عرض مشاركة مفردة
  #61  
قديم 15-07-2003, 07:20 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي

[color=black]الرد الشافي لم تنقصة العالي ,,,





سماحة السيِّد حسن نصرالله
"من مدرسة "النجاح" في الكرنتينا الى النجاح في مدرسة النصر"

جريدة الرأي العام الكويتية 10 حزيران - يونيو 2000




علي الرز





خلف نظارتين سميكتين، وبين معالم يظلّلها سواد العمامة واللحية، تلمع عينا السيد حسن نصر الله ببريق جديد مغلّف بالترقّب، فالعرب لم يعرفوا الفرح منذ عقود، ولم يختبروا -تالياً- نتائجه.

محطات كثيرة خاصة وعامة طبعت شباب "السيد"، فكان يصبر على الخاص وينصرف الى العام، وهو الذي يقول أنه نذر نفسه لقضية تجاوزت الوطن الى الإنسان وكرامته.

لا ينتمي الى عائلة سياسية تقليدية، ولم يتخرج من بيت سياسي كان صاحبه نائباً أو وزيراً أو رئيساً للوزراء (على ما جرت عادة النخب فى لبنان)، ولم يلمع اسمه في الحرب ولا بعد الحرب قائداً لميليشيا أو زعيما لتنظيم فرّخته منظمة التحرير أو سفارة عربية.

لم يُعرف كرجل دين واعظ وخطيب في المساجد أو الحسينيات، ولم يكوّن أتباعاً يتحلقون حوله في كل مناسبة، وحتى داخل حزب الله: لم يكن الرجل معروفاً للخارج قبل 1992، ومع ذلك ترك بصمة في تاريخ لبنان الحديث لا يماثلها أي حضور أخر، وأربك شخصيات سياسية كثيرة بقيت أسيرة الزواريب الداخلية في تحركها .

ترك الزواريب التي عاش فيها طفولته في منطقة الكرنتينا (أحد أحزمة البؤس في بيروت). هذه الطفولة أسّست لجوانب كثيرة في شخصيته، فالمنطقة عبارة عن تجمع للمحرومين من كل الطوائف وفدوا من مختلف المناطق هرباً من الفقر وأملاً في دخول بوابة بيروت العريضة من إحدى ضواحيها. كان الحرمان الهوية التي جمعته مع أقرانه الأطفال ، فوحّد بينهم في الملبس والمظهر ومصروف الجيب المتواضع وطرق التسلية.

هنا يحضر الإنسان (لا الطائفة) في عيون الصغير الذي رأى والده (عبد الكريم) النازح من البازورية (قضاء صور) ووالد صديقه الأرمني أو المسيحي أو السني يدفعون عربات الخضر والفواكه لبيع منتوجاتها، ثم يرتاحون سوياً وأنظارهم شاخصة الى المدينة التي تتلألأ كدرّة في البحر يسألون الفرج من رب واحد.

يقول رفاق حسن الصغير في مدرسة "النجاح" في الكرنتينا أنه كان متدينا بالفطرة، يتلقى المزاح الثقيل من أقرانه بهدوء وخجل، إلا أنه كان شرساً جداً في رفضه أي مزاح يمس الدين أو الذات الإلهية، ولطالما تخاصم مع رفاقه الى حد القطيعة تجاه هذه المسائل.

وعندما أسس والده دكّاناً صغيراً لبيع الخضر والفواكه: رأى (السيد) في الدكان أفضل مكان لمساعدة أهله (وكان في التاسعة من عمره) ولقراءة القرآن أو بعض القصص الدينية عن الرسول (ص) والخلفاء والأئمة.

كان لبنان يغلي: أحزاب من كل نوع.. حملات سياسية لا تتوقف.. عشرات آلاف الفلسطينيين يتدفقون ويشكّلون ضواحي جديدة وأحزمة بؤس جديدة قرب المدن الكبرى مثل بيروت وطرابلس وصيدا وصور، وبدا المشهد السياسي اللبناني في بداية السبعينات يشي بانفجار (في ظل) خلل داخلي واقتحام خارجي يستفيد من ذلك الخلل في عملية استقطاب دؤوبة، يومها استحق الشيعة وبجدارة لقب "وقود الأحزاب": لأنهم أكثر عدداً، ولأنهم كطائفة فازوا بنصيب الأسد من الحرمان، ولأنهم (وهذا عنصر مهم سيتبلور مستقبلاً) توزعوا جغرافياً في المساحات الحدودية بين إسرائيل وسورية، وكانوا أبناء أرياف يشتعلون حماسة للقضايا المطلبية المحلية والقومية العربية.



رفاق حسن نصر الله توزعوا بين شيوعيين وناصريين وبعثيين وسوريين قوميين، أما هو الملتزم عقيدة إيمانية تسمو -في رأيه- على كل العقائد السياسية الأخرى، فكان يراقب حركة الإمام السيد موسى الصدر مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحركة المحرومين، ويتماهى بخطبه في الكنائس أو المساجد أو الساحات العامة التي تركز على الإنسان والوطن والكرامة والإيمان والتنمية، وكان الإمام الصدر جميلاً بهيّ الطلعة يتمتع بحضور طاغ وكاريزما سياسية افتقدها رجال دين وسياسيون لبنانيون.. أي أنّ خطابه كان مميزاً وكذلك شكله وحضوره، ويستطيع والد حسن نصر الله أن يجزم أنّ ابنه تأثر كثيراً بالصدر وقرر السير على خطاه والاقتداء به.

مع بداية الحرب في بيروت والمدن ، انكفأ النازحون من القرى الى قراهم، وعادت عائلة نصر الله الى البازورية، وأكمل الشاب الملتزم دراسته في صور، لكن الكرنتينا بتعايشها وزواريبها الضيقة وفقرها وحرمانها لم تغب على المستوى السياسي والفكري، خصوصا بعد المجازر التي حصلت فيها عام 75 والمجازر التي تلتها في الدامور والعيشية وغيرها من المناطق. وزاده هذا الأمر تعلقاً بنهجه الإيماني الملتزم بالدين والإنسان، ونقّره أكثر فأكثر من سياسة الزواريب اللبنانية التي ما رأى فيها إلا إضعافاً لقضايا الداخل وانتصاراً للأطراف الخارجية وعلى رأسها إسرائيل.

في أول فرصة تنظيمية له انضم الى حركة "أمل"، ولم يكن لها ذلك الوهج والانتشار، بل انطلقت بقوة شخصية السيد الصدر، وواجه الطالب في "صور" هذه المرة ليس الأحزاب العلمانية والقومية فحسب، بل الزعامات الجنوبية الشيعية التقليدية التي رأت فى حركة الصدر تهديداً لها، لكن "السيد" ومنذ بدايته في العمل السياسي المنظم وحتى اليوم ركّز عمله على مستوى التنظيم والبناء ولم يدخل فى مماحكات وخلافات داخلية أو خارجية، وربما لذلك سيبقى خارج الأضواء الإعلامية قرابة 17 عاماً.

شيء ما في ذلك الموزاييك الحزبي والطائفي والسياسي كان ينفّر السيد الشاب ويُشعره بأنه يعيش وقتاً ضائعاً، ربما كان ذلك الشيء الخطاب السياسي بسقفه المخفوض المنكفئ على ذاته لخدمة أشخاص أو طوائف أو فئات.. كان يرى في ذلك الخطاب قصوراً لتمنّعه عن التمسّك بالعقيدة الأسمى.

تشير أسبوعية الحوار في عددها الأول الى أنّ "السيد" وسّط عام 1976 أحد رفاق الإمام موسى الصدر (الشيخ محمد الغروي) ليُرسله الى النجف لمتابعة تجصيله العلمي الشرعي، وكان عمره 16 عاماً.

في النجف (بدأت) مرحلة أخرى من مراحل تكوين الشخصية، فهناك انصراف كلّي للعقيدة في فطرتها الأولى، لا لهو ولا لعب ولا خروج ولا سفر، ولا وقت أساساً لكل ذلك، وهناك سيتعرف الى السيد عباس الموسوي، (وهو) ابن قرية اسمها النبي شيت (البقاع)، ليصبح (السيد عباس) أستاذه ومُلهمه ورفيق دربه.



وصل الشاب المتحمس للعلم الى النجف وكل ما في جيبه رسالة من الشيخ الغروي الى العلامة السيد محمد باقر الصدر الذي قرأها وطلب من أحد تلامذته (السيد الموسوي) أن يهتم بحامل الرسالة من حيث حاجاته الأولية، أي: المسكن والمنامة والطعام والشراب فقط. وهذا هو في الأساس ديدن الأجواء. ولم يخطئ من أطلق على الحوزات العلمية في النجف اسم "ثكن عقائدية"، لأن النظام فيها مرصوص، والتقشّف والزهد بمتاع الدنيا أسلوب حياة. وحده طلب العلم لا حدود له ، ووحده اختصار المسافات في هذا الطلب يتيح للطالب أن يتباهى بعمامته. فرشة إسفنج بسيطة في غرفة متواضعة وكتب كثيرة.. (هكذا) كانت بداية نصر الله في النجف، وبدأ دراسة "المقدمات"، وهي المدخل الأساسي لطالب العلم قبل أن يصل الى مرحلتَي "السطوح" و"بحث الخارج". وتشاء الأقدار أن يكون أستاذه عباس الموسوي نفسه.

المرحلة الأولى تحتاج عادةً الى أربع أو خمس سنوات، إلا أن نصر الله ورفاقه أنجزوها في سنتين، مستفيدين من حماسة الموسوي واعتباره لهم اخوة حقيقيين، ومن رفضهم قطع الدروس بالإجازات الدينية الطويلة مثل الحج ورمضان و الأعياد.


يتـــــــــــــــــــــــــــــــتتتتتتتبع المقابلة
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان