[ابو حمد]

هذا طفل يسأل والده وهو في مستوطنة يهودية في بلدنا فلسطين

يا أبي … يا أبي هذه روابينا تغشاها سكون الموت
أدماها الضجر
هذه قريتنا تشكو
وهذا غصن أحلامي انكسر
يا أبي وجهك معروق
وهذا دمع عينيك أنـهمر
هذه قريتنا … هذه قريتنا كاسفة الخدين
صفراء الشجر
مالذي يجري هنا يا أبي ؟!!!
هل نفض الموت التتر ؟!
يا أبي هذا هو الفجر تدلى … تدلى فوقنا من جانب الأفق
ها هو المركب في شاطئنا الغالي رسى
غير أن ما سمعنا يا أبي صوت الأذان … عجباً !!! صوت الأذان ؟!!!
منذ أن أصغيت للجدة تروي من حكايات الزمان
كان في الماضي وكان
منذ أن أدركت معنى ما يقال
وأنا أسمع تكبير أذان الفجر
تنساب على هذه التلال
فلماذا سكت اليوم ؟!!!
فلماذا سكت اليوم ؟!!!
فلم أسمع سوى ردع السؤال
يا أبي … يا أبي
هذا هو الفجر ترامى في الأفق
هذه الشمس تمادت في عروق الكون
ساحة في الطرق
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم صوت الأذان ؟!!!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!!!
يا أبي … يا أبي كنا على التكبير نستقبل أفواج الصباح
وعلى التكبير نغدوا ونروح
وبه تنتعش الأنفس تلتئم الجروح
وبه عطر أمانينا يفوح
فلماذا يا أبي … فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذان ؟!!!
ولماذا أشتدت الوحشة في هذا المكان

هذا طفل واحد من آلاف الأطفال الذين حرموا معنى الطفولة وحرموا العيش مثل أطفال العالم الذين ينعمون بين أهليهم وذويهم في أمن وأمان ونعم لا تعد ولا تحصى فلا ننسى أطفال المسلمين في كل مكان في فلسطين وفي أفغانستان وفي العراق وفي الشيشان وفي كشمير وفي الفلبين وفي كل بقاع الأرض
أسأل الله ان يرفع البلاء عن المسلمين في كل مكان وأن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم