساعدته السعادة فوجد شيخًا كما ذكرنا، وقبله الشيخ، ينبغي أن يحترمه ظاهرًا وباطنًا، أما احترام الظاهر فهو أن لا يجادله، ولا يشتغل بالاحتجاج معه في كل مسألة وإن علم خطأه، ولا يلقي بين يديه سجادته إلا وقت أداء الصلاة، فإذا فرغ يرفعها، ولا يكثر نوافل الصلاة بحضرته، ويعمل ما يأمره الشيخ من العمل بقدر وسعه وطاقته.



وأما احترام الباطن: فهو أن كل ما يسمع ويقبل منه في الظاهر لا ينكره في الباطن لا فعلاً ولا وقولاً؛ لئلا يتسم بالنفاق، وإن لم يستطع يترك صحبته إلى أن يوافق باطنه ظاهره.


ويحترز عن مجالسة صاحب السوء؛ ليقصر ولايته شياطين الجن والإنس من صحن قلبه، فيصفي عن لوث الشيطنة، وعلى كل حال يختار الفقر على الغنى.
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
الرد مع إقتباس