[عِــذاب]

أعطيك ما أملك..مقابل هذا الحصان .
-حلم بعيد..حلم بعيد..أن أدعك تمتلك ( المحجل )
-ولكن..لي فيه كما لك..أم نسيت؟!!
-لا !!هو لي ..وهبني إياه أبي هو والبغلة والدار .
- وأنا أخوك الشقيق !!..ماذا ابقيت لي؟..وكيف ورتك إياه أبي ؟..بأي حق تستولي على كل شيء..
-ألا تكفيك حجرة في الدار ؟!!
- لا..أريد المحجل ..وإلا احتكمت للأهل والجيران...لي كما لك في ورث أبي ..
-اصمت...
حسنا ..أعطيك البغلة..ونصف الدار...ونعود إخوان..
-بل اريد فقط المحجل ..
هبني المحجل ولن تراني بعد الآآن.
-نلعب لعبة أهو أنت؟
- أهو وقت لعب يا أخي ..أنا املي المحجل وحلمي ..
-نلعب لعبة أهو أنت...واكسب المحجل ..او تخسر كل شيء .
او خذ البغلة ونصف الدار..وارحل عني ..
-حسنا ..سنلعب لعبة أهو أنت..

عاد في اليوم الثاني ..وقد لبس رداء الشيوخ وتلثم بغطاء أغبر ..وطرق الباب
-من بالباب ؟
-مسكين على باب الله..
-هو أنت..هو انت...خسرت الرهان...وبقي لك كرتان..فقط..كرتان

رجع خائبا ..يجب أن املك المحجل
انتظر بضع أيام ولبس ثوبا للنساء وطرق بلطف الباب
- من بالباب ؟
رقق صوته وقال :
- أهذا منزل أم سلمان؟
فتح أخوه الباب وأطلق الضحكات: هو أنت..هو أنت...ما استطعت أن تخفي يديك المعروقتين..بقي لك مرة واحدة...

احس بانكسار..هجر الديار...قد ضيع المحجل والدار ..هام بالصحراء، لوحت وجهه شمس الصيف ..وتشققت قدماه..وانطفأ الأمل في عينيه..كان حلما ..جميلا المحجل.
في ليلة غاب الدفء عنها سرى ثعبان على رائحة الروح ودفء الأنفاس ..نهش وجهه..واستطاع بيد أن يخنق الثعبان..واليد الأخرى تكف الدم عن الجريان..
وابتعد الحلم أكثر ...
عاد للديار ..ومر على أخيه..وقال :
- سلام يا صاحب الدار
-وعليكم السلام يا شيخ..تفضل معنا للإفطار ..
-لم تعرفني ؟
هبني المحجل ....هو لي الآآن
- أهو أنت؟
- هبني المحجل ..
-ووجهك؟؟!!!
- نعم...وجهي هذا ....هبني المحجل..
-نكس أخوه رأسه..واخذ البغلة وسلمه المحجل ..

بقفزة رشيقة كان يمتطيه..
بقفزة قصيرة....عبر كل الوديان فيه..
ترك اللجام...وفتح ذراعيه يحضن الدنيا ...
حلق وطار......أمتلكت المحجل .

انتهى.