عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 05-07-2005, 11:02 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي بيان الـ26 وسام عز وشرف للمؤمنين عامة واهل الحرمين خاصه

ثم ألم تسمع أو سمعت وتغافلت عن دعوى الأمريكان للهجوم على أرض التوحيد ومنبع الرسالة في أرض الجزيرة العربية؛ بلاد الحرمين ، وكم من مرة صرحوا أنها أهلٌ للضرب قبل غيرها، بل صرح بعضهم بوجوب ضرب مكة حرسها الله، واسمع لهذا المحرر الأمريكي ريتش لوري الذي أظهر نوايا أسياده حيث قال: [إنني أقترح أن تضرب مكة بقنبلة نووية ويكون ذلك بمثابة إشارة إلى المسلمين... يجب علينا أن نحذر دمشق والقاهرة والجزائر وطرابلس والرياض من خطر الإبادة النووية إذا ما أظهروا أية علامة اعتراض], وأكد الأستاذ ماجد رشيد العويد على أن فكرة ضرب مكة حرسها الله ليست فلتة لسان من كاتب بل هي عقيدة متأصلة فقال: [وليست الدعوة إلى ضرب مكة، كلامًا أجوف أو فارغًا أو كما يصفه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية 'كير' بـ'عبارات جاهلة تخرج عن حدود أي نقاش عقلاني'، وإنما هي دعوة تحفر لنفسها عميقًا في خلايا عقل بوش الذي ينطلق في كثير من خطواته من مرجعية توراتية متخلفة، ومن روح أمريكية تربّت على لغة الكاوبوي. ثم لماذا لا نهتم بما يقال عنا ويقع علينا قبل حدوثه؟].

فكان الواجب عليك أن تحث الإخوة العراقيين على التنكيل بالأمريكان لأنهم يدفعون عنّا وعن أعراضنا، وعن بلادنا حرسها الله. وكم فرح عباد الصليب بفتاواك وكلامك العجيب، وتناقلوه بينهم، وكم فرح أفراخ اليهود من الملاحدة وعباد الهوى بفتواك، حتى جعلوا منك مفتي العصر، فهنيئًا لك ذلك.

فلعلك تبادر بالتوبة، فما زال باب التوبة مفتوحًا قبل أن يغلق دونك، وتموت وقد لاحقتك دعوات المصلين، والصائمين في أنحاء البلاد الإسلامية، والمجاهدين، والثكالى، والأيامى، والأيتام في أرض العراق المحتلة.

أما أولئك المشايخ الفضلاء أصحاب البيان المبارك فإني أتقدم بين أيديهم ـ وعسى أن يسمحوا بهذا ـ بنقد يسير لفقرة في بيانهم، وما ينقد إلا الذهب، والنقد تذكير وقد قال الله تعالى: [وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ] [الذاريات:55] وهم من المؤمنين الصادقين كذا نحسبكم والله حسيبكم،
والنقد نصيحة وهي واجبة كما أخرج مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه يقول: [بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم]. وبيانكم هذا بلغ القلتين، فما أحسنه، وأحسن من شرفه الله تعالى بالتوقيع عليه.

وأريد ما ورد في الفقرة الخامسة، ونصه: [يحرم على كل مسلم أن يقدم أي دعم أو مساندة للعمليات العسكرية من قبل جنود الاحتلال لأن ذلك إعانة على الإثم والعدوان].

فإن أردتم أنه من التعاون على الإثم الأكبر، والعدوان الجلل ألا وهو الكفر، وأن من أعان الأمريكان على قتال المجاهدين انسلخ من الدين فحسن، وإن أردتم غير ذلك فهو مجانب للصواب.

ولا أظنه يخفى على شريف علمكم الأدلة في ذلك، وكلام أهل العلم من السلف والخلف، وأنا أورد بعضه مختصرًا، لينتفع به من يطالع هذا المقال.

قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: [القول في تأويل قوله تعالى: [وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ] [المائدة:51] يعني تعالى ذكره بقوله: 'وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ', ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم؛ فإنه لا يتولى متول أحدًا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بعد ذكر قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ* وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ[ عَلِيمٌ]] [المائدة:51ـ54]: [فالمخاطبون بالنهى عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة، وهو لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم، بين أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام لا يضر الإسلام شيئًا، بل سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فيتولون المؤمنين دون الكفار ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم، كما قال في أولي الأمر: [فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ] [الأنعام:89]، فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه لا يضرون الإسلام شيئًا, بل يقيم الله من يؤمن بما جاء به رسوله وينصر دينه إلى قيام الساعة].

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: أما التعاون مع الإنجليز, بأي نوع من أنواع التعاون, قلّ أو كثر, فهو الردّة الجامحة, والكفر الصّراح, لا يقبل فيه اعتذار, ولا ينفع معه تأول, ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء, ولا سياسة خرقاء, ولا مجاملة هي النفاق, سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء, إلا من جهل وأخطأ, ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين, فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم, إن أخلصوا لله].

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله: [أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل: [وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ] [المائدة:51] ].

وفي الختام أكرر ما قاله جمع ممن وقع البيان: إن إخواننا في العراق لا يحتاجون من يقاتل معهم من غيرهم وربما أرهقهم دخوله ،وهم بحاجة للمال والدعوة ،وأقلها الدعاء بظهر الغيب، ومن أبت نفسه ذلك فلا أقل أن يكف شره عنهم.

والله أسأل أن يحفظ بلاد المسلمين من شر الكفار الصليبيين، ومن أعانهم من الملاحدة المرتدين، وأن يهدي حكام المسلمين لما يحب ويرضى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________